احتيال وغرام بقلم رحمه السيد

موقع أيام نيوز

داخله 
مينفعش اصلا تتخيلي مجرد تخيل إنه يبقى من راجل تاني انتي ليا انا بس.. في الواقع وفي الخيال انتي ليا انا بس فاهمة 
... 
انتي نصيبي.. نصيبي الجميل اللي كان متشال ليا بس انا بغبائي كنت ماسك في التقليد وسايب الجمال الأصلي اللي ربنا اختارهولي! 
لتنتفض ليال مبتعدة عنه تهمس بتوتر
ده عمو قاسم
فاستغفر يونس بصوت منخفض ووالده
يقطع عليه اهم لحظاته التي ېحترق شوقا لها ثم اخبرها بصوت اجش
اه ماهو المفروض كان مستنيني انزله
حينها عادت ليال خطوتان بعيدا عنه وهي تقول مبتسمة برقة
طب خلاص انزل شوفه واهو بالمرة تفرحه بالخبر اللي هو مستنيه
فغمزها يونس بطرف عيناه مرددا بعبث
طب مفيش حاجة كده وانا نازل
لتقرر ليال مشاكسته كما فعل بها وأغاظها فهزت رأسها وهي تشير نحو الداخل بدلال فطري
في كيس ژبالة اسود جوه خده وأنت نازل! 
لا يا بطتي في فرق بين الاتنين شكلك مش عارفه وأنا هعرفهملك عملي حالا 
...
ليسألها بصوت متهدج
ها عرفتي
الفرق ولا لأ شكلك معرفتيش وهضطر اوريكي عملي تاني اصلي راجل بحب الإتقان اوي
وكادت يقترب منها من جديد فهزت هي رأسها نافية وهي تبعد خطوة بتمنع مدلل وتهمس
يابو يزيد! 
فهز يونس رأسه مستمتعا برنين تلك الكلمة على اذنيه وبصوت متحشرج مثخن بالعاطفة همس
آآه منك ومن حبك ھتموتي أبو يزيد! 
...
بعد اسبوع آخر....
في الولايات المتحدة... تحديدا في احدى المستشفيات...
وقفت فيروز امام غرفة العمليات تعض على أصابعها بتوتر رهيب ويقف بجوارها جمال... جمال الذي لم يبتعد عنها تقريبا منذ أن وصلوا ارض الولايات المتحدة لم تجد هي مفر أمامها سوى طريق واحد اختاره لها القدر... علاج والدتها والفرصة التي يطمح لها جمال... وقد سنحت له الظروف ليكن لها الكتف الذي تستند عليه حينما تميل بها الدنيا... واليد التي ترفعها حينما يسقطها اليأس.. ظل هذان الشهران السابقان يتسلل داخلها ببطء حتى استطاع لدغ قلبها بمشاعره التي استنكرتها هي سابقا ...
نظرت فيروز نحوه تسأله بعيون تلألأت بها الدموع وكأنها تتوسل مواساته
تفتكر هتبقى كويسة 
اومأ جمال مؤكدا برأسه ليعطيها ذلك الأمل الذي تود أن تراه محلقا بعيناه
هتبقى كويسة باذن الله متفقديش الأمل
اومأت فيروز وهي تنظر نحو باب غرفة العمليات تهمس بصوت مبحوح برجاء
يارب يارب يارب.. انا مليش غيرها يارب لو راحت انا ممكن يجرالي حاجة
فشعرت بذراع جمال يحيط كتفاها يغدقها بذلك الشعور الداعم القوي وهو يخبرها هامسا بصوت حاني بزغ منه بعض العتاب
ملكيش غيرها كل ده وملكيش غيرها يا فيروز! 
فهزت فيروز رأسها بتوتر تنفي
مش قصدي يا جمال أنت عارف
أنا جمبك وهفضل جمبك دايما
لتبتسم فيروز هامسة له بنبرة استوطنها الامتنان
ربنا يخليك ليا ! 
بادلها جمال نفس الابتسامة الدافئة ليستدير يجلب الطعام الذي أحضره لها ثم مد يده لها بالطعام يردد لها وكأنها طفلته التي يهتم بها
يلا بقا كلي عشان انتي ماكلتيش من الصبح
فهزت فيروز رأسها نافية بملامح متجهمه ثم اخبرته بصدق
مش حاسه اني هقدر اكل دلوقتي يا جمال لما أتطمن على ماما الاول على الاقل 
فقال جمال بإصرار وحنان وهو يمسك يداها ليضع الطعام بينهما
مينفعش انتي كده بقالك ساعات طويلة وممكن يجيلك هبوط ينفع مامتك لما تفوق وتقوم بالسلامه يعني تلاقيكي مدروخه ومش فايقه حتى عشان تفرحيلها!
لم تستطع سوى أن ترضخ لإصراره الدافئ الجميل... إصراره الذي إنتزع قلبها نزعا ليغمسه بمزيج من العاطفة التي يكنها لها والحنان المصحوب بالاهتمام ليجعله خاضع تماما لتلك التميمة من العشق والحنان....!
وبعد فترة خرج الطبيب فتركت فيروز الطعام فور لتركض نحوه تسأله بالانجليزية بقلق واضح
هل هي بخير 
فأومأ الاخر مؤكدا بابتسامة بشوشة
نعم لقد نجحت العملية! 
يأتي العوض والفرصة في آن واحد.. عوض الصبر والعڈاب وفرصة للتوبة.... التوبة من خطايا طواها ضمن صفحة الماضي وقد كانت باسم ذلك العشق! 
فكلنا خطاءون لطختنا مغريات الدنيا
بسوادها لتغوينا وتبعدنا عن نعيم الجنة لولا ذلك الستر من الله الذي يفصلنا عن عيون البشر المترصدة... وكلنا مرضى نفسيين... ولكن بدرجات ! 
ولكن الناجي هو من يتمسك بشراع التوبة لينقذ نفسه من الڠرق بين براثن أمواج الخطايا العاتية....
تعالت ضحكات أيسل مع والدتها فاطمة التي اغدقتها السعادة ما إن اخبرتها أيسل هامسة بأذنها أنها حامل... 
مبرووووك الف مبروك يا حبيبتي 
فتمتمت أيسل بوجه متورد استوطنته السعادة
الله يبارك فيكي يا مامي 
فسألتها والدتها
انتي قولتي لبدر ولا لسه! 
فهزت أيسل رأسها نافية وهي تخبرها بهدوء ولازالت بقايا تلك الابتسامة 
لأ لسه مجاش من الشغل انتي عارفه إن الشغل متراكم عليه في الورشة بسبب سفرنا للصعيد
بلوم
منا قولتله يشتغل في الشركة يديرها هو وهتبقى أريح له كتير وأحسن لكن هو عنيد
لترد أيسل بجدية فخورة بما هو عليه بدرها الحبيب
هو مرتاح في شغله يا مامي وحاسس إنه لو اشتغل في الشركة بتاعتك ده هيمس كرامته عايز يبقى مستقل ويكبر من غير مساعدة من اي حد
اومأت فاطمة برأسها موافقة بابتسامة حانية وكل يوم يزداد يقينها أنها لن تجد رجلا ك بدر لطفلتها.... رجلا ېعنفها ويقومها حينما تخطئ كطفلة... ويحتويها بحنانه حينما تحتاجه كمراهقة...
تم نسخ الرابط