ميراث الندم بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


البلد بيتجوزا صغيرين ثم كمان اخوكي شباب وصغير يا اختي مش راجل عجوز عشان تجولي انظلمت.
ايوة صح وانا متجوز امك على عمر ١٣ سنة يا ست جميلة يعني بلاها من الكلام الفارغ ده.
علق بالاخيرة والدها داعما لرأي زوجته لتصيح بهما مرددة 
يا جماعة افهموني انا بجولكم بنت سبعتاشر سنة يعني حتى الماذون مهيرضاش يعجد لها دي مجابتش السن القانوني ولا انت ناوي تستناها سنة يا واض ابوي معجولة ليك مرارة للصبر تاني
لاه يا جميلة مش هصبر 
صاح بها بوجهها ليواصل باندفاع الحديث منه
انا هعجد عليها بالسنة زي الاغلبية ما بتعمل في البلد ودي حاجة مفيش اسهل منها.

كمااان عايز تتجوزها بورجة وتمضي على وصولات بمبالغ ضخمة ضمان طب ليه يا واد ابوي ما تستني ندورلك على بت تكون مكملة السن ومناسبالك حتى في التعليم عشان تفهمها وتفهمك دي واخدة شهادة الإعدادية بس وانت خربج معهد خدمة اجتماعية.
وكأن بمحاولاتها لأقناعه تهدف الى العكس ليزداد تشبثا بالأمر تبسم باتساع يقارعها
طب وانا مالي بتعليمها مش كفاية تعرف تقرا وتكتب ولو ع الوصولات كانت من امتى نفعت حد دي عمرك سمعتي عن واحدة في بلدنا اشتكت جوزها بالوصولات
هتفت بالاخيرة المتبقية لها
طب وليه الاستعجااال ليك عليا من الصبح انا واخواتك البنتة نطلع وندور......
انا هخطب واقرا فاتحة الليلة يا جميلة!
برقت عبنيها في التطلع اليه پصدمة اكتملت اركانها وهو يتابع
انا كلمت جوزك يدي فكرة لابوها والراجل ما صدج ورحب بزيارتي يعني ليكي عليا يا بت ابوي اتمم الأمر بالكتير خمس تاشر يوم او سبوع وافرحكم ولا ايه رأيك ياما
رأي ربنا يتمملك على خير يا ولدي دا يوم الهنا اللي اشوفك فيه عريس .
تحولت الجلسة للمباركات من الوالدين مع مزاحه معهما متجاهلين عن قصد اعتراض جميلة والتي وضح لها جليا الان سبب الإصرار الغير مبرر من شقيقها وقد علمت ما يحمله خلف هذه الابتسامة المرتسمة على ملامحه بزيف ليخرج صوتها في جملة اخيرة
خليك فاكر ان العند يورث الكقر يا واد ابوي.
تطلعت الى صغيرها تملي عينيها منه بعد أن انتهت من تصفيف شعر رأسه وقد اصبح أمامها كطقعة الحلوى بحلته الصغيرة ورابطة العنق التي الټفت حول ياقة القميص زادت على سحر طلته لتشبعه بالقبلات
ايه يا واد الحلاوة دي جمر يا ناس جمر .
ضحكت جليلة من خلفها لتتمتم بالآيات الحافظة قبل ان تقترب وترفعه اليها مغمغمة
ما براحة يا بت ع الواد ان كان حبيبك عسل متلحسوش كله سيبي حباية لسته 
قالتها لتأخذ دورها هي الأخرى بتقبيله ثم لتضمه اليها بعشق قائلة
ربنا يخليهولك يا بتي وتشوفيه ببدلة فرحه هو كمان .
يارب ياما امتى اليوم دا ياجي.
هياجي ان شاء الله دي السنين بتمر في غمضة عين بس انتي جولي يارب.
يارب. 
تمتمت بها ثم انتبهت على نظرة المرأة المتقحصة لها قبل ان تسألها
وانتي صح مستنيه ايه يدوبك تلحجي تغيري جلبيتك خلاص العروسة على وصول.
اعتلى التردد تقاسيمها لتردف بالرقض
انا بجول تروحي انتي كفاية اهو تراعي معتز معاكي..
وانتي ما تروحيش ليه ايه اللي يمنعك دا الفرح في جلب البيت.
ردت بحرج يكتنفها
مش حكاية برا البيت ولا جواه بس انا حساها تجيلة امبارح كانت ليلة حريم وعدت النهاردة دخلة كبيرة وهيلمان خليني أحسن هنا في البيت.
شعرت جليلة بالشفقة على صغيرتها ان تفقد المعنى الحقيقي للفرح بهذه العمر الصغيرة وقد حرم عليها مظاهره ولكنها لن تتركها للحزن
نادية اسمعي مني يا بتي متحرميش على نفسك لحظة زينة ولا حاجة تفرحك انتي مش هتجضي عمرك كله في عزا المرحوم جرب ع السنة انا مجولتكيش اجلعي الأسود دلوك بس ع الأجل نوعي حتى بتحجيبة رصاصي أو كحلي مش لازم كله يبجى اسود غطيس دي ليلة صاحبتك وحبيبتك هايهون عليكي تسبيها برضوا في ليلتها لوحدها دي حتى تبجى عيبة في حجك.
واحد اتنين تلاتة صلي على رسول الله
تمتم يوسف بالاخيرة بجزع بعدما تفاجأ بالعديد الطلقات التي تطلق من عدة أشخاص في عدة اتجاهات اقربها كان من صديقه المچنون والذي فاجئه بمسكه السلاح وكأنه
 

تم نسخ الرابط