روايه بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


برائحة الأخر فشعرت غصون أن أنفاسها ستنقطع في هذه اللحظة بينما هو الآخر شعر بالحرج فأخذ يزن وابتعد قليلا وطلب منها أن تتقدمه في السير وبالفعل تم سار خلفها لا يستطيع أن يحيد عينيه  يخل توازنه ملامحها تأسر عينيه براءة نظراتها تسحر قلبه رائحتها أشعلت النيران في جسده يتعجب مما تفعله به
وصلت غصون للطاولة التي تجلس عليها جدة الولدين مع سيدة تماثلها في العمر فابتسمت لهما وقالت بعد إذن حضرتك هآخد يزيد

قبل أن ترد عليها تحدثت السيدة الأخرى معرفتناش يايسرا مين الجميلة دي إوعي تكون مرات ياسر الجديدة ومعرفتناش
امتعض وجه يسرا والدة ياسر وقالت إيه اللي بتقوليه ده دي الشغالة ودادة ولاد ياسر
أخفض غصون رأسها بإنكسار وتجمعت الدموع في مقلتيها وأحست بإرتفاع حرارة  شغالة غصون يا طنط سعاد كانت مساعدة لياسمين في الأتيلية وأنا اترجيتها أنها تتفضل علينا وتراعي الولاد ساعتين من يومها ومشكورة وافقت شفقة على ظروف الأولاد
مايقرب من الساعة وهو متردد في أن يبدأ الحديث معها ولكن أخيرا وبعد مراقبتها طوال الساعة لم يجدهاأو العكس ف بالطبع هي ليست متزوجة أو مخطوبة فقرر أن يتجرأ ويحاورها وبالفعل انتظر حتى ابتعدت قليلا عن الزحام وسار خلفها وناداها آنسة سدن
التفتت له بتعجب وسألته حضرتك تعرفني
أومأ برأسه بموافقة وقال أيوة أعرفك من فترة
مجرد قوله هذا رفعت يدها تتأكد من وضع حجابها الذي يخفى ذلك التشوه الذي يوصمها وكأنها تتأكد أنه مستور عن عينيه ولكنها خاڤت ان يكون يعلم عن هذا فسألته بتوتر وحضرتك تعرفني منين
ابتسم ورد عليها ان متابع لكي ولرسوماتك ولوحاتك على الفيس بوك 
هزت رأسها ببعض الطمأنينة وأمعنت النظر فيه فشعرت أنها رأته من قبل فقطع حيرتها وقال أنا تميم عمران.. المسئول عن المسابقة المواهب اللي كسبتي فيها
بالفعل تذكرت وذلك الإسم المرسخ في ذهنها الذي طاردها أياما وشهور وكانت تسعد بإهتمامه لها حتى اضطرت ان تناساه عندما وصل الأمر أن يطلب منها المقابلة وهي التي دائما تتخافي عن العيون حتى لا ينكشف أمرها ولا تشعر من أحد لا بالشفقة ولا بالإشمئزاز منها قاطع تفكيرها سؤاله مش فاكراني
ابتلعت ريقها تخفي توترها وردت بهدوء افتكرتك حضرتك عايز حاجة
ابتسم لها وسألها هو حضرتك قريبة العروسة
اومأت أيوة أختها
ظل على ابتسامته وقال مستفهما أنا الفوتوجرافر بس مشفتش حضرتك وقت الفوتوسيش
تنهدت وقالت بتذمر مخفية سبب ابتعادها ميخصكش في حاجة
قال بأسف ومكر في نفس الوقت أنا آسف.. بس لو حضرتك مخطوبة او متجوزة انا ممكن أصورك معاه صور خاصة بكم هدية مني لحضرتك 
ردت عليه بحدة أنا لا متجوزة ولا مخطوبة وكمان حتى لو فيه بمناسبة إيه تهاديني يعني
شعر بإرتياح وسعادة تحكم فيها بصعوبة ورد عليها أولا إحنا أصدقاء إنترنت ثانيا أنا عندي لك هدية المسابقة اللي رفضتي تقبليها وأدى جت لي الفرصة 
ثم ابتعد عنها قليلا وناداها سدن... فنظرت له بتعجب فالتقط لها صورة ثم زفرت فالتقط لها أخرى فالتفتت فاستدار لها والتقط ل  حجابها موضع الحړق فتعبس ملامحها بحزن وتقول لنفسها فوقي ياسدن متحلميش حلم أنتي مش قده
تجلس واضعة ساقا فوق ساق بين الحضور تعبث في هاتفها بفستانها الزيتوني القصير الذي يميل لخضرة عينيها وحذائها الذهبي الذي يشبه خصلات شعرها الطويل المموج الذي تركته خلفها بإحترافية حتى كانت اليوم محل أنظار الجميع فهي كانت دائما يمني الجميلة التي ټخطف الأنظار في أي مكان تحل به ولكنها اليوم لا تبالي بالأنظار ولا بعبارات الثناء في جمالها الأخاذ بل نفرت كل كلمة من رجل معجب أراد مدحها هي اليوم عقلها وقلبها معلقين بعودة يوسف التي لم يدق قلبها لسواه ولا تعلم لما منذ آخر لقاء بينهما عندما ذهب لها يطلب السماح قبل مغادرته وقد عاد قلبها ينبض له من جديد وكأنه التمس الصدق في توبته والندم على ماارتكبه من قبل حتى عقلها الذي أصبح يتحكم فيها مؤخرا أصبح يقودها
 

تم نسخ الرابط