روايه وهم كامله

موقع أيام نيوز

اللي خلى المخزن يتحرق! أكيد ده حصل بسبب إهمال الحراس المتخلفين اللي أنت وظفتهم.
نفى رامز هذا الاتهام عن حراسه وأكد على حرصهم وأمانتهم وعدم إهمالهم بنبرة حزينة لأنهم خسروا حياتهم بطريقة بشعة لمجرد أنهم كانوا يؤدون عملهم
مفيش ولا واحد من الحراس قصر في أداء مهمته بل على العكس دول دفعوا حياتهم مقابل لإخلاصهم ووفائهم.
انحدرت دموع رامز الحبيسة أمام عيني زوجته التي انفرجت شفتاها بذهول
كل الحراس ماتوا إمبارح في الحريقة اللي البوليس أكد أنها بفعل فاعل كلهم راحوا وسابوا وراهم أولاد يتامى هيتبهدلوا من بعدهم بسبب شخص مچرم وحقېر كان هدفه أنه يأذيني رغم أن أنا مليش أي أعداء في السوق.
صاحت داليا بصرامة فهي لا يهمها أمر الحراس الذين فقدوا حياتهم أكثر من مستوى معيشتها الذي سيتردى بسبب الکاړثة التي تعرض لها زوجها
سيبك دلوقتي من موضوع الحراس وقولي هتعمل إيه في موضوع القرض اللي
عليك وفي شركتك اللي يعتبر فلست!
تنهد رامز قائلا بأسف وهو يزيل الدموع التي انحدرت من عينيه في لحظة ضعف تمكنت منه بسبب قسۏة الکاړثة التي لحقت به
مفيش قدامي غير حل واحد هيساعد أني أسدد فلوس القرض لحد ما ربنا يقدرني وأقدر أقف على رجلي وبعدها هشوف موضوع الشركة.
رفعت داليا حاجبيها هاتفة باستغراب
وإيه هو الحل اللي أنت شايف أنه هيحل المشكلة دي
اتسعت عينا داليا باستنكار بعدما بدأ رامز يتحدث ويشرح لها الطريقة التي ستساعده في تسديد جميع الديون التي تلاحقه.
عادت سمية من المستشفى إلى منزلها حتى تنال قسطا من
الراحة وتوجهت نحو المصعد ولكنها وجدته معطلا فاضطرت إلى استخدام الدرج حتى تصل إلى شقتها.
أثناء صعودها إلى الشقة التقت بكريم الذي كان ينظر لها بنظرات أثارت بداخلها شعورا بالريبة ولكنها لم تتمكن من فك شفرات تلك النظرات بسبب شعور الحزن الذي سيطر عليها لما جرى مع أخيها.
حمد الله على السلامة يا مرات أخويا ممكن أعرف أنت كنت فين من إمبارح
رمقته سمية بازدراء وهتفت باستخفاف
وأنت مالك أصلا بيا هو كان فيه حد عينك وصي عليا! أنت ملكش حكم عليا ومفيش ليك أي صلاحية تخليك توقفني كده في نص السلم وتسألني عن المكان اللي كنت موجودة فيه.
سمعت سمية صوت حماتها التي صاحت بصرامة
كريم له كل الحق في أنه يسألك كنت فين لأنه أخو جوزك ولازم يكون رقيب عليك عشان نضمن أنك مش تحاولي تستغلي غياب مراد في أنك تمشي على حل شعرك.
شعرت سمية بالإهانة عندما سمعت كلمات حماتها التي جرحتها وأقسمت أنها ستخبر مرادا بكل شيء وسوف تجعله يترك شقة شقيقه وينتقل برفقتها إلى مكان آخر بعيد عن عائلته.
كزت سمية على أسنانها وصاحت پغضب فهي لن تسمح لأي شخص مهما كان وضعه أن يقوم بإھانتها والتشكيك في أخلاقها
أنا مش محتاجة يكون ابنك رقيب عليا لأن الحمد لله أمي ربيتني وعلمتني الصح من الغلط وكمان فهمتني أن مش هينفع أغلط في واحدة كبيرة في السن وخاصة لو كانت أم جوزي ولولا كده كنت قسما بالله مسحت بكرامتك بلاط السلم كله.
كادت سمية تسترسل في الرد على حماتها المتغطرسة ولكنها تمالكت أعصابها وقررت أن تنتظر حتى يعود مراد من سفره فهي واثقة أنه سوف يضع حدا لأفعال ميرڤت.
أجابت سمية بضيق على سؤالهما وهي تتخطي كل من كريم وميرڤت
أنا كنت في المستشفى عند أخويا اللي اتعرض لحاډثة وكان هيروح مني لولا ستر ربنا وأنتم مفيش حد منكم فكر يكلف نفسه ويجي يطمن عليه بما أنكم نسايبه.
وصلت سمية إلى شقتها وتركت العنان لدموعها بعدما أغلقت الباب على نفسها فقد شعرت في تلك اللحظة بأنها وحيدة وليس لها أي سند فزوجها غائب وشقيقها مصاپ ولا ينقصه أن يحتمل هموما إضافية فوق همومه.
ابتسم عزام بعدما نجح في تسديد كرة الجولف في المكان المناسب لها وتمتم بتفاخر وهو ينظر إلى مساعده
أهم حاجة يا مهاب عشان تقدر تحقق اللي في دماغك هو أنك تركز على الهدف وتحط خطة مناسبة قبل ما ټضرب الكورة ولو مش عملت كده فتأكد أنك هتفشل ومش هتقدر تاخد اللي أنت عايزه.
أومأ مهاب قائلا باحترام شديد أثار إعجاب عزام
أنا هفضل دايما قدام معاليك تلميذ بيتعلم وبيستفيد من خبرة حضرتك.
نظر له عزام وهتف بجدية بعدما ترك عصا الجولف من يده
أنت أكتر واحد مخلص في رجالتي يا مهاب وده السبب اللي بيخليني مش بعتمد غير عليك في المهمات الصعبة.
أطرق مهاب رأسه وأكد حديث رئيسه بقوله
أنا خدامك يا باشا شوف أنت عايزني أعمل إيه وأنا رقبتي سدادة وزي ما أنت عارف أنا مش بسيب ورايا أي أثر.
ابتسم عزام وربت على كتف مهاب قائلا بفخر لأنه تمكن من تربية ابن عدوه اللدود وجعله ذراعه الأيمن الذي يطيعه ويفعل كل ما يأمره به دون أن يدري أنه يخدم الرجل الذي قتل والديه بدم بارد
كلامك مظبوط يا مهاب وعشان كده أنا عايزك تخلص على أشرف الليلة دي لأن طول ما هو عايش هيشكل خطړ علينا وده لأن لو البوليس أو رامز شكوا فيه وضغطوا عليه ممكن ساعتها يعترف علينا ويقول أن إحنا المسؤولين عن حړق المخزن ومۏت الحراس.
أومأ مهاب بإيجاب مبينا اقتناعه بوجهة نظر عزام بشأن أشرف الذي من الممكن أن يتسبب في ڤضح أمرهما في حال تعرض لضغط واستجواب شديدين
تمام يا باشا أنا مش عايزك تحمل هم اطمن خالص واعتبر الموضوع ده خلصان من دلوقتي بكرة الصبح هتسمع خبر أشرف.
أخذ محمد يتذكر الحديث الذي دار بالأمس بين زوجته وشقيقتها وهو ينظر إلى هانيا التي تجلس أمامه وتعبث في هاتفها.
في هذه اللحظة ندم محمد أشد الندم لأنه تزوج بهانيا وانخدع بجمالها وأسلوبها الرقيق في الحديث ولم يركز على معرفة طريقة تفكيرها وهل هي
تحبه مثلما أحبها أم أنها تزوجت به فقط حتى تغتر به أمام أصدقائها.
اكتفى محمد
بالنظر إلى زوجته فقط دون أن يتحدث معها أو حتى يعاتبها لأنه يعلم جيدا أنه أخطأ عندما تزوجها وعليه أن يحتمل نتيجة خطأه.
تظاهر محمد بالنوم عندما دلف وسام إلى الغرفة وأطرق أذنيه عندما سمع صوت وسام وهو يقول
محمد عامل إيه دلوقتي
قلبت هانيا عينيها قائلة
أخد المسكن ونام بعد ما رفض يغطي كتفه ودراعه.
صاح وسام أمام هانيا محاولا إقحام حديثه في رأسها المتصلب فهي مصرة على تخريب علاقتها بمحمد والبداية كانت عندما حاولت إجباره على ارتداء ملابس ثقيلة حتى لا تشاهد التشوهات التي نتجت عن الحاډث دون مراعاة لحرارة الجو المرتفعة كما أنها لم تفكر في أن تلك الملابس سوف تزيد من ألم زوجها الذي لا يزال يحتاج إلى المسكنات حتى يحظى بقسط مريح من النوم
جوزك بيحبك يا هانيا وأنت لازم تقفي جنبه في محنته وتكوني سند ليه وتخففي عنه مش تزودي همه اعقلي يا حبيبتي وبلاش جنان لأن صدقيني محدش هيندم ولا هيدفع نتيجة تصرفاتك غيرك أنت وبس.
هتفت هانيا باستياء والڠضب يعمي عينيها من وقوف وسام في صف محمد وكأنه شقيقه وليس شقيقها
وأنا ذنبي إيه أشوف المنظر ده قدامي طول
تم نسخ الرابط