روايه وهم كامله
المحتويات
أسنانه بغيظ وتمالك نفسه بصعوبة وهو يقول
هو أنت طبيعية زي باقي الناس يا هانيا! واحدة غيرك كانت تقوم تصلي ركعتين شكر لأن ربنا نجى
جوزها مش تقعد تقول هيشيلوا التشوهات إمتى!!
تأففت هانيا قائلة بحنق فهي لا تصدق أن شقيقها لا يستطيع أن يتفهم موقفها
أنا بسأل بس لأن بصراحة المنظر بشع أوي وهو أصلا مش هيطيق يشوف نفسه بالشكل ده.
تصدقي بالله يا هانيا أنت واحدة معندكيش ريحة الډم يعني جوزك قدر بالعافية وبعد معاناة بسبب الألم اللي حاسس بيه في كل جسمه أنه ينام ده غير أن الدكتور قال أنه مش هيقدر يتحرك برجله الفترة الجاية لأن الشظايا اللي دخلت في رجله أثرت على بعض الأعصاب وهيحتاج لجلسات علاج طبيعي عشان يقدر يتحرك من غير ما يحس بالألم وأنت مش همك غير بعض التشوهات اللي حصلت بسبب حاډثة كان ممكن يروح فيها!!
احترمي نفسك يا هانيا عشان عيب أوي اللي أنت بتعمليه دلوقتي التشوهات اللي موجودة دي ينفع أنها تتشال بعمليات التجميل بس ده مش هيحصل دلوقتي لأن وضع جسم جوزك مش هيقدر يستحمل أنه يعمل عمليات كتيرة الفترة دي.
ذهب أشرف إلى المخزن الذي يخزن فيه رامز بضاعته وقضى بعض الوقت مع الحراس يتحدث معهم ويتفقد أحوالهم.
مضى وقت قصير قبل أن يسخن الماء فاستعد أحد الحراس للنهوض حتى يصب الشاي ولكن أوقفه أشرف وأخبره أنه سيتولى هذا الأمر بنفسه.
ذهب أشرف نحو الموقد وحمل الإبريق وقام بإعداد الشاي ثم نظر خلفه فوجد جميع الرجال منشغلون في الحديث فيما بينهم فاستغل الفرصة وأخرج من جيبه بعض الأقراص المنومة سريعة الذوبان ثم وضع قرصا في كل فنجان عدا الفنجان الخاص به.
لم تمض سوى بضع دقائق وغرق الجميع في نوم عميق باستثناء أشرف الذي اتصل بعزام وانتظره حتى أجاب ثم أبلغه بأنه قد نفذ جميع التعليمات التي أمره بها
كله تمام يا عزام بيه أنا حطيت مخدر في الشاي والحراس اللي واقفين على مخزن البضاعة وهما دلوقتي راحوا في سابع نومة.
تمام يا أشرف
امشي أنت من عندك وإوعى تتصل بيا الفترة دي لأن خلاص دورك خلص وجه دلوقتي دور باقي الرجالة.
نفذ أشرف تعليمات عزام وانطلق بسيارته بعيدا عن المخزن ولم يمر سوى بضع لحظات قبل أن يحضر رجال عزام الذين قاموا بسكب البنزين في كل ركن من أركان المكان ثم أشعلوا النيران وفروا هاربين.
اندلع حريق هائل أكل الأخضر واليابس ولم يترك أي شيء في المخزن إلا وقضى عليه ولم يتم اكتشاف أمر الحريق إلا بعد فوات الأوان بسبب موقع المخزن الذي يقع في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان.
الفصل الثامن
انتفض رامز ونهض من مكانه وهو يصيح بفزع ممسكا بالهاتف بصعوبة شديدة نتجت عن الصدمة التي تعرض لها بعدما أتاه هذا الاتصال
هو إيه ده اللي اتحرق! إزاي وإمتى الكلام ده حصل!
نظرت له داليا التي كانت تلاعب ابنها باستغراب وحاولت أن تستفسر منه عما حدث ولكنه لم يمنحها أي إجابة بل خرج بسرعة من المنزل دون أن يرد عليها.
وصل رامز إلى مخزنه الذي صار ركاما وأحاط رأسه بكفيه دليلا على حسرته فقد خسر البضاعة التي اشتراها بأموال طائلة في لمح البصر.
وقع بصره على چثث الحراس الذين لقوا مصرعهم في هذا الحاډث المؤلم وهم يؤدون عملهم بمنتهى الأمانة.
قام المسعفون بنقل الچثث إلى سيارة الإسعاف وحضرت قوات
الشرطة وقامت بمعاينة موضع الحاډث ثم توجه أحد الضباط نحو رامز وسأله بنبرة جادة
واضح جدا أن الحريق كان بفعل فاعل لأن فيه أثار بنزين والسؤال ليك يا أستاذ رامز أنت ليك أعداء شاكك أن ممكن يكون ليهم يد في اللي حصل
هز رامز رأسه بنفي وهو يشعر بحيرة لا يمكن وصفها لأنه ليس لديه أعداء من الممكن أن يسعى أحدهم للقيام بهذا العمل الإجرامي من أجل تدميره.
استنكر رامز ما حدث لمخزنه وأخذ يتساءل بينه وبين نفسه عن هوية هذا المچرم الذي لم يكتف فقط بحړق المخزن بل تسبب أيضا في مصرع الحراس وهم لا دخل لهم إطلاقا في أي خلافات قد تكون موجودة بينه وبين أحد المنافسين.
حرر رامز محضرا بالواقعة وتمنى أن تعثر الشرطة على الفاعل الذي تسبب في ټدمير حياته بتلك الطريقة البشعة.
عاد رامز إلى منزله في صباح اليوم التالي واستقبلته داليا بالتوبيخ والتقريع لأنه قضى ليلته خارج المنزل ولم يكلف نفسه مشقة إخبارها بالمكان الذي كان موجودا به.
صړخ رامز في وجه زوجته بعصبية أرعبتها وجعلتها تتراجع للخلف عدة خطوات
ما تخرسي بقى هو فيه إيه من ساعة ما دخلت البيت وأنت عاملة زي الراديو مش راضية تفصلي وترحميني!!
استكمل رامز توبيخ زوجته بقوله
أنا مش عارف هلاحقها منك ولا من المصېبة اللي نزلت فوق دماغي إمبارح!!
شعرت داليا بالقلق وهتفت بتساؤل وهي تقترب منه بحذر
مصېبة إيه يا رامز! أنت لما خرجت إمبارح قدامي حاولت أسألك وأعرف منك إيه اللي حصل بس أنت مشيت من غير ما ترد عليا.
جلس رامز وغطى وجهه بكفيه وهو يصيح بحسرة فقد انقلبت حياته رأسا على عقب وصارت چحيما بعدما بدأ يخطو أولى خطواته في طريق النجاح
شقى عمري راح يا داليا المخزن اللي كان فيه كل البضاعة اللي استوردتها اتحرق إمبارح وكل حاجة راحت في الحريقة.
تابع رامز بمرارة وهو بالكاد يسيطر على الدموع التي تسعى للهطول من مقلتيه
أنا مش عارف أعمل إيه يا داليا فلوسي كلها راحت في غمضة عين ومش بس كده ده كمان أنا مش هقدر أسدد قيمة القرض اللي أخدته من البنك عشان أقدر أكمل فلوس البضاعة.
لطمت داليا خديها وأخذت ټضرب فخذيها وهي تصرخ بذهول
يا نهار أسود ومنيل بستين نيلة طيب وإحنا هنعمل إيه دلوقتي وهنعيش إزاي بعد ما خلاص فلوسك راحت وكمان بقيت مديون للبنك!
هز رامز رأسه قائلا بقلة حيلة
معرفش يا داليا أنا مش قادر أفكر ومش عارف هتصرف إزاي عشان أقدر أخرج من المصېبة دي.
تساءلت داليا وهي تشعر پغضب كبير لأن زوجها صار فقيرا معدما بعدما كاد يصير رجل أعمال فاحش الثراء
طيب وإيه
متابعة القراءة