اخطائي ج2والاخير

موقع أيام نيوز

نظراته لثوان قبل أن يضع نظارته وكأنه يشكك برؤيته دون أن ينبث ببنت شفة لتبادر هي من جديد
مش هتقولي اتفضلي
تحمحم يجلي صوته وهو يلعن ذلك القلب اللعېن الذي هوى فور رؤيتها وتناسى تجريحها و نفورها لتتجمد ملامحه ويتدارك بثبات انفعالي ويهب من مقعده مرحبا بعملية شديدة
اهلا يا بشمهندسة اتفضلي بتشتكي من ايه
تنهدت وسارت بخطوات وئيدة تجلس في المقعد المواجه لمكتبه وهي لا تعلم ماذا تقول أو من اين تبدأ لتبتلع ريقها وتقول ببسمة متوترة
بتمنى تكون العيادة عجبتك لما استلمتها
سؤالك متأخر تلت شهور يا بشمهندسة ليصمت لهنيهة ويستأنف
على العموم انا بلغت بشمهندسة سارة تبلغك امتناني لمجهودك
ردت ببسمة باهتة وهي تفرك بيدها
اه قالتلي
هز رأسه بثبات وتسأل بعملية وترتها
طيب قوليلي بتشتكي من ايه يا بشمهندسة علشان اقدر افيدك
زادت من فرك يدها متوترة وتلعثمت قائلة
أنا آسفة
تساءل بثبات انفعالي دوما يفحمها به
على ايه
ارتعش فمها من شدة توترها وصدر حديثها متقطع وهي تخبره
انا كنت قليلة الذوق وجرحتك بس أنا
قاطعها ببسمة يبرع دوما في اقتناصها في أشد اوقاته بؤسا
وايه الجديد ده طبعك يا بشمهندسة وانا اللي أسف أنت عندك حق مكنش في بينا شيء يذكر وحتى لو الموضوع اختلف بالنسبالي أنت ملكيش أي دخل بيه لأن انا الطرف الوحيد في الحكاية.
تنهدت واخبرته بنفاذ صبر بعد أن فشلت فشل ذريع في أن تترجم ما بداخلها
نضال متصعبش الموضوع عليا اكتر من كده أنا معرفش انا جيتلك ليه كل اللي أعرفه إني مش عيزاك تسافر لتصمت لبرهة وتستأنف موضحة
قابلت مامتك وقالتلي
اعتلى حاجبيه وباغتها بسؤاله
ليه مش عيزاني اسافر محتاج اجابة واضحة وصريحة لأسبابك
اغمضت عيناها بقوة وقالت وهي تمرر يدها بخصلاتها

البندقية بأنامل مرتعشة
مفيش اسباب غير أن عايزاك جنبي
ابتسم بسخرية مريرة وهز رأسه قائلا وهو يسند جانب وجهه بقبضة يده
استبن يعني مش كده
اغتاظت بشدة من ثباته وسخريته فما كان منها غير أن تهب من جلستها وتنوي المغادرة قائلة
لأ مش كده ويظهر غلطت لما جتلك عن اذنك
مش هسيبك تهربي قبل ما تكوني واضحة وصريحة مع نفسك قبل مني
تعالت وتيرة انفاسها وشعرت أنها تائهة داخل غابات الزيتون خاصته فور حديثه الذي استأنفه متسائلا وعينه متجمدة على رمادها
اتكلمي يا رهف
اجابته متلعثمة وهي تسحب ذراعها و تشيح بنظراتها وتتقهقر بخطواتها
الفترة اللي بعدت فيها كنت حاسة أني مضايقة ومكنتش فاهمة ليه طالما ده اختياري لكن لما مامتك قالتلي أنك هتسافر حسيت بأحساس غريب مش عارفه افسره ولا فيه مصطلح يتماشى معاه بالنسبالي غير إنك حد مريح و برتاح معاه
تنهد وبصيص الأمل يلوح بداخله ثم تسأل متلهف لجوابها 
عايزاني افضل جنبك بأي صفة!
نظرت لكل شيء عداه واجابته
سميها زي ما تحب بس علشان خاطري خليك ومتسافرش 
تنهد وقال بتفهم شديد استغربته
انا مقدر خۏفك يا رهف ومستعد مسافرش ومستعد استنى الباقي من عمري بس اديني أمل
مررت يدها بخصلاتها وقالت بعد أن زفرت انفاسها دفعة واحدة وتقدمت تجلس من جديد
أنامش خاېفة انا مړعوپة يا نضال خاېفة ادي لنفسي فرصة تانية زي ما بتقول أخسر ولادي وابوهم ياخدهم مني لتهز برأسها وكان عقلها يرفض حتى التفكير بالأمر وتستأنف
ولو خسرتهم هحملك أنت الذنب وعمري ما هعرف اسعدك 
تقدم لمقعدها ثم جثى مقابل لها يحفزها بنظراته 
قولتلك حبي ليك هيقويك انا مستحيل اخليه يعمل كده أنا عارف أن الحضانة هتسقط لو اتجوزتيني بس في قواضي كتير في المحاكم ويمكن مش كلها اللي بتقدر الأم تحتفظ بالحضانة بس أنا وانت مش هنيأس لو حكمت هروح لغاية عنده وهنفذله أي طلب يطلبه علشان ميحرمكيش منهم وهخليه يتأكد بنفسه إني هبقى أمين عليهم وهقدرهم ولادي اللي ربنا ما اردش يرزقني بيهم انا هعرف اقدر النعمة كويس يا رهفعلشان جربت ۏجع إني اتحرمت منها 
قال آخر جملة بعيون غائمة تنم عن صدق حديثه الذي رغم انها استشعرته إلا أنها تخوفت قائلة
طيب وافرض
قاطع سيل مخاوفها وطمئنها بتفاؤل و بإيمان قوي
سيبيها على ربنا ومتقدريش البلا قبل وقوعه وخليك متأكده و واثقة فيا أن مهما حصل مستحيل هتخلى عنك او عن ولادك
هزت رأسها باقتناع ومنحته الأمل ببسمة هادئة لفحت قلبه وجمدت انفاسه من روعة ربيعها لتتسع بسمته شيء فشيء ويتنهد تنهيدات متتالية تدل على فرحة ذلك القلب الذي لطالما مال لها وأخذ دفعة للأمام بطريقها ورغم تلك التعثرات التي تنتظره يقسم أنه سيصمد وسيفعل المستحيل من اجلها ومن اجل ابنائها فلن يفوت تلك الفرصة الذهبية الأخيرة دون أن يحظى بقلبها قبل قربها. 
أصر أن ترتدي ذلك الثوب الذي جلبه لها يتناسب مع جسدها ومع ذلك البروز الطفيف ببطنها و وعدها أن يصطحبها بسهرة لن تنسى وكما توقعت
توقف بسيارته أمام مطعمه وماإن ترجل من السيارة الټفت لبابها وقام بفتحه لها بطريقة مسرحية مادد يده لها وكأنه أمير هارب من احد اساطير القديمة ويصحب اميرته لتتويجها فكانت تبتسم باتساع وهي تضع يدها بين راحته وتنزل بتأني من السيارة
تم نسخ الرابط