اخطائي ج2والاخير
المحتويات
رفعت عيناها ليتنهد و يضيف هو
انت جميلة اوي يا شهد
قالها وهو يرجع خصلاتها الحريرية كي يتمكن من رؤية وجهها الذي اشټعل من شدة الخجل ليتنهد مرة أخرى ولكن تلك المرة مسهدا ويهمس وهو يرفع خصلة من شعرها يشتمها بنظرات راغبة
اتمنيت اشمه اوي واعرف ملمسه
اوعي تبعدي عني وتغربيني تاني أنا معاك بحس أني كنت في غربة ولقيت الأمان والراحة والدفى اللي مبتتحسش غير الوطن وأنت وطني اللي كنت متغرب عنه يا شهد
مر أكثر من شهرين عليها وقد حرصت خلالهم أن تواظب مع طبيب نفسي كي يساعدها على ترميم ذاتها ويصالحها عليها مثلما اقترح نضال لا تنكر أن قرارها في اللجوء للاستشاري النفسي اتى متأخر ولكن منذ ذلك اليوم التي تحدث معها في المشفى وصرح لها وشيء يثقل قلبها ويشتت عقلها و رغم ذلك كان حديثه حافز لها فنعم قد ادركت انه محق هي بحاجة أن تتصالح مع ذاتها اولا حتى لا ټأذي من حولها مثلها وبالفعل تشعر الآن أن السلام سكن دواخلها فلم تعد تشعر بالسوء من حسن بل ايقنت أن ما فعله لم يكن إلا بسبب خضوعها وضعفها والسماح له باستغلال نقاط ضعفها مما اعدم ثقتها بنفسها وتلك كانت علتها التي تخطتها وتعافت منها فلم تعد تلك الضعيفة التي يستطيع الاستخفاف بها فقد ساندته بمحنته وتكفلت بكل شيء في سبيل ابنائها فلم يهن عليها أن تقف مكتوفة الأيدي وتتركه يخسر كل شيء و رغم إلحاحه عليها الذي لم ينفك عنه إلا أنها لم تود أن تكرر المحاولة وكيف تفعل وتعيش تحت سطوته من جديد وهي تستمتع
بالاستقلالية المطلقة. تلك القناعات التي أصبحت تؤمن بها فلا حاجة لرجل لتتجسد به سعادتها هي ناجحة ولديها كل الإمكانيات الممكنة لتستطيع جلبها لذاتها فيكفي انها ستحيا بسلام وبكرامة مع ابنائها وعلى ذكر ابنائها اوجعها ضميرها ورغم اقتناعها التام برفضها إلا أن مع تعلق ابنائها ومطالبتهم بقربه نمى شعور بالذنب بأحشائها وظل يطعن بها فمنذ وعكته الصحية وعلاقته بهم قد توطدت ويراودها دوما أنها جارت على حقهم بأنفصالها وهنا عدة تساؤلات منطقية لاحت بعقلها ماذا إن عادت له ولمت شملهم من اجل ابنائها هل سيستريح قلبها ويسكن ضميرها هل يتوجب عليها تحاشي نظرة المجتمع والټضحية من أجل ابنائها وإن فعلت هل ستسطيع أن تتعايش معه من جديد وهل سيتقبل تغيرها أم سيحاول هدمها حقا لا تعلم ما يتوجب عليها فعله فالخيار شديد الصعوبة بالنسبة لها يأما ترضي ذاتها وتظل على رفضها يأما أن تتخلى عن حقها وتبدي مصلحة ابنائها و تضحى براحتها التي لا تضمنها معه وتعود من أجل أبنائها. حقا لا تعلم ما يتوجب عليه فعله فكل ما ينغص حياتها أنها مؤنبة وضميرها ينهش بها تجاه ابنائها
مامي عايز اشرب
انتشلها صوت الصغير من شرودها لتعتدل وتناوله كوب الماء الموضوع اعلى الكمود ليرتشف منه ويرده لها متسائلا
مامي منمتيش ليه
ابدا يا شريف في حاجة شغلاني
اكيد عيد ميلاد بابي أصله بكرة
ضيقت عيناها تتذكر الأيام وكم تعجبت كونها تناست يوم كذلك وسابقا كانت تعد عدة الاحتفال به من قبلها بعدة أيام ليضيف الصغير
وافقت هي ببسمة هادئة
حاضر يا حبيبي بكرة هنروح نزوره بس هنتصل بيه قبلها
لأ يا مامي خليها مفاجأة
تمام حاضر اللي أنت عايزه يلا بقى نام علشان ننزل بكرة بدري نشتري الهدية
هار اسوح جايبلي خمړة يا كاظم ده انت يومك مش فايت
قالتها شهد بإندفاع كعادتها المتأصلة وهي تهز بجسده المستلقي أمامها فز من غفوته القصيرة وقال متفاجئا
رفعت زجاجة الشراب أمام نظراته وتخصرت قائلة
في دي يا استاذ يا محترم!
لتلوي ثغرها يمينا ويسارا متحسرة
ياخسارة الهيبة اللي حلت بعديها الخيبة
زفر انفاسه وحاول تهدئتها
طب ممكن تهدي ومتكبريش الموضوع
لأ بقولك ايه انت مستقل پغضب ربنا أنت مسلم واكيد عارف انها حرام
تحمحم بحرج
وبتغضب ربنا ليه طالما عارف ده احنا بنتشعبط في رضاه
حاول التفسير لها
لما كنت في ايطاليا الخواجات بيشربوه بدل الميه علشان يدفيهم وبصراحة دي خصلة مش كويسة خدتها منهم
وهنا قالت بقناعات تربت عليها ورسخت بها
لأ احنا لازم نبقى على نور من اولها انا لا يمكن اقبل بكده أنا عارفة أن في فرق بين عيشتي وعيشتك زي السما والأرض وفي فوارق كتير ما بينا بس ڠضب ربنا مفهوش فوارق
أخر مرة اوعدك انا بس قولت علشان نحتفل بأول ليلة لينا مع بعض
ده انت كأنك قاصد ربنا ما يكرمناش ولا يباركلنا
مش قاصد وبعتذر يا شهد مش هتتكرر تاني واوعدك عمري ما هحطها على بقي
حقك عليا
خلاص سماح المرة دي
.
ابتاعوا قالب كيك كبير
متابعة القراءة