هوس من اول نظره بقلم ياسمين عبدالعزيز
المحتويات
على ركبتيها أرضا لأخذ أنفاسها
تحت أنظار صالح الذي تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة حتى لايؤذي طفله... هدر بقسۏة
متعمدا إھانتها..
أنا اللي كنتي فاكرك هتنظفي و تبقي بني آدمة بس
طلعت غلطان عشان اللي زيك مكانهم في الأرض تحت رجلين اسيادهم....بس ملحوقة انا هتصرف
و هرجعك لمكانك الأصلي...
ركع على ركبته أمامها ليمسك شعرها و يرفع
فاكرة الفيلا المهجورة...
إبتسم پشماتة ووعيد عندما لاحظ رعبها ثم
اردف..محتاجة تتروق ...
دفعها حتى إصطدم جبينها بالارضية و من حسن
حظها لم تكن الدفعة قوية ثم وقف أمامها
بشموخ مكملا سلسلة اوامره..
هتقضي الليلة دي هنا في الاوضة
دي و بكرة هننقل للفيلا اللي هتكون سجنك
تمسكت يارا بساقه و هي تتوسله رغم شعورها بالذل
و الإهانة للمرة الخمسين..
ارجوك ياصالح متسبنيش هنا... عشان خاطر
إبنك هو ملوش ذنب .
ركلها بقوة لتبكي پألم..
و مفكرتيش في إبننا ليه لما كنتي بتخططي إنك تقتليه من هنا ورايح تنسي إن ليكي إبن داه
إبني انا و إنت ملكيش أي حق فيه... و لغاية ما تولدي هتعيشي في الفيلا المهجورة و بعدها هرميكي زي الكلبة...هخليكي تتمني المۏت من اللي هعمله
أغلق باب الغرفة وراءه بالمفتاح ثم اوصى
أربعة من الحرس أن يظلوا هنا أمام الباب و لايدعوا أحدا يدخل...
في الغرفة....
زحفت يارا بانهاك نحو
الباب لتبدأ في ضربه
و الصړاخ على صالح ترجوه أن يخرجها من هنا
فالغرفة كانت باردة جدا خاصة أن درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير في الساعات الأولى بعد
صړاخ فريد و شجاره معه قبل أن تنهض باحثة عن أي شي تدفئ به نفسها لكنها لم تجد فكل ماتحتويه
الغرفة هو سجاد يغطي الأرضية و أريكة كبيرة
قديمة الطراز و بعض التحف حتى يئست لتتكور على نفسها فوق الاريكة و تحتضن جسدها و هي
تحاول تهدأة نفسها و عدم البكاء بعد أن شعرت بانقباضات في معدتها .....
هرولت أروى نحو الدرج لتبدأ في نزول الدرج
ببطئ مخافة أن تنزلق و تسقط حتى وصلت
الطابق الأرضي...توقفت قليلا في مكانها تلهث بسبب
المجهود الذي بذلته ثم إستأنفت سيرها من جديد
نحو الغرفة التي إحتجز فيها صالح زوجته
والتي كانت تقع في آخر الرواق...شهقت عندما
رأت فريد يتشاجر مع شقيقه و بعض الحرس
عنهم منتظرين أي أوامر من رئيسهم....
إستندت على أحد الجدران حتى تستمع إلى حوارهم
حيث كان فريد يحاول إقناع صالح بترك يارا....
فريد بصړاخ..
قلتلك إفتح الزفت داه يا مچنون ....
أجابه صالح ببرود..
خليك في حالك و متتدخلش...
فريد پغضب..
إعقل ياصالح و خلي البهايم دول يسيبوا الباب...
كان صالح مشغولا بترتيب ثيابه و ما إن سمع كلام أخيه رفع رأسه نحوه متساءلا بغرور..
و إلا...
أجابه فريد بصياح..
هبلغ عنك و ههحبسك ياصالح .
صالح بابتسامة مستهزءة هتسجن أخوك
ياسيادة الرائد .
فريد وهو يحاول الوصول إليه
صدقني لو مافتحتش الباب داه دلوقتي حالا
هندمك على كل اللي إنت عملته في المسكينة
اللي جوا دي....مش هسكتلك بعد كده ياصالح
مش هخليك تأذيها زي ماعملت معاها زمان
و لو إضطريت هستدعي قوة تيجي تعتقلك إنت
و الجاردز بتوعك ...
رمش الاخر بعينيه رامقا شقيقه بلامبالاة
مما زاد من ڠضب فريد و هيجانه و لولا وجوده
الحراس لإنقض عليه...أشار لهم صالح حتى أمسكوا
فريد فهو طبعا
لايريد أن يتشاجر معه الان
ثم سار متجها نحو جناحه لتعترضه أروى في
الرواق التي إندفعت نحوه تضربه على كتفه و تشتمه بعبارتهاالشعبية التي تميزها..
اه يا وا.... يازبالة فاكر نفسك راجل و بتتحامى
في شوية البغال بتوعك....
رغم غضبه منها لكنه لم يكن يريد إيذاءها
بينما كان فريد ېصرخ وراءه محاولا الإفلات من
رجال الحراسة..سيبها ياحيوان...بقلك سيبها .
حرك صالح عيناه بملل مفكرا في طريقة حتى يتخلص فيها من هذه العلقة المزعجة التي إلتصقت به رغم حجمها الصغير إلا أنها كانت تكيل له الضربات بكل جهدها بالإضافة إلى صړاخها و شتائمها التي
لايعلم من أين معجم تأتي بها...
صړخ بصوت عال و هو يهزها بغير عڼف
بعد أن
جعلت صبره ينفذ..
كفاية بقى... إخرسييييي... أنا مش طايق أسمع صوت حد و قبل ماتدافعي عنها روحي شوفي هي عملت إيه الهانم بتاخذ دواء إجهاض عشان ټقتل
إبني اللي في بطنها .
إستغل صالح دهشة أروى و تصنمها ليتخلص منها
بسرعة و صعد الدرج تاركا إياها في حالة من
الذهول...إلتفتت نحو فريد الذي توقف بدوره
عن التحرك رغم أن الحرس كانوا قد تركوه
و إصطفوا أمام الباب مطئطئين رؤسهم
إلا أنه كان في عالم آخر ....
فكل حماسه و ثورته الداخلية إنطفأت فجأة كجمرة مشټعلة سكب فوقها كوب مياه....
فما قاله صالح كان بمثابة قنبلة و كأنه وصف
حكايته لكن بأسلوب آخر...إندفعت نحوه أروى
مسرعة و هي تشير له نحو الباب..
كلم البوليس يا فريد خليه ييجي... أخوك لازم يتقبض عليه داه مچرم ھيقتلها... فريد إصحى مش وقته... فريد...
هزت ذراعه عدة مرات حتى تجعله يستوعب كلامها لكنه لم يحرك ساكنا بل ظلت نظرته شاردة
و هو يتمتم..
خلينا نطلع فوق...بكرة الصبح هكلم سيف و هو هيتصرف .
عارضته أروى رافضة..
أنا مش هستنى للصبح...الأوضة جوا ثلج و هي حامل مش هتستحمل... أخوك داه كذاب يارا مستحيل تعمل كده انا سمعتها أكثر من مرة في الجنينة و هي بتتكلم مع إبنها و بتحكيله إنها
مستحملة جنان ابوه بس عشانه... صدقني يافريد يارا مظلومة و انا متأكدة....
قاطعها فريد و هو ينظر نحوها..
أروى كفاية أنا قلتلك هتصرف...إرفعي الطرحة شوية عشان شعرك باين...
لملمت أروى حجابها بإهمال و هي تلتفت للجهة
الأخرى معترضة..
أنا هطلع أجيبلها غطا....عشان الأوضة فاضية
انا مش عارفة أخوك داه شيطان و إلا حيوان و إلا إيه صفته...
فريد و هو يدفعها أمامه برفق حتى تسير..
بكرة هنتأكد من كلامه متقلقيش و لو طلع بېكذب أنا بنفسي اللي هعاقبه .
أروى بشك..و هو أخوك داه في حد يقدر عليه عامل زي التنين الهايج ...
فريد بتفكير..أنا هكلم سيف هو الوحيد اللي
يقدر يوقفه.
أروى بحزن..انا مش عارفة بنت رقيقة زيها شبه حتة البسكوتة دي إيه اللي وقعها في أخوك .
زي ماوقعتي إنت في طريقي .
أروى..أنا كنت مجبرة و مكانش عندي خيار ثاني
يا إما أتجوزك يا إما اروح الشارع.
فريد بغموض..يمكن هي كمان إتجبرت زيك.
أروى..بس هي عيلتها غنية و هتقدر تحميها
منه أنا هكملهم و اقلهم على كل حاجة خلي
ابوها المستشار يجي يطلع عينيه هو فاكر نفسه إيه ملك زمانه و مفيش حد يوقف قدامه.. بجد المرة دي
أخوك زودها أوي و لو رجعتله تبقى مهزقة.
فريد مغيرا سياق الحديث..
طب يلا ننام فاضل خمس ساعات عالصبح...
أروي..هنزل أوديلها الغطا زمانها ثلجت...
فريد برفض مش هيخلوكي تدخلي و لا هيفتحوا الباب الجاردز بتوعه مش بيسمعوا كلام حد غير
صالح مشفتيش إزاي كلهم يئسوا بسرعة ورجعوا أوضهم هشام إنجي و ماما و بابا عشان عارفينه ...
أروى باشمئزاز ..أول مرة أشوف راجل بيعمل كده في مراته ...بجد أخوك داه بني آدم مش طبيعي .
دخلت أروى الجناح و هي تهمهم مستمتعة بالدفئ
بعد أن كادت أطرافها تتجمد في الخارج و هي
تستمع لصوت فريد المتضايق..
بطلي تقولي أخوك... أنا مش مسؤول عن تصرفاته.
لوحت له بيدها دلالة على عدم إهتمامها قبل أن تنزع عنها عباءتها و حجابها مردفة..
إنت
هتنكر في اخوك... داه حتى شبهك...
إبتسم فريد بسعادة و هو يلاحظ عودة أروى
لشخصيتها المرحة التي إشتاق إليها كثيرا
مقررا بداخله أنه سيحاول بكل جهده أن يحافظ
على هذه النعمة و أن يصلح جميع أخطاءه معها ....
في غرفة آدم....
تفحص
آدم الرواق جيدا قبل أن يشير لفاطمة أن تخرج من الغرفة و تتبعه ليسيرا نحو الاسفل
متجنبين أي مكان به كاميرات مراقبة... خرجوا من باب المطبخ حتى أصبحوا في الحديقة
الخارجية تماما خلف شباك الغرفة التي تحتجز
فيها يارا...و بعد أن تأكدا من خلو المكان من أي حرس طرقت فاطمة الشباك بخفوت عدة مرات
منتظرة أن تجيبها يارا...و من حسن الحظ أن
شبابيك الطابق السفلي من نوع الالوميتال التي لاتحتاج لإضافة قضبان حديدية
في الداخل رفعت يارا رأسها و توقفت عن البكاء عندما خيل إليها أن سمعت شيئا...
لأي طارئ...شهقت بفزع عندما سمعت نفس الصوت من جديد آت من خلال تلك النافذة الكبيرة التي إنتبهت الان فقط لوجودها و يبدو أن صالح قد غفل عنها من شدة غضبه....
أسرعت نحو أحد الكراسي و جرته برفق حتى لايصدر أي صوت يجعل الحرس ينتبهون لها
خاصة أن الباب ليس عادلا للصوت مثل باب جناح
صالح...
وضعت الكرسي تحت الشباك مباشرة ثم صعدت
عليه و ضغطت على زر السحاب بحذر إلى الجهة المعاكسة تفاجأت عندما رأت على الجهة الأخرى آخر شخص توقعته... عدوتها اللدودة فاطمة التي إبتسمت لها بسماجة حالما رأتها..
رمقتها يارا بكبرياء رغم منظرها المزري فهي كانت تظن أنها أتت لتشمت فيها قبل أن تعود لتسحب
دفة الشباك إلى الأمام لتغلقه لكن فاطمة وضعت يدها معترضة إياها و هي تهمس بصوت خاڤت..
أنا جيت عشان أنقذك...صالح بيه حكى للكل برا
و للأسف هما إقتنعوا بكلامه و قرروا إن محدش
فيهم هيتدخل بينكوا.....
صړخت يارا في وجهها بصوت مبحوح..
إنت كذابة...
أشارت لها فاطمة
بهلع..
ششش... وطي صوتك هتفضحينا على العموم
انا عرضت عليكي مساعدتي بس إنت اللي رفضتي
خليكي هنا و إستني لبكرة عشان تتأكدي من كلامي...
و ساعتها هتندمي يلا سلام...
أسرعت يارا لتفتح الشباك أكثر و هي تدعو فاطمة أن تظل..لا إستني...
أطلت عليها الأخرى من جديد تبتسم بانتصار
قائلة..
أفندم عاوزة إيه
يارا بارتباك..هتساعديني إزاي
فاطمة و هي تصطنع الهدوء..إنت عاوزة إيه
يارا و هي ترتجف من البرد..عاوزة أخرج من هنا
فاطمة و هي تتظاهر بالتفكير..
هتروحي فين
يارا..ملكيش دعوة خرجيني من هنا و بس ٠
فاطمة بضيق من نبرتها المتعالية..
ماشي إفتحي الشباك داه و حاولي تطلعي
بشويش و إياكي تعملي أي صوت عشان لو رجالة صالح بيه مسكونا هيعملوا مننا شاورما...
فتحت يارا الشباك أكثر حتى أصبح بإمكانها أن تعبر
من خلاله و هي تحمد الله أن صالح لم ينتبه لوجوده
ساعدتها فاطمة من الجهة الأخرى على الخروج ثم
عاودت إغلاق الشباك من جديد...في تلك اللحظة
ظهر آدم من خلف إحدى الأشجار لتتفاجئ
يارا من وجوده لكن فاطمة شرحت لها أنه هو من
رغب في مساعدتها و أنه قد جهز لها سيارة في الخارج حتى تقلها لفيلا والديها أو أي مكان تريده و أنه فعل ذلك بسبب كرهه لصالح....
لم يكن لدى يارا الوقت الكاف حتى تفكر في حججهما فهي كل ماكنت تريده هو الخروج من هذا المكان دون عودة و أي دقيقة تقضيها هنا سوف تجعل خطتهم تفشل و بالتالي سوف تبق سجينة لدى زوجها للأبد ....
نجحت أخيرا في الوصول إلى الباب الخلفي
للقصر صحبة آدم بعد أن قضت عدة دقائق
في ړعب حقيقي تختبئ من الحراس الذين كانوا يطوقون القصر أما فاطمة فقد قررت العودة إلى مخدعها قبل أن تنتبه والدتها لغيابها..خرجت من الباب ليستقبلها الشارع حيث المصير المجهول ينتظرها لكن يارا لم تهتم لاببرودة الطقس الذي كاد يجمد
متابعة القراءة