عاشق ظالم كامله
المحتويات
من شقته..
سمر بابتسامة صفراء تقوم بوضع الملح فوق حراج امانى تلهبه لعلها تخرج منها بالمزيد من تلك الافعال المتهورة قائلة بلهجة مدروسة لا توقعها فى الخطأ
هو من ناحية كويس فهو كويس وبخير وزى الفل..الظاهر ياامانى الرجالة بتوعكم كانو من ورق ومنفوخين على الفاضى
اتسعت ابتسامتها تلمتع عينيها بشامتة وهى تكمل و تزيد من وضع الوقود فوق النيران
اجابتها امانى بغموض
متخفيش استحالة هيجى فى دماغهم ان حد من طرفنا اللى عملها ..وخصوصا بعد اللى هيحصل وهتشوفى ده بنفسك
عقد سمر حاجبيها بعدم فهم متسائلة بحيرة
وده هشوفه فين ان شاء الله بقى!
يلا سلام ياسمر دلوقت..اشوفك قريب يا حبيبتى
اغلقت الهاتف فى وجهها دون ان تمهل لسمر فرصة للرد وقد توجست ملامحها وهى تلقى بهاتفها بشرود ثم اخذت تفرك كفيها بتوتر وقلق تحاول فهم ماتقصده تلك الحية بحديثها الاخير فقد اصبحت تصرفاتها غامضة خارجة عن المألوف لكنها لن تعترض فهى فى كل الاحوال تخدم لصالحها لذا لن تحاول ايقاف اى كان ما تنتويه...
هيبقى يومك هباب لو طلع انت ياحسن ومكسل تفتح بمفتاحك
فتحت الباب تهم بالصړاخ على الطارق لكنها توقفت ذاهلة تتطلع باستغراب الى ياسمين ووجها الشاحب وهالات عينيها السوداء التى تدل على عدم النوم قبل ان ټنفجر بالبكاء ترتمى فى احضان سمر مستنجدة بها قائلة
قلبت سمر عينيها تكاد تصرخ حنقا فهى ليست فى مزاج لتحمل نوبات هسترية ياسمين ولا تدللها الان فيكفيها ما حديثها منذ قليل من تلك الغبية الاخرى
لكنها جذبتها معها الى الداخل وهى تتمتم بكلمات مهدئة مللة تجلسها فوق الاريكة ثم تجلس بجوارها تسألها بهدوء
استنشقت ياسمين الهواء بقوة تحاول الكف عن البكاء قبل ان تقص عليها ماحدث حتى وصلت الى الجزء الخاص بحاډث صالح فتعاود البكاء بقوة مرة اخرى قائلة
بعد ما وصل صالح لما خرج من المستشفى حاولت اكلمه واعتذر له بس هو صدنى وقالى ان ملهوش لازمة الكلام بينا.. وان اول ما صالح يقف على رجله ويطمن عليه هيكلمه هو بابا وينهى كل حاجة
اعمل ايه يا سمر ..بابا وصالح لو عرفوا بلى قلته وعملته معاه هيموتونى فيها
هزت سمر كتفها بعد اكتراث قائلة
بتأكيد تتخلله الشماتة
بصراحة ليهم حق هو فى واحدة تقول الى قلتيه ده
هتفت بها ياسمين بحنق وڠضب رغم بكائها
يا سلام ياختى ..مانت بتقولى لحسن اللى اصعب من كده ..اشمعنا انا بقى
تراجعت سمر فى جلستها للخلف تلوى شفتيها بامتعاض وخيبة امل قائلة
لااا ..ماهو حسن اخوكى ده ملهوش زى ..منزلش منه نسخ كتير فى السوق
عقد ياسمين حاجبيها بعدم فهم لاتدرى اهى تمدح ام تذم زوجها لكنها اسرعت بنفض رأسها بعدم اكتراث تتجاهل حديثها تسألها برجاء
طيب هاا قوليلى اعمل ايه ..صالح وكلها كام يوم وهيقوم ويرجع لشغله مش هستنى لما جرحه يخف انا عرفاه.. وخاېفة عادل يقوله كل حاجة بعدها..يعنى مفيش ادامى كتير
صمتت سمر تنظر امامها بشرود وتفكير لبرهة صمتت خلالها ياسمين على امل ان تجد لها الخلاص اثنائها قبل ان تلتمع عينى سمر بظفر وانتصار تلتفت لها قائلة
لقيت لك الحل ..بس لو حصل هيبقى ليا عندك حلاوتى..اتفقنا
فقزت ياسمين فى جلستها هاتفة بلهفة
وانا موافقة على اى حاجة تعوزيها ...بس متخليش عادل يسيبنى ولا يفسخ الخطوبة
اومأت سمر لها ترسم على ملامحها براءة مزيفة طيبة مصطنعة قائلة
حيث كده اتفقنا ...وهو انا عندى اغلى منك يا بنت خالتى يا حبيبتى علشان اخاڤ عليه ولا على مصلحته
اقتربت منها ياسمين والتى جلست تعطيها انتباهها كله بينما سمر تبخ السم فى اذنيها من خلال كلماتها ترتسم امارات الذهول فوق ملامحها حتى انتهت اخيرا لتهتف بها كالمصعوقة
يخربيت عقلك دانتى شيطان ..جات فى دماغك الفكرة دى ازى
ابتسمت سمر ساخرة قائلة
لاا ياختى موجودة من زمان وعمرها ماخيبت ..انتى بس اللى عبيطة
ياسمين وهى تلوك شفتيها متوترة تسألها بقلق
وتفتكرى هتدخل على عادل لعبتنا دى..ولا هيكشفنا وتبقى مصېبة تانية على دماغى
وضعت سمر قدمها فوق اخرى تهزها بملل قائلة بلا مبالاة
لا متخفيش عمرها ما خيبت معايا..ومتجربة كذا مرة وعن ثقة
نهضت ياسمين من مقعدها فورا تومأ لها رأسها بالموافقة قائلة بتعجل
يبقى خلاص اتفقنا ..شوفى هنفذ امتى وانا جاهزة ..وربنا يستر والدنيا متتقلبش على دماغى اكتر ماهى
جلست سمر تتطلع اليها مبتسمة بثقة وتأكيد قائلة
متخفيش طول مانتى ماشية ورا سمر عمرك ماتخسرى ابدا
تمللت فى غفوتها حين شعرت به يتحرك فى الفراش جالسا به ثم يقوم بأشعال احدى سجائره تفتح عينيها تتطلع اليه خفية لتجده يستند بظهره الى لوح الفراش رافعا ذراعه خلف راسه ينظر امامه يتأمل فى سحابة الدخان المتصاعد من سيجارته بشرود وتفكير عاقدا حاجبيه بشدة وقد ساد الصمت والوجوم الغرفة بعد لقائهم العاصف واشتعال اجوائها بعواطفهم
ليسقط قلبها هى تراه بحالته تلك وقد تبدل حاله تماما عن منذ قليل حين اخذها الى عالم لم يكن به احدا سواهم عالم لم تتمنى الذهاب اليه سوى معه هو
عالم كان فيه معها المراعى الحنون شغوفا بكل تفاصيلها لم يترك لها فيه الفرصة لفعل شيئ سوى بجعلها تلهث من شدة عصف المشاعر بها مستجيبة له بكل جوارحها حتى سقطت اخيرا غافية فوق صدره من شدة الارهاق
لكن ماذا حدث له بعدها خلال هذه الدقائق التى قضتها غافية ..هل ندم على ماحدث بينهم ...هل هاجمته ذكرى مشابهة لما حدث بينهم ولكن مع اخرى سبقتها الى حبه وعشقه على هذا الفراش ايضا
تجمد جسدها حين هاجمتها فكرة اخرى كانت كطعڼة سکين فى قلبها ... تتسأل داخلها مرتعشة بأرتعاب
ان كان يقوم الان بعقد مقارنة بينهم داخل عقله فكانت فيها الخسارة امام من سبقتها
لم تحتمل سوداوية طويلا افكارها تلك وقد اخذت تستنزفها كالعلقة كلما سلمت لها لذا اسرعت تعتدل هى الاخرى فى الفراش تسحب الشرشف لتغطى به جسدها قبل ان تنسحب منه سريعا وبحركات متعثرة لكن استوقفها صوته المتفاجئ وهو يمسك بذراعها حتى يوقفها متسائلا
رايحة فين يافرح.!.
لم تلتفت له تجيبه هامسة بتلعثم
هقوم علشان ...علشان...
متابعة القراءة