روايه كامله 24 فصل

موقع أيام نيوز

ومع الأسف ستفعل أخطأ شيء في حقها وحق زوجها المستقبلي وستتسبب في هدمان علاقتهم قبل أن تبدأ بسبب هذه الخطأ الذي لا يغفر بالنسبة لرجل مثل زين ! .
انفتح الباب ودخلت أمها وهي تحمل على يديها ملابسها المغسولة ووضعتها على السرير أمامها وقبل أن ترحل أوقفها صوت ابنتها وهي تنده عليها فالتفتت وقالت 
_ ايه ياملاذ مالك !
_ هي طنط هدى مردتش عليكي ولا حاجة 
ابتسمت الأم بسعادة وعادت فورا لتجلس بجانبها وتهتف بتلهف وحماس 
_ ردت كلمتني الصبح بدري وقالتلي إن زين موافق
وصلى استخارة ومرتاح الحمدلله وبعدين ميوافقش إزاي ده انبهر لما شافك هو حد يشوف القمر ده ويرفض بس .. ما علينا إنتي موافقة صح 
أصدرت تنهيدة حارة قبل أن تجيبها كالمجبورة على شيء 
_ موافقة ياماما بس مش عايزة أعمل خطوبة ياريت نخليها كتب كتاب علطول أو فرح
اختفت ابتسامة والدتها فورا وطالعتها بريبة شديدة واندهاش ثم قالت 
_ فرح إيه ده اللي علطول .. إيه اللي انتي بتقوليه ده ياملاذ 
هتفت بحدة بسيطة ونبرة تحمل الألم 
_ زي ما سمعتي ياماما أنا خلاص کرهت حاجة اسمها خطوبة .. يانكتب كتب الكتاب وبعديها ناخد فترة قليلة لغاية ما نعمل الفرح يانعمله علطول وأنا كدا كدا مش ناقصني غير حجات بسيطة جدا في جهازي وابقى أكملها بعدين
صاحت بها أمها مغتاظة 
_ إنتي هبلة يابت يعني هروح أقول للراجل مثلا بنتي مش عايزة خطوبة وعايزة جواز علطول ليه ارملة ولا مطلقة
_ مش يمكن يكون هو كمان عايز كدا خصوصا إن كان باين عليه التدين والاحترام
اكملت الأم صياحها وكان هذه المرة پغضب عارم 
_ اكتمي يابت أنا هكلم هدى وأقولها إنك موافقة عشان ياجوا ويتقدموا رسمي قدام أخوكي وأبوكي وهنعمل خطوبة على الأقل شهر أو شهرين حتى
ثم هبت واقفة وانصرفت غاضبة دون أن تسمح لها بمجادلة قرارها أما ملاذ فظلت في فراشها تتأفف بغيظ !! .
في مساء ذلك اليوم ......
ترجلت من السيارة الأجرة أمام منزل متهالك وقديم في منطقة مهجورة ومرعبة وتلفتت حولها بارتيعاد جلي وهي تتوسل لربها بأن يحفظها ويحميها فهي جاءت لهذا المكان مترددة ولكن بداخلها يقين أن ربها لن يتركها بمفردها في وضع كهذا .
بدأت أصوات نباح الكلاب تتعالى ومع كل صوت يصدر جسدها ينتفض بړعب ثم أخذت تقدم قدم وتأخر الأخرى پخوف حقيقي من الذي ينتظرها بالداخل بالرغم من انها أخذت احتياطتها ولكنها لا تأمن شرور هذا الحقېر الذي ابتزها بصورها وأخيرا تقدمت نحو الباب وطرقت الباب ولحظات قصيرة وجدت شابا يبدو أن في بداية الثلاثينات يفتح لها وقسمات وجهه صارمة ومرعبة بالإضافة إلى ندبات وجهه البسيطة بالسکين جراء شجارات وبلطجة معروفة بين هؤلاء النوع من البشر وبمجرد رؤيته لها ابتسم بخبث فازداد يقينها أنه هو الحقېر الذي يخفي صورها وهتفت فورا بڠصب عارم 
_ إنت عايز مني إيه !
_ ادخلي طيب يامزة ونتكلم جوا على رواق
تلفتت حولها بنظرات مرتعدة ثم عادت بنظرها إليه وقالت بحدة لا تليق ببراءتها ولطافتها التي تظهر أمام جميع الرجال عن طريق قسمات وجهها 
_ لا أنا مش هدخل قول إنت عايز إيه عشان تمسح الصور بتاعتي
_ عايزك
قالها بفظاظة وجراءة شديدة فتقهقرت هي للخلف في ړعب حقيقي وفي هذه اللحظة أدركت أنها أخطأت أكبر خطأ في حياتها بالمجئ له بمفردها ولكن ارتفاع صوت ضحكته الرجولية والمستفزة وهو يجيبها لم تهدأها بل اخافتها أكثر 
_ إنتي فهمتي إيه لا أنا مبحبش العڼف والشغل ده .. أنا عايز نبقى صحاب وحبايب مؤقتا يعني وبعدين نشوف هنعمل إيه ولعلمك ده مش اختياري ده إجباري
لا زالت قلقة وخائڤة ففضلت الانسحاب فورا وعندما حاولت الهرب قبض على ذراعها وقال مبتسما بلؤم 
_ رايحة فين بس هو دخول الحمام زي خروجه تعالي ادخلي هنتكلم شوية ونتعرف على بعض
سحبت يدها من بين براثن يده وقالت بصوت مرتعش 
_ لا أنا اتأخرت وماما قاعدة في البيت وحدها مينفعش أسيبها كتير وحدها
_ ماشي يامزة هصبر عليكي معلش تتعوض بس خايكي فاكرة الصور يعني عشان متفكريش تتجاهلي اتصالاتي أو كدا
لم تجيبه وفقط هرولت إلى الخارج تستقل بسيارة الأجرة الذي أتت بها إلى هنا وهي تحاول التفكر في حل لهذه المعضلة فأخيها من المحتمل أن يتأخر في عمله ولن يعود خلال الأيام القادمة ماذا ستفعل !! لا يمكنها محادثة هذا الحقېر ومقابلته ! يجب عليها أن تفكر في حل بأسرع وقت ! .. كانت هذه هي الأفكار التي تجول بعقلها طوال الطريق .
في صباح اليوم التالي ....
التقطت الهاتف وعندما دققت النظر في شاشة الهاتف واستطاعت قراءة اسم المتصل بعد عناء بسبب ضعف نظرها أجابت فورا مبتسمة بعذوبة 
_ ازيك ياكرم يابني عامل إيه 
أتاها صوته المهذب به لمسة ابتسامة بسيطة 
_ الحمدلله يا أمي أنا بخير أنا أتصلت أطمن عليكم لو عاوزين حاجة بما إن سيف مش هيعرف يكلمكم تاني لغاية مايرجع بسبب شغله فأنا زيه بظبط
علت الابتسامة الامومية المحبة وجهها لهذا الشاب الذي في نظرها مثال للشاب المهذب والمحترم وكل شيء .. ولم تستعجب من منادته لها بأمه فهو دوما يقولها لها 
_ طبعا ياكرم إنت زي سيف بظبط والله عندي يابني ربنا يبارك فيك يارب احنا كويسين الحمدلله أطمن ولو عوزنا أي حاجة هتصل بيك أكيد
هم بأن يجيب عليها ولكن صوت طرق الباب جعلها
تهتف في لطف 
_ استني ياكرم الباب بيخبط خليك معايا على الخط يابني
أجابها بالموافقة أما هي فارتدت حجابها واتجهت للباب ثم فتحته واندهشت برؤيتها لعساكر وعلى مقدمتهم ضابط من رتبة رائد فنقلت نظرها بينهم وشعرت بانقباض قلبها فورا ثم قالت بترقب 
_ خير في حاجة ياحضرة الظابط 
على الجانب الآخر تجمدت عروق كرم وشعر بأنه سيفقد الوعي وهو يسمع من الهاتف الظابط وهو يخبر المرأة العجوز پوفاة ابنها والتي انطلقت منها صړخة مدوية رشقت في قلبه قبل أذنه وكانت الصدمة تحتل جميع معلامه ويحاول تكذيب ما سمعه فلا يمكن لصديقه الحميم أن يتركه ويرحل هكذا في غمضة عين فقد أعطاه وعد أنه لن يرحل قبل أن يودعه وداع يليق بصداقتهم وهو رحل دون أن يودعه الوداع الأخير حتى . لم يشعر بنفسه إلا وهو يترك كل شيء وينطلق كالصاروخ بالسيارة نحو منزل صديقه أو منزل فقيده العزيز الذي لا يعرف كيف ستمر أيامه بدونه ! .
_
_ الفصل الرابع _
وصل أخيرا إلى المنزل وصعد الدرج ركضا حتى وصل إلى الباب ودخل فورا عندما وجده مفتوح فرأى الظابط يجلس على المقعد في الصالون وبمجرد رؤيته لكرم هب واقفا وهو يقول بتعجب 
_ إنت مين 
اقترب منه كرم وقال بتلهف ووجهه فرت منه الډماء 
_ أنا كرم العمايري صديق سيف المقرب قولي حصل إزاي ده ياحضرة الظابط 
تنهد الضابط بحزن وشجن وقال بأسف 
_ كانت في لحظة اشتباك قواتنا مع العدو وسيف الله يرحمه اټصاب والإصابة كانت خطېرة لدرجة إنه اتوفى في لحظتها فورا سيادة الرائد سيف كان حقيقي مثال للبطل وكلنا في حالة صعبة من ساعة ما
تم نسخ الرابط