مذاق العشق المر بقلم سلمى المصرى
المحتويات
هذا الصخب داخله او حتى حوله !!
حقائق امطره القدر بقسۏتها ويعجز حتى الان عن استيعابها
عاش عمرا بأكمله على عشق صاغه خياله من قصة نسجها عمه لوالديه
عاش عمرا بأكمله يتخيل كم الهيام الذي سقطت فيه والدته لټموت كمدا بعد مقټل أبيه في عمله كم تمنى لو تزوج امرأة في وفائها
والان انهار كل شيء والغيام قد انقشع فالأم خائڼة وقاټلة و
فلا أم ولا حبيبة ولا أخت
من تبقى في هذه الدنيا لم يخنه !!!
دق جرس الباب فمسح دموعه وهو ينهض ليرى أي بائس أودى به حظه الى لقياه الان
وجدها أمامه
سمر !!!
من فتحت أبواب الچحيم على الجميع وأولهم نفسها
وقفا في مواجهة بعضهما للحظات
أخذ يفرك كفيه ببعضهما وهو يرمقها في سخط قبل أن يرفع يده فجأة ويهوى على وجهها بصڤعة مدوية
وكأنها كانت على اتم الاستعداد لهذا
توازنت رغم المها
لم تتأوه مطلقا
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تعود لتنظر اليه وهي تدلك خدها
امسك كتفيها يهزها بقوة وصوته يتهدج من محاولته منع نفسه من البكاء
كان ممكن منعرفش كان ممكن كل ده كان اندفن معاهم كان ممكن يفضلو في عينينا زي ما كانو طول عمرهم انتي ډمرتي كل حاجة
ملقتش حد يطمني بعد اللي سمعته من عمي وكلامه لمراته الله يرحمها تفتكر كان عقلي ممكن يصدق على ابويا وامي حاجة وحشة
كنتي اسأليني كنت انا وانتي واجهناه وسمعناه وعرفنا منه
اغمضت عينيها للحظات تبتلع غصة في حلقها قبل أن تقول
عمري ما لقيتك طول عمري لوحدي انا ملحقتش اشوف ابويا وامي وعمي رباني زي ما اكون امانة مستني يخلص منها كل حاجة كانت ممنوعة عليا
واضافت بابتسامة موجعة
اتاريه كان خاېف ابقى زيها منعني من الاختلاط بالناس لا كان ليا اصحاب ولا حد اصلا كان بيهتم بيا حتى انت يا حسام مكنتش بتشوف في حياتك غير شغلك وايتن لما كنت بتسألني عن احوالي كنت بتسألني تقضية واجب انت حتى ملاحظتش ان حياتي مع زين مكنتش طبيعية ولا حتى جوازنا كان بشكل طبيعي
انتي جاية دلوقتي تشيليني انا الذنب انك ساذجة وانضحك عليكي ده كمان ذنبي
هزت رأسها في ألم
لا مش ذنبك بس انا وقتها ملقتش حد اخد رايه وأثق فيه عمري بعد ماسمعت من عمي اللي سمعته ماكنت أتخيل أن حكايتهم كانت كدة انا مش بشيل حد الذنب يا حسام صدقني انا برضه دفعت من كرامتي وۏجعي كتير ولسة هدفع
انتي عاوزة ايه دلوقتي
واضاف وهو يهتف في قوة
مسحت عبراتها وهي تجيبه في هدوء
لا ده ولا ده يا حسام وقت الاتنين عدى خلاص انا بالنسبة للكل دلوقتي مجرد ذنب انا زين طلقني ومبقاش ينفع خلاص افضل موجودة في البيت اكتر من كدة زي ما انت ما قررت تبعد انا كمان هبعد محدش فيهم بقا مستحمل وجودي حتى لو ادعو العكس انا عدلت تكليفي وهنقل شغلي خلاص البحر الاحمر
وضع يديه في خصره
يعني جاية تبلغيني !!
تراجعت خطوة وهي تقول
لا انا كنت جاية ادور على حاجة لا عمرها كانت ولا دلوقتي منطقي انها تكون موجودة انا محدش فيكو هيقدر يسامحني لاني حتى مش بقدر ابص في المرايا من احساسي بالذنب انا كنت جاية عشان محتاجة يا حسام ممكن يكون ضد المنطق والعقل وكل حاجة بس ۏجعي ووحدتي خلوني فعلا اطلب المستحيل
ومدت يدها تتحسس وجنتها وهي تواصل في ألم
انت ادتني اللي استحقه فعلا
واتجهت الى الباب في خطوات بطيئة قبل أن تلتفت اليه وهي تهم بالذهاب
أشوف وشك على خير يا اخويا
لم تعرف أنها لم تؤثر به مطلقا بل لم يعد يهتم بالعالم بمن فيه
يشعر أنه أصبح يحيا خارج حقبة الزمن فما حدث جعله يقدم على تصفية كل أعماله في مصر ولم ينتظر حتى ينهي ذلك بل وكل الأمر لمحام ذو ثقة كأنه لم يعد يحتمل البقاء أكثر في حصار ماحدث
لم تمنعه حالة ابن عمه المتأخرة ليؤجل سفره ريثما يطمأن عليه بل أنه يشعر أنها أشبه برحلة فرار يخشى عدم اللحاق بها
لم يعد يملك من الجرأة ما يكفي لمواجهتهم بعد كل ماحدث
وبعد ساعات كان بالفعل يحلق بعيدا الى وطن اخر او قدر اخر اختلف المسمى وبقيت الحقيقة
هي رحلة فرار ليس أكثر
بكت في حړقة ظنت انها نضجت بما يكفي لتجاوزها
أخذت تجيء وتذهب في غرفتها بلاهدف تحاول المقاومة
تجاهد السقوط في هوة ضياع لم تلبث ان ابتعدت عن خطورته
كيف انقلبت الأمور هكذا
كيف انتهى كل شىء بعد أن كاد أن يبدأ
رحل بعيدا
فعلها ولم يثنه شىء
صډمته كانت أكبر من أي شيء حتى عشقه لها
عن أي عشق تتحدث
عشق رفض الغفران
عشق لم يثنه عن الفراق
هو ليس عشق ابدا عليها أن تنتزع نفسها من براثن هذا الوهم
وقفت أمام المراة للحظات تطالع وجهها الشاحب
مررت كفها على ملامحها المنهكة
تساءلت في دهشة عن تلك الفتاة التي كانت تقف من قبل بابتسامة تسع الكون بمن فيه
بعقل لايسع سوى التفاهات والتراهات
بقلب يسعد لأي شيء ويجتاز حزنه على أهون سبب
ليتها ما نضجت
ليتها ظلت تلك المراهقة الساذجة عمرها بأكمله
قطع تأملها دلوف زين الى غرفتها
مسحت عبرتها سريعا وهي تشيح بوجهها للاتجاه الاخر
تنهد زين في عمق وهو يتأملها للحظات قبل أن يسألها
الدموع دي عشان يوسف ولا عشان حسام
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تلتفت اليه تجيب تساؤله بتساؤل مماثل
احنا ايه اللي جرالنا يا زين كل ده ازاي يحصلنا العيب في مين بالظبط في سمر ولا فينا
وضع يديه في جيب سترته وهو يجيبها في ألم
محدش فينا بيستحمل يشيل الذنب فكل واحد بيرمي على غيره
واصلت وكأنها لم تسمع رده
تفتكر انا استاهل ده كله منه تفتكر اني غلطتي كانت بالبشاعة دي يا زين تفتكر هوا محبنيش من اصله مين فينا ظلم التاني يا زين
اقترب خطوتين ليمسك بكتفيها في رفق
حسام الله اعلم بحالته يا ايتن اللي عرفه عن ابوه وامه مش هين مش هيقدر يواجه حد على الاقل دلوقتي حسام بقى انسان تاني او هيبقى انسان تاني التجربة دي صعب انه يرجع منها زي الاول
همست في حړقة
وانا
ربت على شعرها في حنان
انتي لازم تعيشي يا ايتن لازم تحاولي تتجاوزي وجوده
ضيقت عينيها وهي تميل اليه
وانت بعد خمس سنين قدرت تنسى صوفيا ليه بتحاول تقنعني باللي انت مقدرتش عليه
احتضن وجهها بين كفيه في حب
عشان مش عاوزك تعيشي ولا تمري باللي مريت بيه ايتن حسام دلوقتي الصدمة توهته والله اعلم هيرجع منها
امتى الانتظار صدقيني صعب البعد بېقتل حاجات كتير لما بعدت عن صوفيا رجعت لقتها انسانة تانية وحسام لو في يوم قرر يرجع فبرضه هيلاقيكي بقيتي حد تاني مش بمزاجك بس كل حاجة هتجبرك انك تتغيري
سالت دمعة من عينها فمسحها باصبعه وهو يباشر
لو حبك بجد هيرجع يا ايتن مجرد ما يفوق هيرجع صدقيني
ارتمت وهي تجهش بالبكاء
انا خاېفة يا زين ارجوك ما تسبنيش خاېفة من كل حاجة جاية خاېفة نخسر يوسف وخاېفة اكون لوحدي
احتواها في رفق ليطمأنها
وانا من امتى سيبتك يا ايتن يمكن لما كنت بتعصب وبنفعل عليكي ده كان بيبقى خوف عليكي انتي اختي الصغيرة وهتفضلي طول عمرك حتة من قلبي ويوسف لازم ندعيله ليل نهار غيابه مبقاش مخلي لاي حاجة في عيلة البدري طعم
فى اليوم التالى كانت ايلينا الى جوار زين فى المشفى بعد ان اقنعا محمود وايتن بالعودة الى المنزل وزعت ايلينا وقتها بين العمل والمشفى بينما عاد زين لادارة المجموعة نظرا لظروف غياب اخيه
امسكت بصدرها فجأة تقاوم نبضاته الموجعة من جديد نهضت من مكانها بسرعة فهى تعلم جيدا ما اصبحت تعنيه تلك النبضات
وقفت امام النافذة الزجاجية لغرفة العناية المركزة تراقبه عن بعد ونظرت الى جهاز رسام القلب لتجده يعمل بانتظام
فتحت ثغرها بشدة حين رأته يفتح عينيه فى بطء فجذبت زين من ذراعه دون ان تدرى ماذا تفعل وهى تهتف
يوسف فاق
انتفض زين بسرعة وتبعها للداخل
ضړبت الجرس ليحضر
ايا من الاطباء مالت اليه تتمتم بصوت دامع
حمد لله على سلامتك
يا يوسف
رد بعينين نصف مفتوحتين وصوت متحشرج
انا بمۏت ايلينا حاسس ان روحى بتطلع
شهقت وهى تقول فى ذعر
اوعى تقول كدة انت هتعيش يا يوسف هتعيش وهترجعلى ومش هسيبك تانى لاخر العمر
واقتربت من جبهته وقبلتها لتواصل
انا بحبك يا يوسف بحبك سامعنى قاوم وارجعلى
اغلق عينيه وفتحهما من جديد وهو يقول
ابنى ادم زين ادم لازم يرجع ومحدش غير ايلينا هيربيه سامعنى
همست بصوت باك فهى لاتتحمل ان تراه هكذا يرثى نفسه ويعطى وصاياه الاخيره
لن تحتمل ان يحتضر بين يديها هكذا فاطلقت اهة حارة
ابنك هيرجع يا يوسف وهنربيه سوا بس انت قاوم
رد فى ضعف
كان نفسى يكون منك انتى سامحينى حبيبتى
هتفت به دون ادنى مراعاة لاى شىء
لا اوعى تسبنى اوعى تتخلى عنى تانى قوم يا يوسف قوم وهنربى ادم سوا وهنجبله كمان اخوات قوم
اخذت تقبل كفه فى جنون بينما لمحت نظرة فى عينه تجمعها مع زين فهل يعنى يوسف ان
هل بالفعل تلك هى النهاية
به من جديد
يوسف لا
وقطع صوتها صوت جهاز رسام القلب الذى اعلن توقف قلبه عن النبض مع تزايد ضربات قلبها المؤلمة فصړخت اااااااه
ونظرت الى زين الذى اصابه الهلع وهى تتعلق بذراعه وتواصل الصړاخ
حد يلحقنا
رهبة المۏت الذى اصبح يدركه جيدا والطبيب يحاول معه مرة بعد مرة دون جدوى بينما تصرخ فيه ايلينا ان يستمر فى المحاولة وهى تواصل صړاخها بيوسف
انت وعدتنى متخليش بوعدك
وانتهى كل شىء مع صړخة طويلة لها وصلت الى اذان محمود وايتن بل كل من فى المشفى فى الخارج سقطت ايتن ارضا لا تصدق ان اخاها وسندها ومثلها الاعلى قد
خرج الطبيب من غرفة يوسف وخلفه الممرضة ليتقابل مع نظرة محمود التى تريد منه اى امل فأخفض رأسه قائلا كلمة واحدة لا تحتمل المزيد
كلمة تعنى ان يوسف البدرى لم يعد لاسمه مكان على هذه الأرض
تعنى ان فاجعة المۏت قد حلت بقرة عين عائلة البدرى كلمة واحدة كانت كافية
البقاء لله
يتبع
الفصل الخامس والثلاثون
كټفت ذراعيها امام النافذة الزجاجية الضخمة تتأمل حديقة منزل زياد وهى تفكر فى كل ما حدث
مر شهر كامل منذ وصولها الى باريس بعد ان اتخذت قرارها باستعادة ادم من جينا وبأى ثمن
سافرت الى هناك مباشرة دون ان تعرف حتى من أين تبدأ
كل
متابعة القراءة