السند شيماء سعيد

موقع أيام نيوز


يتكلم و أنا قاعد أو يفكر يقوم من مكانه
بعدت كفها عنه بحدة قائلة 
_ على فكرة يا سند بيه المدام مقالتش حاجة غلط أنا فعلا قدمت عشان أعيش في السكن و محمد هيفضل هنا و حضرتك عارف ليه فين المشكلة بقى!. و أنا مش محتاجة لعربية بسواق أقدر أروح شغلي لوحدي
_ وعد مش عايز صوت
بعد ربع ساعة كانت تجلس بجواره بداخل سيارته صامت ينظر للطريق أمامه بهدوء و يسوق بسرعة السلحفاء تأفأفت للمرة المليون و لم يعطي لها أدنى إهتمام عضت على شفتيها من الغيظ ثم ألقت عليه نظرة غاضبة و نظرت للشارع من النافذة

ابتسم بداخله على حلاوتها بكل شيء حتى بڠضبها لن يتحدث ينتظرها أن تبدأ معه أي حوار حتى لو مشاجرة مثل عادتها أبطأ من سرعة السيارة أكثر حتى لا ينتهي الطريق بهما سريعا
لم تتحمل أكثر من ذلك ستضرب بكبريائها عرض الحائط قائلة بضجر 
_ على فكرة أسلوبك دي ينفع مع أهلك و أهل الكفر لكن أنا مش جارية عندك عشان تغصب عليا أمشي معاك و كمان تتصل بالسكن توقف إني أعيش هناك أنت عايز إيه بالظبط
أكمل سيره مجيبا دون النظر إليها 
_ كلمتي لو مش هتمشي على حد أبدا لازم تمشي عليكي أنتي عايز منك إيه أنتي عارفة عايز أضيع وقت فراغي  شوفتي إنسان صريح زيي بالشكل ده قبل كدة!
همست لنفسها مردفة 
_ قصدك بجح فعلا مشفتش في حياتي بجاحة كدة إلا لما قدري الأسود وقعني في طريقك
لم يستطع الصمت و اڼفجر بالضحك هذه الفتاة كوكتيل رائع زاد ڠضبها من ضحكته لتصرخ به قائلة 
_ بتضحك على إيه يا جدع أنت!
رد ببراءة 
_ على غبائك بطلي غلط عشان المرة الجاية بإذن الله هعلق لسانك في المفتاح بتاعي ميدالية
رفعت كفها ثم ضړبت به ساقها من الغيظ دقيقة و الثانية ثم عادت للحديث من جديد مردفة 
_ هو إحنا هنفضل ماشيين على قشر البيض ده كتير اليوم قرب يخلص و أنا مروحتش شغلي
أهي لتلك الدرجة حمقاء لدرجة أنها لم تعرف طريق عملها لا يعلم لما أخذ تلك الخطوة و قرر أخذها معه إلى هذا الزفاف إلا أن كل ما يعرفه أنه أراد وجودها معه لأكبر وقت ممكن نظر إليها بطرف عينه مردفا 
_ أنتي ډخلتي طب بالفلوس و الا إيه مهي دي مش دماغ علمي علوم بصي للطريق يا دكتورة ده مش طريق المستشفى
لحظة لحظة!!! أخرجت رأسها من بين زجاج السيارة لتتأكد من الکاړثة هي بالفعل بطريق مختلف تماما و يبدو أنهما خرجا من الكفر هل هو يريد أخذها بعيدا عن الجميع لېقتلها أعادت رأسها بداخل السيارة مبتلعة ريقها بتوتر لا لا لا بړعب فهي مع مچرم بمفردها على طريق مقطوع رمشت عينيها عدة مرات تحاول بقدر المستطاع أن لا تبكي مردفة بتقطع 
_ سي سند بيه هو احنا رايحين على فين العزم إن شاء الله! لو طبعا سؤالي مش هيسبب أي إزعاج لحضرتك
مصېبة من السماء سقطت فوق رأسه على هيئة امرأة فاتنة الجمال ابتسم إليها ببرود و لم يجيب هو بالبداية كان سيذهب بها للوحدة بعدها قرر عقله الأحمق أخذها معه
انكمشت على نفسها تضم ذراعيها لصدرها لتمر عشر دقائق و هو فقط يتابعها يستمتع بما تفعله من جنون نزلت عينه على ساقيها التي ترتجف ببعض ليقف بالسيارة بأحد الأماكن الخالية ثم نزل من السيارة بهدوء
اتسعت عيناها ها هو ينفذ خطته و يقترب منها لېقتلها أول ما فتح بابها قذقته بعيدا عنها بكل قوتها و هي تركض صاړخة حدق بها بذهول مثل الجماد قبل أن يعود له عقله و يركض هو الآخر يلحق بها
بعد خمس دقائق شعرت بانقطاع أنفاسها لتقف أخيرا مستسلمة لمصيرها المحتمل أطلقت صړخة قوية بعدما أصبحت أسيرة بين قبضة يديه رفعت أصابعها إليها و هما الاثنين يأخذان أنفاسهما بصعوبة كتم غيظه بضغطه على ذراعيها يكاد يكسرها صارخا 
_ أنتي مچنونة إيه التصرفات دي واخد عيل معايا أعمل فيكي إيه عشان أرتاح اخنقك و اخلص
هزت رأسها بكل الاتجاهات نافية قبل أن تردف برجاء 
_ معقول قررت تقتلني عشان رفضت أساعدك ترجع العقربة بنت عمك خلاص أنا موافقة بس بلاش الډم يا إبن الناس.. ليه توسخ أيدك في واحدة ملهاش قيمة يا سند بيه بس
لثواني لم يفهم ما قالته على الإطلاق هي بالفعل مچنونة و ليست مجرد تخيلات زيادة عن الحد منه حرك وجهه يمينا و يسارا قبل أن يحدق بها من جديد ليراها لأول مرة ضعيفة ترتجف بين يديه هي جميلة بل مٹيرة لأي رجل بأي حالة تكون عليها أخذ نفس عميق قبل أن يتركها لتأخذ أنفاسها بتوتر منتظرة رد فعله
أبتسم بحنان ثم رفع كفها إليه مقبلا إياه قبل أن يردف بنبرة أذابت جليد قلبها 
_ اهدى بس يا وعد أنتي عقلك صورلك إني ممكن أأذي فيكي شعرة أنا أأذي نفسي و أنتي لأ أنا رايح فرح في البدو و قولت أكيد تحبي تشوفي الأجواء هناك عشان كدة جبتك معايا
حدقت به ببراءة طفلة صغيرة قبل أن تردف بهمس مترجي 
_ بجد!!!
أوما إليها قائلا 
_ بجد يلا عشان نلحق الحنة من أولها يا دكتورة
اختفى آخر خيط للشمس مع وصولهم  لتلك الصحراء المميزة نزلت معه من السيارة متعجبة من جمال و رقي المكان رغم بساطته هل مازال هناك أشخاص تعيش بهذه الطريقة القديمة رغم التقدم! نظرت إليه بتوتر و ذراعه يدور حول كتفها رفعت رأسها لترى وجهه بشكل أوضح ضغط عليها أكثر يضمها بدفئ حنون
سارت بين يديه كالطفلة الصغيرة المرتدية ملابس العيد و ذاهبة للصلاة برفقة أبيها تعلقت به أكثر مع اقتراب رجال أقل ما يقال عنهم مصارعين إبتسم إليهم سند ثم أبعدها عنه قليلا و هي مازالت متشبثة به ليقول رجل كبير ملقب بالشيخ 
_ مرحب مرحب يا ولدي العرس نور و الله
سار مقتربا منهم أكثر تاركا إياها ليسلم عليهم مردفا بوقاره المعتاد 
_ منور بأصحابه يا شيخ ألف مبروك جواز ولدك
أشار الشيخ إلى وعد قائلا بتساؤل 
_ مين العروسة يا ولدي!
انتظرت إجابته بتوتر لا تعلم ماذا سيقول عن هويتها حدقت به بذهول و هو يعيدها لصدره مردفا بابتسامة مشرقة 
_ العروسة تبقى مراتي مكتوب كتابنا و الفرح قريب جدا يا شيخ و أنت أول المعازيم
فتحت فمها باعتراض شديد قرصها بقوة يمنعها من الحديث ثم نزل بفمه إلى مستوى أذنها هامسا 
_ اخرسي و عدي اليوم الناس دي لو حست مجرد إحساس إنك مش مراتي هنندفن إحنا الاتنين هنا و أنا بصراحة نفسي أخلص من قلة أدبك
ابتلعت ريقها بړعب ثم أومأت إلى هذا الرجل تغصب وجهها على الإبتسامة ليبتسم الشيخ بسعادة مردفا 
_ ألف مبروك يا ولدي أنت تستحق كل خير و هي شكلها طيبة و بنت حلال يلا تعالوا نوصلها للحريم و نروح إحنا للرجال
ضغطت على يده
 

تم نسخ الرابط