روايه جديده بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


حاجة دلوقت 
من غير ماتقول يا بابا ماكنتش هقول 
بس مراتك ممكن 
نهض والتمعت عينه بحدة إلهام مش هتعمل مشاكل تاني عن إذن حضرتك 
وغادره ليضع معها النقاط فوق حروفها لن يسمح لها أن تتسبب بخسارة أبيه بعد هذا العمر 

ولج إليها

ووجه لا يعكس خيرا فتقدمت تسبق قوله بدفاع مبرر توفيق أنا مقصدتش إن الموضوع ياخد الصورة دي أو اني ازعل عمي بس 
بس ايه ها 
هكذا قاطعها ليواصل مش قولتلك ماتدخليش أرتاحتي دلوقتي أما كسرتي خاطر شاب يتيم كام مرة قولتلك بابا بيحبه وبيعتبره حفيده خۏفتي يشارك ابننا في الميراث

طب وافرضي هو بابا عنده شوية ولا أنا وانتي عندنا قليل أحنا عملنا في غربتنا ثروة تخلينا مانحتاجش من حد حاجة حتي بابا ليه نبشتي الماضي وظهرتيه بالقسۏة دي ليه أنا ابويا يقولنا احجروا عليا أنا ابويا يحزن كده بسببك لو جسار هيرجع لابويا الفرحة تاني أنا اللي هرجعه بإيدي يا إلهام والميراث أخر همي 
هدرت عليه بعد أن فاض الكيل أنت ليه محسسني اني الساحرة الشريرة في الموضوع هو انا عملت ده كله ليه مش عشان ابننا 
وابننا مش محتاج 
وعشان مش محتاج اسيب غريب يقاسمه في حقه ده حتي مايرضيش ربنا وشرعه يا توفيق 
لكن يرضي ربنا اغضب ابويا واقف قصاده صح يا ألهام مش ده اللي انتي كنتي عايزاه
لا طبعا أنا كنت عايزة بس افكره ان حفيده الحقيقي هو أولى وأحق وجسار في كل الأحوال كان هايجي يوم ويعرف حقيقته 
بس مش بالطريقة القاسېة دي
وأيش عرفني انه هينزل في نفس الوقت ويسمع كلامي 
والله لو أنا مكانه بعد التلميحات اللي انتي خرفتي بيها إن رائف هو اللي شبه جده وان جسار فاشل طبيعي شكه يكبر مش ينام غير اما افهم 
صمتت دون رد متيقنه من منطقية ما يقوله وإن ظلت داخلها لا تري أنها مخطئة 
أسمعي مني الكلمتين دول يا إلهام وافهميهم أولا أي حاجة تريح بابا أنا هوافق عليها مهما كانت ومش هسمحلك تعملي مشاكل بيني وبينه لكن اطمني والدي يعرف ربنا وشرعه زي ما قولتي وهيكتب لجسار المناسب من أملاكه من غير ما يجي على
حقي أنا وابني وثانيا أنا أخدت قرار نهائي مش هرجع فيه وانتي عليكي توافقي أو ترفضيه براحتك 
رمقته بريبة بواصل أنا مش هتغرب تاني واسيب بابا انا ورائف كفاية اوي العمر اللي عدى وانا مش جمبه واللي كان مراعيه ومونسه هو اليتيم اللي انت قومتي الدنيا عليه لكن دلوقت خلاص جسار أكيد مش هيعيش هنا تاني بعد اللي حصل وأنا مش هسيب والدي للحزن والوحدة واسافر لأ هفضل هنا أبره واخد بالي منه واهون عليه 
طب وشغلنا وحياتنا اللي كلها هناك 
لو عايزة ترجعي للغربة ارجعيها مش همنعك 
أشارت لصدرها باستنكار لوحدي أرجع لوحدي يا توفيق أنت بتطردني من حياتك
لا يا إلهام أنا بخيرك بينا وبين حياة الغربة وفلوسها اللي سحبت مننا العمر من غير ما نحس وبعدين اخواتك وولادهم وخالك هناك يعني تقريبا أهلك معاكي ممكن تروحي وتنزلي هنا أجازات كل سنة 
دمعت عيناها بذهول بالبساطة دي بتستغنى عني خلاص كرهتني عشان قلت كلمة حق 
لتاني مرة بقولك اني بخيرك القرار في ايدك بس لازم تعرفي حاجة أخيرة لو فضلتي هنا لازم ترجعي علاقتك بوالدي وتكسبي رضاه عليكي تاني وإلا هيفضل بيني وبينك شرخ كبير 
خطي خطوتان نحو باب الغرف ثم توقف ليقول قبل أنا يغادر قدامك فرصة لحد ما الأجازة تخلص عشان تقرري هتفضلي ولا هترجعي لغربتك من غيرنا وتزودي رصيد حسابك في البنك 
تراخى جسدها علي طرف الفراش مټألمة من قراره مجرد تفكيره أن يفترق عنها بهذه السهولة زرع في قلبها غصة تحجرت داخلها وشعرت أن أنفاسها تضيق 

سيجرد نفسه من كل شيء هذا ما فاض به تفكيره الساعات الماضية لم يعد يستحق شيئا من تلك العائلة زهد كل ما يملكونه المسكن الراقي سيارته الفارهة مكتبه الفخم رصيده البنكي المتاح له دون حساب النفوذ بلقب عائلة لا تجري دمائها في عروقهكل شيء هان عليه وبخست قيمته لم يعد هذا الملكوت يساوي عناق يجمعه بأبيه الحقيقي بشقيقه إن كان له أشقاء هدفه وحلمه الآن لم يعد أن يصدح أسمه عاليه في أروقة المحاكم وهو ليس أسمه من الأساسا ليس جسار بل مجدر شريد يتسكع علي أرصفة مغبرة بالشتات يبحث عن بداية جديدة لحياته تناسب شخصا أكتشف لتوه
أن ماضية مجهول وحاضره ضائع ومستقبله سراب
ربما لا يعرف أين ستكون وجهته لكن يكفي أن يأخذ قراره والبقية سيتركها بين يدي الرحمن 
التقط سلسال مفاتيحه الكثيرة وتأملها برهة ثم توجه ليغادر حيث الرجل الذي آواه
 

تم نسخ الرابط