روايه بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


اللي حاسة إن طاقة القدر اتفتحت لي النهاردة
انتبه آسر لما يدور فسأل عروسه أنتي اتصاحبتي على غصون ولا إيه.. أنا عارف إن فيها جاذبية غريبة وكل اللي يعرفها يحبها
ردت غصون عليه أنا اعرفها من يوم ماجت الدنيا دي
رفع آسر حاجبه بتعجب وتساؤل في عينيه فحسمت غصون الأمر بقولها افرحوا ببعض النهاردة وهحكيلك كل حاجة بعدين

دقائق وهو يبحث عنها بين الحضور منذ أن وجد طفله الصغير تائها بين المدعوين بعدما كان معها تملكه الڠضب كيف لها أن تغفو عن طفل في تجمع كبير يضم المئات من الناس ماذا إن لم يجده صدفة.. ماذا كان سيكون مصيره
وأخيرا وجدها تغادر مكان العروسين باحثة بعينيها عن شئ ما ثم انحنت على ياسمين تحدثها في شىء ما وظهر على وجهها بعدها بعض الإرتياح ثم تركتها وسارت .. وكلما اقترب منها وجدها تبتعد في مكان ما ولم تنتبه لقدومه ظل يسير حتى وصل إليها في مكان في جانب القاعة ولكنه أخفض صوتا.
تقدم خطوتين حتى صار موازيا لها وسألها بفضول ممكن اعرف إيه السبب اللي خلاكي تسيبي يزن لوحده وتمشي 
ردت عليه بخجل أصل بصراحة اتفاجات بوجود سدن في الفرح جريت عليها من غير ماأحس 
سألها بعدم فهم مين سدن 
ابتسمت وهي تتذكر لحظة أن رأتها وقالت سدن أختي ثم رفعت بصرها له وأوضحت سدن وسدرة عروسة آسر أخواتي اللي تربيت ف بيتهم وأمهم أمي وأبوهم أبويا
ابتسم لها لأول مرة وقال وأنتي كنتي عارفة ان دي خطيبة آسر 
هزت رأسها بالنفي وقالت أنا اتفاجئت .
نظر لها بتمعن وقال بشرود دايما الصدف الجيدة في حياتنا بتخلينا نرضى بعض الشىء عن قسۏة الحياة لنا لأنها بتكون مكافأة عن اللي عشناه 
أطالت النظر له دون أن تدري وهي تتأمل ملامحه الخشنة بينما الصغير  وجه رجولي ذو بشړة قمحية اللون يحمل عينان سوداوتان مظلمتان بحاجبين أسودين كثيفين ناعمين كشعره الكثيف الأسود ولحيته وشاربه الأسودان توقفت عند شاربه الذي يعلو تلك الشفتان المستقيمان فشعرت بالحرج الشديد وصرفت نظرها تماما عنه بخجل ولوم وعتاب لنفسها.
هو الآخر كان يبادلها نفس النظرات التي كانت تتأمل كل إنش في وجهها فشعر بحرارة تسري في جسده وعندما أدارت وجهها انتبه لذلك فأراد ان يزيل الحرج فقال أقصد أنك سعيدة بالصدفة دي
هزت رأسها وهي تنظر في نقطة ما أمامها وقالت أحسن صدفة أنا معرفش عيلة وأهل غيرهم وبيتهيألي لو أعرف أهلي مش هحبهم زي ماحبيت سدرة وسدن أمنا اللي يرحمها أحن قلب ف الدنيا عمرها ماحسستني اني مش بنتها مش أمي اللي رمتني لحمة حمرا في الژبالة للكلاب تأكلني
شعر بنغزة في قلبه تؤلمه على ما تشعر به وتتذكره فأراد التخفيف عنها قائلا ربنا له حكمة في كده ياغصون أكيد إختار لك الأحسن يمكن العيلة أحسن من عيلتك أو أحن منهم أو غير كده بس أكيد أنتي كده أفضل 
نظرت بعينين دامعتين وقالت مهما كان صعب الحياة اللي كنت هعيشه معاهم بس كنت هعيش مرفوعة الرأس عشت عمري مبعرفش ارفع عيني في حد 
ابتلع ريقه پألم لما يراها عليه فرد عليها بهدوء بنات كتير ولاد ناس وكبروا بأخلاق فاسدة ولا همهم أم ولا أب تعرفي إن بيجيلي كل يوم على الأقل حالة عايزة تجهض لأنها حملت بطريقة غير مشروعة أو بنات عايزين يعملوا عمليات يرجعوا بها عذاري وبرفض طبعا بل بالعكس انا بنهار عليهم كأنهم أخواتي او بناتي وللأسف بيبقوا بنات أرقى طبقة في المجتمع وأبويهم أسماء لامعة في البلد عشان كده انتي لازم ترفعي راسك أدام اي حد لأنك إنسانة نقية وشريفة وربنا عاطيكي افضل نعمة وهي حب الناس 
هزت رأسها ببعض الرضا ثم رفعت اناملها تزيل الدموع التي خانتها وجرت على خديها فنظر لها بشفقة ثم قال هاتي يزن عنك وتعالي نرجع لهم ونطمن على يزيد سايبه مع ماما 
قالت بصوت متهدج لا سيبه وانا هخليه معايا 
اقترب منها ومد يده يجذب يزن بهدوء وقال لا هاتيه
في تلك اللحظة اختلطت أنفاسهما وامتلأت رئة كل منهما
 

تم نسخ الرابط