روايه بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


تلك المرة التي يطارده فيها كلام ياسمين أن يصبر ويطلب من الله المغفرة كي يرتاح لذا قد قرر النهوض والسجود بين يدي الله لعله يهدأ وترتاح نفسه ولو قليلا فخرج من غرفته واتجه ناحية الحمام ليتوضأ للصلاة ولكنه فوجئ بقطرات الډم التي تتناثر على مدخل الحمام ثم ألقى النظر بعينيه فوجد أنه يشمل الكثير من الأماكن المتفرقة فاتجه ناحية المطبخ وأشعل الضوء ليري إن كانت مازالت تمكث في ذلك المكان ولكنه لم يجدها ومازال بقايا الماء والزجاج على الأرض فخرج واتجه ناحية غرفتها فوجدها مفتوحة اقترب يلقى نظرة ولكنه وجد المكان فارغ وليست موجودة لا يعلم لم شعر بالقلق فخرج متجها إلى الصالة باحثا عنها فتنهد بإرتياح عندما وجدها تنام على الأريكة ولكن عندما أمعن النظر شعر بالقلق فهي تنام بنصف جسدها بينما ساقيها متدليان من على الأريكة.

اقترب منها ينظر إليها فتعجب كأنه ينظر لفتاة أخرى غير سدرة السابقة فقد شحبت بطريقة شديدة واختفي الخدين اللذان كانا يميزاها بخلاف النحافة التي أصابتها حتى شعرها البني الذي أذهله بريقه أول مرة قد بهت وفقد رونقه هي بالفعل فتاة أخرى.
رفع بصره عنها وهو يقول لنفسه أنها السبب الوحيد لما أصبحت عليه لأنه لم يظلمها بل هي من ظلمت ظلمته هو واحتدت في ظلمها له حتى ډمرت كيانه.
استدار لايغادر ولكن قبل أن يغادر لمح قدمها المحترق المجروح وقد ازداد احمرارا والتهابا والچرح مازال مفتوحا فتعجب كيف لها أن تنام من ذلك الألم فاقترب منها وهزها ولكنه لم يجد جوابا فمال عليها يهدهد خدها قائلا فوقي... ولكنه تعجب من برودة جسدها فرفع كفه لجبينها وجده أكثر برودة فشعر بالفزع أن تكون قد ماټت فجثي على الأرض بجوارها يمسك يدها ويفركها وهو يناديها بصوت قلق سدرة.. سدرة فوقي... ثم نهض وحملها يضعها على فراشها ويلتقط زجاجة عطر يقربها من أنفها وهو يناديها بقلق فوقي يا سدرة
أخذت شهيقا عميقا ثم قالت بخفوت أه.. جلس على طرف الفراش وهو يتنهد بإرتياح ويقول في نفسه الحمد لله
ثم نظر إليها وجدها مازالت مغمضة العينين ولكن أنفاسها منتظمة فاقترب منها وسألها بهدوء أنتي كويسة
قالت بإعياء دون أن تشعر رجلي رجلي
وقف في حيرة من أمره كبريائه كرجل جرحته يرفض مساعدتها وقلبه كآسر الإنسان الذي يتألم لألم الجميع يحثه على مساعدتهاولكن في النهاية قلبه كإنسان لم يطاوعه على تركها تتألم فنهض إلى غرفته وعاد بصندوق الإسعافات وجلس على نهاية الفراش يضمد جرحها وهي مازالت تائهة لا تدري ولا يصدر منها سوي أنين ناتج عن ألم شديد.. ثم انتهى وأغلق الصندوق ووضعه جانبا واقترب منها يجلسها قليلا ويضع في فمها أحد الأقراص المسكينة ثم يحمل كوب الماء وهو يحثها على الشرب قائلا اشربي والحباية دي هتسكن الألم شوية
ارتشفت القليل وهي لم تدري ثم قالت بردانة
فأعادها تستلقي كما كانت وفتح الخزانة يجذب أحد الأغطية الثقيلة ثم يفردها فوقها ويغلق الضوء ويخرج من الغرفة وهو في حالة تخبط واضطراب من نفسه.
تبدل حالها منذ ذلك اليوم الذي كانت تنتظر فيه عودته ليصطحب أولاده إلى العشاء كما وعدهما ولكنها لم تعلم أن كل ذلك سيحدث بعد أن تفاجأت بزيارة والدته وصديقتها التي كانت ترافقها يوم زفاف سدرة وآسر وتعمدت يومها والدته أن تقلل منها أمام تلك العجوز الذي تجلس معها مازالت تتذكر نظراتها يوم أن فتحت الباب ووجدتها ورغم التوتر والرهبة التي تتملكها في وجود تلك السيدة ولكنها تصنعت الإبتسامة وقالت مرحبة بها أهلا وسهلا يامدام يسرا اتفضلي
نظرت لها يسرا بإستحقار ثم التفتتوقالت لصديقتها اتفضلي ياسعاد ياحبيبتي البيت بيتك
وبعد أن دلفت إلى المنزل بحثت بعينيها في المكان وسألتها بحدة روحي اندهي ياسر والولاد بسرعة
ابتلعت ريقها بتوتر من حدتها وردت عليها الدكتور ياسر في شغلهوالولاد ثواني وأجيبهم لحضرتك بس اتفضلي حضرتك
وجهت سعاد الكلام لصديقتها يسرا تقول أنتي مش قولتي يايسرا إنه راحة النهاردة
ابتسمت لها يسرا وقالت أنتي عارفة ياسعاد طبيعة شغله ودايما عنده طوارئ
ثم تركتهم غصون وذهبت تنادي الأولاد فتبعتها سعاد بعينيها وقالت بمكر بقى انتي يايسرا مستغربة ياسر ليه مش راضي يتجوز هيتجوز إزاي وبنت زي
 

تم نسخ الرابط