عاصم
المحتويات
معه...
عقارب الساعه لا تتحرك.... الوقت لا يمر... مضي اربع ساعات عليها كانهم اربع سنين ... وهي لازالت تقف مكانها بانتظاره...
بزغ نور الفجر وانقشع الظلام ... ومع ظهور اول خيط من خيوط نور الصباح ... انفتح باب غرفه العمليات وخرج منه الطبيب وعلامات الارهاق باديه علي وجهه...
هرع عدي نحوه متلهفا لسماع خبر يطمئن به قلبه القلق ...
عدي مستفهما بقلق خير يا باسل طمني علي عاصم...
باسل بعمليه الحمد الله العمليه نجحت ... قدرنا نطلع الړصاصه من كتفه .. الحمد الله انها موصلتش للعضم والا كان الوضع هيبقي اصعب ... هي اخترقت اللحم وعملت قطع جزئي في وتر الكتف....
هو في الافاقة دلوقتي وبعد كده هيطلع علي غرفه عاديه ....
بس طبعا هو واخد مسكنات ومهدئات كثيره علشان الالم ... فهو مش هيفوق غير علي الظهر ... تقدروا تطمنوا عليه وتروحوا وجودكم هنا مالوش لزوم ...حمد الله علي سلامته ...
تحرك مغادرا نحو مكتبه ولكنه استدار لعدي مره اخري قائلا عدي عاوزك في مكتبي بعد ما تخلص ..عن اذنكم ...
وكادت تسقط ارضا من شده التوتر والضغط العصبي الذي عاشته في السويعات السابقه ...
امسكها عدي من ذراعها واجلسها علي احد المقاعد ..سالها بقلق سوار انت كويسه !!!سالت الدموع من عينيها فرحا بسلامته ورجوعه لها كانت تضحك
وتبكي في آن واحد وهي تردد الحمد الله .. الحمد الله...عاصم عايش يا عدي ..عاصم عايش...
مغمض العينين ...شاحب الوجه...كتفه وذراعه ملفوفه بالشاش الابيض وذراعه محموله علي حامل معلق حول عنقه...وكف يده الاخري موصول بها انبوب المحلول المغذي....
لم تمتلك القدره للسيطرة علي دموعها ...كانت تبكي بحرقه كلما تتخيل انها كانت علي وشك ان تفقده ...تفقده بعد ان وجدته وعشقته..وجدت الحنان والاحتواء والامان
حمحم عدي محدثها بهدوء سوار ممكن تروحي ترتاحي وتغيري هدومك وتبقي تيجي تاني ...الدكتور قال انه مش هيفوق قبل الظهر
السواق تحت هيوصلك وهيرجعك تاني...
رفضت نافيه حديثه ونظراتها مثبته على عاصم انا مش هتحرك من هنا من غير عاصم... زي ما جينا هنا سوا هنروح سوا...
تمام انا هتصرف ...انا هروح اشوف الدكتور وارجع لك تاني...
دلف عدي الي مكتب الدكتور باسل وابن عمته ... خير يا باسل!!
اشار له باسل بالجلوس امامه ...خلع نظارته الطبيه وتحدث بجديه شوف يا عدي احنا قبل ما نكون قرايب ... احنا اصحاب واكتر من الاخوات وعاصم كمان انا بحبه وبحترمه... وعلشان كده وعلشان مصلحه عاصم انا لازم ابلغ البوليس...
عاصم شخصيه معروفه وجاي مضړوب پالنار ولو اتعرف انه في المستشفي هنا وانا مبلغتش انا اللي هتأذي....
قاطعه عدي رافضا بشدهمش هيحصل يا باسل ... انا مقدرش اخد قرار زي ده من غير عاصم ومفيش حاجه هتحصل الا لما عاصم يفوق واطمن عليه..ده غير اني عارف ومتاكد
ان عاصم مش هيبلغ ....
باسل باستنكار يعني ايه مش هيبلغ!!!!
عدي موضحا يعني مش هيبلغ ... عاصم مالوش اعداء ودي حاجه اول مره تحصل ان حد يضرب عليه ڼار ...
ده غير انه لو بلغ والموضوع وصل لاهله في الصعيد الدنيا هتقوم ومش هتقعد ومش بعيد الموضوع يتحول لتار !!!!
دول صعايده وعاصم عيلته كبيره وهو ابن كبيرهم وكبير البلد .. يعني مش هيسكتوا... فالاحسن اننا نستني لما عاصم يفوق ونشوفه هيتصرف ازاي ولحد ما عاصم يفوق انا بقولهالك تاني يا باسل مش هناخد اي اجراء.. وياريت انت كمان تاكد علي الناس بتوعك في المستشفي ان مفيش حد دخل هنا باسم عاصم ابوهيبه لان لو ده حصل عاصم مش هيعديها علي خير
....
اومأ باسل براسه موافقا علي كلام عدي مضطرا حتي لا يتسبب في مشاكل لعاصم ..مؤجلا قرارته في انتظار رأي عاصم النهائي!!
اسيبك بقي واروح اطمن علي عاصم ... قالها عدي وهو يتوجه للاطمئنان على صديقه.....
طرق عدي علي باب غرفه عاصم ثم ولج الي الداخل بعد ان آذنت له سوار بالدخول ....
نظر الي عاصم الغافي وسألها مستفسرا عن حالته اخباره ايه لسه ما فقش
اجابته و تتنهد بحزن لا زي ما هو....
تقدم منها عدي واعطاها حقيبتها وهاتفها... اتفضلي حاجتك اهيه كانت في العربيه مع السواق ومعاهم تليفون عاصم .. ودي ساعته ومحفظته اللي كانوا معاه سلموهم لي بعد العمليه خاليهم معاكي..
شكرايا عدي تعبتك معايا...
متقوليش كده يا سوار
متابعة القراءة