سلسله الأقدار بقلم نورهان

موقع أيام نيوز

علي التغيب عن العمل لمدة أسبوع كامل و لم يعيدها إلى صحتها سوي رسائله المرفقة مع أزهار يعلم كم تحبها كما كان يعلم كيف يخترق جميع حصونها و يحتل
قلبها و كأن عشقه كان سفينه نجاتها التي إنتشلتها من بحور الوحدة و العڈاب و ظنت بأنها أخيرا وجدت بر الأمان الذي إتضح بعد ذلك أنه سراب كان بدايه لرحلة عڈاب لا يحتمل و أن سفينه نجاتها ماهي إلا زورق مثقوب رست بكل ثقلها فوقه فأغرقها في بحور الألم الذي لا نهايه له 
دون أن تدري جعدت الورقه بين قبضتها تعتصرها بقوة كما إعتصرت الذكريات قلبها الذي للآن مازال ينبض بالألم الذي لم تستطع السنين إخماده و كم كانت تكره ذلك الضعف الذي ينتابها حين تتذكره و هذا الحزن الذي يتسرب إلي قلبها فيدميه و يجعل تنفسها ثقيلا فلم تشعر بنفسها سوي و هي تجذب وشاح و تضعه فوق كتفها متوجهه إلى الخارج لتأخذها قدماها إلي ركن منعزل في الحديقه الكبيرة التي تحيط بها الأشجار في كل مكان فأخذت تسير بلا هوادة تنظر إلي الزهور الجميله و قد كان ضوء القمر يضئ كل شئ حولها فيعطيه مظهر ساحر إستطاع أن يعطيها شعور بالهدوء قليلا و قد خطڤ أنظارها ركن الزهور الجميله ذات الرائحه الرائعه فاقتربت تتأملها بإعجاب و مدت يدها تتلمسها بحنو و هي تتذكر كم كانت تتمني أن تعامل مثلهن تتمني لو تجد
من يعتني بها مثل الوردة يسقيها حبا و حنانا تحتاجه كثيرا أن تشعر بأنها شيئا ثمينا لدي أحدهم فيضعها في إناء يحميها من بطش الزمن الذي وضعها في تلك المواقف التي
تفوق قدرتها بكثير و علي الرغم من مقاومتها و لكنها تتوق إلي الإنهيار علي كتف أحدهم أن تسقط ذلك الحمل عن أكتافها لتستطيع للتنفس براحه و لو قليلا 
حاسبي الشوك يعورك !
كانت تغمض عيناها و هي تتلمس الورود غارقه في تفكيرها دون أن تدري كم كان مظهرها ساحرا بشعرها الذي يطير بكل مكان حولها و ملامحها التي سړقت فتنتها من ضوء القمر الذي كان يضئ تقاسيم وجهها الجميله ليأتيها صوته الحاد الذي أخترق هدوئها و سلامها المؤقت فجفلت و تحركت يدها بسرعه لتنغرز إحدي الأشواك بجلدها الرقيق فصړخت بخفوت جاذبه يدها بلهفه لتجد بعض قطرات الډماء تنساب منها و قبل أن تقوم بمسحها وجدت يد ضخمه ذو كف خشن كصاحبه إمتد ليقبض عليها بحنو أربكها فتعلقت أنظرها بإهتمامه المنصب علي يدها التي وجدتها ترتفع لتعانق شفتيه الدافئه حين قام بوضعها فوق جرحها ليسحب الشوكه العالقه بجلدها بأسنانه فشعرت و كأنه إنتزعها من قلبها لا إصبعها ! فصارت دقاتها تتقاذف پعنف داخل قفصها الصدري فيما إنحبست أنفاسها به و هي تري رأسه المنحني علي كفها و قد أزهلها ما رأت فذلك الرجل الضخم الفظ المتعجرف ينحني علي كفها ليسحب شوكه أخترقته !
كان الأمر مثير بدرجه يصعب وصفها و الأكثر حين أرتفع رأسه يطالعها بعيناه التي أظلمت للحظات حين قال بخشونه 
مش تخلي بالك !
هزت رأسها في محاوله منها لجعله يعود إلي العمل قبل أن تقول بصوت مبحوح
عا عادي دا چرح بسيط 
ضاقت عيناه و هي تطوف فوق ملامحها قبل أن يقول بخفوت
و چرح بسيط يخليكي ټعيطي كدا !
جفلت من كلمته و إرتفعت يدها لتجد بعض قطرات من عبراتها لازالت عالقه بجفونها فأزالتها بلهفه و هي تبتسم بتصنع قبل أن تقول بحرج
تقريبا حاجه طرفت عيني و أنا بتمشي بسيطه يعني متاخدش في بالك !
ظلت نظراته مثبته عليها قبل أن تلوح بهما بسمه ساخره وكأنه يخبرها بأنها تكذب و لكنه أجابها مغيرا الموضوع 
إيه إلي مخرجك دلوقتي في البرد دا 
بهدوء أردفت 
كنت زهقانه قولت أشم شويه هوا !
أختارتي المكان الصح ! مزرعتنا هواها يرد الروح !
ناظرته بإندهاش دام لوهله فقد بدا مسالما هادئا علي غير عادته و لكنها سيطرت علي دهشتها إذ قالت بتأييد 
فعلا المزرعه حلوة أوي شبه الجنة بالظبط و هواها جميل و نقي 
أرتفع إحدي حاجبيه تزامنا مع كلماتها التي خرجت منها دون وعي متأثرة بالمظهر الخلاب المحيط بهم لتجد صوته الساخر قد عاد إلي طبيعته حين قال 
غريبه ! مع إن دا مكنش رأيك الصبح !
إغتاظت منه و لكنها قررت المواجهه فقالت بتقريع
أنت عارف رأيي دا كان بناءا علي إيه !
علي إيه 
هكذا أجابها بتحدي فتجاهلت ڠضبها المتصاعد و قالت بهدوء ظاهري
أنت أذكي من إنك تسأل السؤال دا !
لم تمهله الوقت للإجابه فسارعت بالقول 
مقولتليش أنت إيه مخرجك في البرد دا 
هل يخبرها بأنه رآها تهرول في الحديقه كتائه ضل طريقه بمنتصف صحراء قاحله و أراد أن يكون هو وجهته ! 
هل يخبرها بأن مظهرها و هي تعدو كالفرس الجريحه هنا و هناك كان أكبر من قوته علي التحمل و أجبره للخروج لرؤيتها أمامه مجردة من جميع أسلحتها و حصونها 
هل يخبرها
بأن حديثها صباحا عن إحتمالية نسيانها له ولدوا شعورا قويا داخله بغرس ذكري له بداخلها أكبر من مجرد قلم ليذكرها به !
كنت زهقان فقولت أخرج أتمشي شويه ! و بصراحه شكل القمر النهاردة لا يقاوم 
كان يتحدث و عيناه مسلطه علي ملامحها بقوة و كأن الحديث موجه إليها 
فرح ! أنتي بټعيطي 
أخرجتها كلماته من بحر شرودها فإندفعت خطوتان إلي الخلف و إمتدت يدها بلهفه إلي عيناها تمحو بصمات ضعفها أمامه و هي تقول بإندفاع
ما قولتلك عيني مطروفه 
قامت بخلع معطفه و ناولته إياه قبل أن تتمتم بخفوت و تلعثم
ميرسي مش محتجاه أنا هدخل بقي الوقت أتأخر عن إذنك 
أوشكت علي الإلتفات
فوجدت قبضتة القويه التي أوقفتها بمكانها و هو يزمجر بخشونه 
أنتي في حد في حياتك 
توقفت لثوان تحدق به پصدمه تحولت لڠضب و هي تقول بجفاء
بتسأل ليه 
متجاوبيش علي سؤالي بسؤال !
هكذا أجابها مغتاظا فاستمهلت نفسها قبل أن تنزع يدها من بين قبضته و تجيبه ببرود مستفز 
تمام الإجابة دا شئ يخصني 
برقت عيناه من الڠضب الذي أخفاه خلف ستار من السخريه التي تجلت في نبرته حين قال 
مكنتش متوقع منك غير كدا ! 
تقصد إيه 
أنتي فهمتي إيه 
متردش علي سؤالي بسؤال !
بدا مستمتعا بشجارهم إذ وضع يديه بجيوب بنطاله و هو يقول بتسليه
براحتي ! زي مانتي بتلفي و تدوري و تهربي براحتك 
مبهربش علي فكرة من حق أي حد أنه يحافظ علي خصوصياته 
هكذا أجابته ليشتعل الحنق بداخله محل التسليه فضيق عيناه قبل أن يقول بلامبالاه مصطنعه
آه طبعا عندك حق عموما دا كان مجرد سؤال عابر مش ذات أهميه !
أغضبها الآن كثيرا لذا أرادت أن ترد الصاع صاعين
فقالت ببرود 
أعذرني في إسلوبي بس أنا من النوع إللي مبيعرفش يفتح قلبه لأي حد و دايما أسراري بحب أحتفظ بيها لنفسي
أخذ نفسا حادا قبل أن يقول بفظاظه
حقك طبعا ! بس نصيحه مش كل حاجه هايفه الإنسان يعتبرها سر يستاهل يقفل قلبه عليه 
إغتاظت من حديثه و ما أن أوشكت علي الرد حتي فاجأها عندما الټفت إلي الجهه الآخري قائلا بفظاظه
يالا عشان وراكي شغل بكرة بدري مش عايز تأخير
تم نسخ الرابط