هوس من اول نظره بقلم ياسمين عبدالعزيز

موقع أيام نيوز

المغروسة في عرق يده 
البارز پعنف...أثم أسرع نحو الحمام ليبلل نفسه 
بالماء البارد عله يخفف عنه قليلا.... الفصل الرابع و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار 
خرج فريد من القسم متجها نحو سيارته
حتى يعود للقصر بعد يوم عمل شاق 
تفاجأ بوجود سيدة ترتدي ملابس سوداء
ووشاحا على رأسها و تضع على عينيها
نظارات و تقف حذو سيارته تنتظره....
نزعت السيدة النظارات ما إن إقترب
منها ليتعرف عليها على الفور كانت
ميرفت والدة يارا لكن ما جعله يصدم
هو أن شكلها كان مختلفا للغاية وجهها خال
من مساحيق التجميل تماما ليظهر التجاعيد و الهالات السوداء التي تحيط بعينيها...
حيته ميرفت بصوت خاڤت ثم سألته
بعيون آملة 
مفيش أي أخبار جديدة عن بنتي .
شعر فريد بالأسف عليها فهي تقريبا تهاتفه
يوميا و تسأله نفس السؤال حتى قررت المجيئ
بنفسها رغم مظاهر التعب التي كانت تبدو عليها
حرك رأسه بالرفض قبل أن يجيبها 
للأسف لسه مفيش أي جديد بس إن شاء الله
هتلاقيها قريب.
نظرت نحوه ميرفت بحزن و هي تحاول أن لاتبكي
أمامها لتسأله مجددا 
طب حتى قلي هي هربت إزاي و إيه اللي خلاها
تعمل كده أنا إتصلت بصالح كذا مرة بس مش
بيرد عليا.
فريد..صالح في المستشفى حصله إنهيار عصبي 
بعد إختفاء مراته ...كلنا لسه مش فاهمين إيه اللي حصل بس إن شاء الله هنلاقيها قريب و هي هتحكيلك بنفسها.
ميرفت برجاء..يارب...ارجوك يا فريد إعمل اي حاجة و رجعلي بنتي انا لسه مش قادرة أستوعب إن 
بنتي ضايعة و الحمد لله محدش من الصحافة عرف و إلا كانت سيرتنا على كل لسان...و إنت عارف الناس مبتصدق تسمع حاجة على حد... إلهام قالتلي 
إن صالح كان دايما بيضربها و في مرة كان 
هيسقطها و إنك إنت و أروى خدتوها المستشفى... 
إتسعت عينا فريد پصدمة و خجل فهو الان عاجز 
إجابتها بينما إستمرت ميرفت تتحدث بحړقة 
هي عمرها ما حكتلي...أنا عارفة إني كنت مقصرة في حقها أوي هي و أخوها كنت أنانية بفكر بس في نفسي و في مشاكلي مع أبوها بس لو كانت قالتلي انا عمري ما كنت هسيبها كنت طلقتها منه ...
فريد بتبرير..مش وقته الكلام داه يا ميرفت هانم إحنا نلاقيها الأول و بعدين لكل حاډث حديث . 
ميرفت..إن شاء الله بس قول لأخوك لو حصلها 
أي حاجة أنا مش هرحمه.... 
فريد بمسايرة..إن شاء الله يارا هترجع و كل 
حاجة هتتصلح متقلقيش. 
أومأت له لتعود نحو سيارتها خالية الوفاض بينما كان فريد ينظر في أثرها بشرود... 
في حديقة القصر..... 
كانت إلهام تتحدث مع آدم حول ما يحصل في القصر و توسوس له ليتخلص من جده.. 
إلهام بشړ..قط بسبعة أرواح..لسه عاوز يعيش أكثر من اللي هو عاشه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه 
إمتى هنخلص منه بقى.. 
آدم بغيظ مماثل 
كله من سيف الزفت.. أنا كنت هخلص منه بس هو نقله المستشفى و كمان حاطط عليه حراسة مشددة مفيش غير دكتور واحد هو اللي بيتابع حالته.... 
إلهام بتفكير..مفيش مشكلة هنستنى شوية..أكيد 
مش هيفضل طول عمره في المستشفى مصيره هيرجع القصر و ساعتها هيبقى تحت إيدينا
دلوقتي خلينا في صالح .... 
آدم..ماله ماهو متلقح جنب جده في المستشفى... 
إلهام..مش عارفة حاسة إن كل حاجة بقت متلخبطة 
في بعض . 
آدم بخبث ..بالعكس
أنا شايف إن الجو هدي و بقى تحت السيطرة...داه حتى كامل بطل شقاوة و رجعلك يا جميل . 
إلهام بغيظ..عشان الست الهانم مشغولة في بنتها 
الايام دي...بس معادش يفرق معايا أنا مبقتش
عاوزاه خلاص كفاية لحد كده ... 
آدم بشك..قصدك إيه 
إلهام بتفسير..يعني لو ناوي على أي حاجة 
في دماغك إخلص بسرعة السفينة إبتدت ټغرق خلاص...و إحنا لازم ننط...
رمقها آدم بعدم فهم لتضحك إلهام باستهزاء قائلة 
إنت فاكرني نايمة على وداني و مش عارفة كل اللي بتعمله مع البت الخدامة...إنت لازم تلاقي حد يشتري الاسهم بتاعتك في الشركة و تختفي بسرعة عشان

لو صالح عرف مش هيرحمك... صالح مش زي سيف 
ها.. و إفتكر إني حذرتك . 
آدم باندفاع..و لا يقدر يعمل حاجة...و بعدين مين اللي هيقله حتى المربية اللي عارفة كل حاجة في غيبوبة و كل الدكاترة بيقولوا إستحالة تطلع منها... 
إلهام بعدم إهتمام..ماشي بس إعمل حسابك إحنا بقينا لوحدنا ... 
آدم..و بابا 
إلهام..أبوك خلاص اللي إسمها ميرفت دي لحست دماغه و مبقاش معاه لا الشركة و لا الورث ..... 
آدم..تمام...هبقى أشوف حد في المستشفى يقدر يخلصنا من الثلاثة اللي جوا و بعدين نفضى للي برا كفاية تضييع وقت . 
إلهام و هي تشير له بسبابتها تمام و بالنسبة للبت الخدامة اوعى ها.... مش ناقصين قرف و خلي بالك منها دي ممكن تغدر بيك في أي لحظة. 
آدم بوعيد..آخد بس اللي أنا عاوزه منها و بعدين ... 
مرر يده على رقبته مشيرا إلى رغبته في التخلص 
منها لتومئ له ميرفت ثم تنشغل بمحادثتها مع 
إحدى صديقاتها التي طلبت منها مساعدتها في بيع مجوهراتها و حقائبها الفاخرة و كذلك الاسهم التي تمتلكها في الشركة حتى تكون مستعدة للرحيل في أي لحظة....بجانبها كان آدم ېدخن سيجارته و هو
يفكر في سيلين التي لم يستطع نسيانها رغم كل ماحصل له بسببها فهي أكثر شيئ يسعى للحصول عليه بعد الأموال ..... 
في المستشفى... 
كان هشام لا يزال يجاهد حتى يستطيع التحكم 
في نفسه رغم حالته السيئة التي لم تنفع معها اي أدوية... نفخ بضيق و هو يستمع لصوت وفاء التي كانت تصرخ بالداخل في الحرس حتى يدعوها تدخل له و تطمئن عليه...أشار نحو زياد حتى يسمح لها 
بأن تدخل حتى يرتاح من زنها... 
إندفعت وفاء للداخل ممثلة الاهتمام 
حبيبي إنت كويس 
أبعد هشام يدها عنه و هو يضع المنشفة 
الباردة على جبينه و رقبته قائلا..الحمد لله 
بس عاوز اقعد لوحدي . 
وفاء باصرار و هي تتفحص الأدوية
التي كانت تملأ الطاولة أمامه..هو إيه اللي حصل 
حكى لها هشام باختصار ثم طلب منها المغادرة 
لتشهق وفاء بتصنع و هي ټشتم..مفيش غيرها 
بنت عمك هي اللي عملت كده عشان تفرقنا.... 
هشام بنفاذ صبر فهو لم يكن في حالة تسمح له 
بالمجادلة أو الاستماع لأي صوت..وفاء إطلعي 
برا نتكلم بعدين... 
وفاء محاولة إقناعه..أنا كنت حاسة إنها بتخطط
لحاجة هي كانت كل ما تشوفني تهددني... هي اللي
حطتلك المخدر عشان هي عارفة إني هجيلك
و كانت عاوزاك تتهجم عليا و .. 
هشام بعصبية..خلاص بقى...قلتلك برا . 
غادرت وفاء على مضض مقررة اللجوء لخطة 
أخرى بديلة حتى تحصل على مبتغاها بينما بقي
هشام في الداخل يكمل تحطيم مكتبه لينفث عن 
غضبه بينما كان زياد يقف و يراقبه ... 
كان هشام يفكر في كلام وفاء... فانجي هي الوحيدة التي دخلت مكتبه اليوم لكن متى و كيف وضعت له المخدر لايعلم...أمسك بجهاز التحكم الخاص بالمكيف الهوائي ثم رماه على الحائط ليتهشم و هو يشتمها بصوت عال..يا بنت ال
سترته ثم طلب من زياد أخذه لأحد الأماكن....
زياد بوقاحة..أنا أعرف حتة كباريه في بنات 
قبل يده ليعبر له عن جودة ما يتحدث عنه قبل أن يكمل لوز اللوز.... 
شتمه هشام الذي كان يفتح علبة المهدئ لتناول 
منها قرصا 
إخرس يا معفن..أنا من إمتى بروح الأماكن دي . 
حرك زياد يده بلامبالاة..اهي فرصة تجرب 
احسن من الأدوية اللي مش جايبة نتيجة دي 
بص لوشك و إنت هتعرف. 
مسح هشام وجهه المتعرق و هو يضحك بصعوبة 
بتحفل عليا ياض...مردودالك ياعم خليك فاكر . 
زياد..طب تعالى أسندك.. إنت حالتك صعبة خالص. 
بعد عشر دقائق من القيادة توقفت سيارة زياد أمام شقة هشام التي إشتراها منذ أشهر حتى يتزوج فيها
و التي كانت قريبة من المستشفى...أسرع نحوه حتى 
يساعده لكن هشام رفض و أخبره أن يفعل ما طلبه 
منه... 
دلف هشام شقته و هو يلهث بسبب المجهود الإضافي الذي قام به و هو يشعر بجسده 
يرتعش و ينتفض من شدة الحرارة... 
أخرج هاتفه ليحادث إنجي التي ردت عليه مباشرة... 
إنجي بصوت متردد ألو . 
نطق هشام بصعوبة..ممكن تجيلي دلوقتي... 
لاحظت إنجي نبرة صوته المتغيرة لتسأله 
هشام ماله صوتك إنت كويس 
هشام باستهزاء..أنا تمام متقلقيش تعالي بسرعة 
مستنيكي في شقتي... هبعثلك العنوان في رسالة...
إنجي..بس أنا مقدرش أخرج دلوقتي و إنت عارف.. 
قاطعها هشام بحدة..الساعة دلوقتي ثلاثة 
يعني لسه بدري كلها ساعة زمن و أنا هوصلك 
القصر بنفسي متقلقيش....
حول الهاتف لأذنه الأخرى و هو يحذرها 
دي آخر فرصة ليكي لو مجيتيش هعتبر إنك مش عايزانا نرجع . 
أتاه صوتها المتلهف ليؤكد ظنونه 
نرجع.. إنت خلاص سب وفاء يعني صدقتني 
يا هشام شفت مش قلتلك دي كذابة و بتضحك عليك عشان تاخذ منك المستشفى.... 
قاطعها هشام بنفاذ صبر 
هتيجي و إلا لا..... 
إنجي بغبطة لا خلاص أنا جاية حالا.... 
هشام مؤكدا..هاتي معاكي بطاقتك. 
رمى الهاتف من يده ثم سار نحو الباب ليفتحه
و يدخل زياد مرحبا بالضيوف اللذين أحضرهم معه 
إتفضل يا شيخنا من هنا... تعالى يا محمود... 
دلف بهم نحو للصالون بينما كان هشام يحاول جاهدا أن يبدو طبيعيا أمامهم لكنه لم يستطع ليستأذن 
منهم حتى يدلف الحمام ليستحم.... 
فتح المأذون دفتره في الحال ليبدأ بإجراءات الزواج لكنه لاحظ خلو 
الشقة من أي مظاهر للزينة او الناس كأي حفل طبيعي ليسأل بعد أن تملكه الشك 
أين العروسة انا مش شايف أي حد هنا هو في مشكلة يا أستاذ . 
تدخل زياد مبررا و هو يعطيه بطاقته 
شوية و هتوصل يا مولانا..متقلقش حضرتك 
العروسة و العريس ولاد عم. 
أومأ له الماذون ثم بدأ بتسجيل البيانات في خانة الشاهد وقف عندها زياد ليتجه نحو المطبخ 
ليحضر بعد المشروبات ليجد فقط زجاجات العصير فقط زفر بحنق ليستل هاتفه و يطلب بعض 
الأغراض من الخارج.... 
إنتهى هشام من الاستحمام بالمياه الباردة 
ثم إرتدى ملابسه و خرج ليجد زياد أمامه 
يبتسم بعبث 
حمام الهناء يا عريس... 
كشړ هشام في وجهه باشمئزاز قبل أن 
يجيبه..بيئة اوي...
راقص زياد حاجبيه و هو يشير له نحو 
الصالون..العروسة جوا على فكرة.... 
أزاحه هشام عن طريقه و هو يشتمه قائلا 
و غبي كمان... 
دلف هشام بسرعة نحو الصالون ليجد إنجي 
تقف و على وجهها علامات الحيرة.. إندفعت 
نحوه حالما رأته هاتفة باستفسار 
في إيه يا هشام... إيه اللي بيحصل هنا 
و مين الراجل داه 
تحدث و هو يدفعها برفق لتجلس بجانبه 
على الاريكة..داه المؤذون اللي هيكتب كتابنا 
و داه محمود و اللي واقف هناك زياد إنت عارفاه طبعا هاتي بطاقتك . 
إنجي..أنا مش فاهمة حاجة... 
فتح هشام حقيبتها بعدم صبر مقاطعا إلحاحها
هاتي بطاقتك هحكيلك كل حاجة بعدين .. 
أعطته البطاقة و بدأ الشيخ في الإجراءات 
إنجي كانت حائرة و مترددة لكن فرحتها برجوع 
هشام لها انستها كل شيئ كانت شبه منومة مغناطيسيا تفعل كل ما يأمرها به حتى
أن المأذون سألها عدة مرات إن كانت مجبرة على هذا الزواج لكنها في كل مرة كانت تنفي...بينما هشام 
كان جالسا على مضض ينتظر إنتهاء الشيخ .... 
بارك الله لكما وبارك عليكما..... 
تمتم الشيخ بكلمات التهنئة ثم أغلق 
دفتره و بدأ يلملم اشياءه عندها فقط 
افاقت إنجي و أدركت فعلتها لكن ما جعلها 
تطمئن هو إبتسامة هشام الذي كان يشاهد 
زياد و هو يجبر الشيخ على شرب كأس العصير 
و أخذ قطعة حلويات...
وقف من مكانه و هو
تم نسخ الرابط