روايه وهم كامله
المحتويات
قبل ما يكون في مصلحتي.
صاحت به نادين بتهكم والدموع تهطل من عينيها وكأنها شلالات لا يمكن التحكم بها
بقى أنت مش عايز تظلمني جاي تسيبني قبل الفرح بأسبوعين وبتقول أن ده في مصلحتي!!
كاد رامز يتحدث ولكنها بسطت كفها الأيمن في وجهه صاړخة بحړقة
أنت لسة جاي تفتكر دلوقتي أنك مش بتحبني ولا شايفلك شوفة تانية وعشان كده قررت تسيبني من غير ما تهتم للكلام اللي هيتقال عني بسببك
صمت رامز ولم يرد على سؤالها فارتفع صوت صړاخها وهي تزجره
أنت ساكت ليه رد عليا وقولي تطلع مين دي اللي خليتك عايز تسيبني قبل فرحنا
فكرة حبه لفتاة أخرى
أيوة فيه واحدة أنا اتعرفت عليها وبحبها أوي ومقدرش أعيش من غيرها وعشان كده إحنا لازم نسيب بعض.
أخذت منى تلطم خديها وهي تردد
يا مصېبتي ابن أختي اټجنن وجاي يلغي جوازته من بنت خالته قبل الفرح عشان واحدة غريبة ميعرفش حاجة عن أصلها وفصلها.
جلست منى تبكي بشدة ولم يتحمل رامز هذا الوضع وقرر أن يغادر ولكن أوقفته نادين بقولها
استنى عندك يا رامز أنت مش هتمشي من هنا غير لما تاخد حاجتك.
الټفت لها رامز قائلا بحزن عندما رأى مظهر ملامحها التي تحولت للبؤس الشديد بعدما علمت بسبب زيارته
لم توافق نادين على حديثه وأصرت على موقفها وبالفعل لم تمر سوى دقيقة واحدة قبل أن تعطيه الشبكة التي قدمها لها ثم طردته من المنزل وهي تقول بازدراء
متشكرة على ذوقك وكرمك يا ابن خالتي بس أنا مش عايزة أفتكرك أصلا ولو شوفت قدامي أي حاجة من طرفك هحس بالقرف.
أخذت نادين تبكي بعدما غادر رامز فاقتربت منها منى تمنعها من البكاء على شخص لا يستحق أن تذرف على رحيله دمعة واحدة
متعمليش كده في نفسك يا قلبي صدقيني هو ميستاهلش أنك تتقهري عشانه.
بس أنا حبيته أوي يا ماما وصعبان عليا نفسي واللي جرالي وۏجع قلبي بعد ما فرحتي اتكسرت.
ارتفع صوت شهقات نادين فاحتضنتها والدتها وأخذت تربت على كتفها تواسيها بقولها
أنت طول عمرك كويسة يا حبيبتي وإن شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك وهيفرحك قريب وأكيد فيه حكمة من ربنا في كل اللي حصل دلوقتي وهي أنك أكيد مكنتيش هتبقي سعيدة مع رامز.
الفصل الثاني
سقط الهاتف من بين يدي إلهام بعدما اتصلت بها منى وأخبرتها بالتصرف الذي قام به ابنها.
أمسكت إلهام بالهاتف هاتفة بجدية امتزجت بالذهول الذي شعرت به بعدما سمعت كلام شقيقتها
هتفت منى بحړقة قبل أن تقوم بإنهاء المكالمة
حسبي الله ونعم الوكيل في ابنك يا إلهام نادين مڼهارة لحد دلوقتي بسببه وعلى العموم هو خلاص مبقاش يلزمها بس عايزة أقولك حاجة ياريت تقوليها لرامز لما يرجع البيت وهي أن كما تدين تدان ولو بعد حين وربنا هيسلط عليه اللي يجيب حق بنتي منه.
كادت إلهام تتحدث ولكن انقطع الخط فزفرت بضيق وأرادت أن تتصل بشقيقتها مرة أخرى ولكنها توقفت ووضعت الهاتف جانبا بعدما رأت ابنها الذي دلف من باب الشقة والذي تأكد من معرفتها لكل ما جرى بعدما رأى ملامح وجهها المحتقنة.
هبت إلهام واقفة صاړخة في وجه رامز بعصبية نتجت عن تلك الکاړثة التي اقترفها في حق ابنة خالته التي أحبته كثيرا وكان جزاء هذا الحب هو الخذلان بهذا الشكل البشع
أنت اټجننت يا رامز ولا جرى لعقلك حاجة! إزاي قلبك طاوعك تسيب بنت خالتك قبل فرحكم بأسبوع!
زفر رامز بسأم صائحا بنبرة حازمة فهو قد قرر ألا يخضع لضغوطات والدته مرة أخرى مهما حدث
أنا مش بحبها كزوجة وشايف أننا مش هينفع نكون مع بعض فأرجوك يا ماما بلاش تضغطي عليا أكتر من كده لأن أصلا كل اللي إحنا فيه دلوقتي ده بسببك أنت.
أشارت إلهام نحو نفسها مرددة باستنكار فهي لم تكن تريد سوى سعادة ابنها الذي يقف أمامها الآن ويتهمها بأنها المسؤولة عن كل ما حدث
أنت بتلومني يا رامز! بعد كل اللي عملته عشانك جاي ترمي مصيبتك فوق دماغي!! أنا كنت عايزاك تتجوز جوازة كويسة وتعيش مبسوط لأني حسيت بالخۏف عليك من اللي بيحصل دلوقتي في الزمن المهبب اللي بقينا عايشين فيه.
هتف رامز بسخرية وهو يجلس أمامها يحيط رأسه بكفيه
خاېفة عليا من إيه يا ماما! هو أنت شايفاني عيل صغير قدامك مش بيعرف يعتمد على نفسه في أي حاجة!
رفعت إلهام بصرها تنظر له وهي تقول بمرارة
لا شايفاك قدامي شاب أهطل ساب البنت اللي بتحبه عشان خاطر واحدة مش محترمة مكانش عندها مشكلة أنها ترتبط بواحد خاطب وعلى وش جواز.
تجاهلت إلهام نظرات رامز الحادة بعدما وصفته بالبلاهة وتابعت حديثها في محاولة منها لإرجاعه من الطريق المظلم الذي بدأ يسير فيه
أنا كنت خاېفة عليك يحصل معاك نفس اللي بيحصل دلوقتي مع الشباب اللي حظهم الۏحش بيخليهم يقعوا فريسة لبنات مش محترمات بيدمروا حياتهم وبيخربوا بيوتهم وبيخلوهم يبوسوا الأيادي عشان يشوفوا أولادهم ساعتين في الأسبوع.
صاح رامز مستنكرا تلك الأفكار التي تدور في عقل والدته
أرجوك يا ماما حاولي تفهمي أن داليا بنت كويسة جدا بس أنت اللي واخدة عنها فكرة غلط وهي على فكرة كانت رافضة ترتبط بيا بسبب موضوع نادين اللي أنا سيبتها عشان عارف أني مش هقدر أسعدها لأن قلبي مع واحدة غيرها.
ربت رامز على كتف والدته
محاولا إقناعها بقوله
داليا بتحبني أوي يا ماما وعمرها ما هتفكر تخرب بيتي ومش هيحصل أي حاجة من الحاجات اللي أنت بتشوفيها كتير في قضايا الطلاق لأن داليا مش وحشة زي ما أنت شايفاها ومحتاجة منك فرصة عشان تتعرفي عليها.
ضړبت إلهام كفيها قائلة بأسى بسبب تعنت ابنها وتشبثه بوجهة نظره الخاطئة
اعمل كل اللي أنت عايزه بس حط في دماغك أن أنا عارفة نادين كويس لأنها اتربت وكبرت قدامي وكنت واثقة أنها مستحيل تكون سبب في تعاستك بس أنت مقدرتش حبها ليك ومشيت ورا شوية أوهام على أساس أنها حب بس أحب أعرفك يا رامز أنك هتندم وهيجي عليك يوم تقول ياريتني سمعت كلام أمي.
دلفت إلهام إلى غرفتها وهي تشعر بالضيق وتسطحت على السرير وأغمضت عينيها حزينة على حال ابنها فقلبها يخبرها أنه سوف يعاني من تبعات تلك الزيجة المشؤومة التي يخطط لها.
اتصل رامز بداليا وأخبرها أنه قد أنهى كل شيء يربطه بنادين فابتسمت بسعادة لأن هدفها قد تحقق وهتفت بتساؤل وهي تقف أمام المرآة تمسك الهاتف باليد اليسرى وتضع مورد الخدود على وجنتيها بيدها اليمنى
طيب وأنت هتيجي تتقدملي إمتى يا رامز
أجاب رامز بجدية فهو ينوي بالفعل أن يتخذ خطوة جادة بشأن علاقتهما بعدما تهدأ الأوضاع عنده في المنزل
قريب أوي يا حبيبتي بس مضطر أستنى شوية لحد ما الأوضاع تهدى عندي لأن في الأول وفي الأخر
متابعة القراءة