قصه جديده لسوما العربي الفصل الأول
ده عايز منك ايه... انا مش نايمه على ودانى.
زمت نجلاء شفتيها بغيظ وندى تسير للداخل متمتهالا عمرى ما جالى كيس زى ده... بترسم على امى يا معلم.. ماااشى.
دلف للبيت وجدهم يجلسون جميعا... يبدوا ان هناك شئ مهم.
نظر لها بشوق...أصبح لا يراها كثيرا وهو يترك لها الفرصة وبعض الوقت كى تهدأ.
لكنها لا تنظر له... وحتى لو تقابلت عيناهم.. تكن نظره عاديه... لا حب.. لا كره...ولا حتى خطط.. لا شئ.. تلك اللمعه التى كانت تخصه بها انعدمت.. حتى فى تلك الفترة بعدما رفض حبها يوم اعترافها له لم تكن تلك هى نظرتها كان مايزال هناك شئ.. لكن الآن.. لا شئ... والا شئ هذا ېقتله... كأنه ينحر عنقه نحرا.
تقدم منهم يقولمساء الخير يا جماعه... ايه بتعملوا ايه كده.
قالها بشموخه المعتاد.. سؤال غير مباشر يحافظ على هيبته وبنفس الوقت يعلم ماذا هناك وهل الأمر يخصها او لا.
كانت الإجابة من طرف كارما التى قالتدى ميكا.. كانت بتبعت الرغبات بتاعت الكليات على موقع الوزاره... لسه المرحلة الأخيرة فاتحه من يومين.
وقفت بكبر... لن تسمح له بالتقليل منها ثانيه لمجرد انها لم تصبح دكتورة او مهندسة... لمجرد انها حصلت على درجات سيئة في اختبارها... حتى لو... من قال ان الشأن العالى يكن بدرجات التعليم.. وان كانت بسذاجتها مررت حديثه القديم فلن تمرره ثانيه.
احتد صوته.. عاد لتحكماته الفطرية ولو فى فرصه انك تحسنى كل ده وتدخلى جامعه خاصه خصوصا انى معايا الى يكفى ويفيض.
نظرت له مباشرة فى بؤبؤ عينيه تقول بقوه تؤتؤ.. قصدك انا الى معايا... مش حضرتك خالص... حضرتك مش بتصرف عليا ولا بتتفضل بفلوسك.. ده ببساطة ورثى... حقى.. حضرتك بس واصى عليا لحد ما قريب ان شاء الله هتم السن القانوني.
أمام هو.. فصډمته أيضا لم تكن قليله... خصوصا مع نظرات عيونها تلك.
عامر امممم.. وايه كمان يا مليكه... فى حاجة كمان تحبى تضفيها.
مليكه لما يبقى فى حاجة هبقى اعرفك.. لكن انا هدخل كلية عاديه حتى لو جالى معهد سنتين.. وعايزه عربيتى.. انا قدمت فى مدرسة تعليم سواقه وعايزه اسوقها...عنئذنكوا.
ظل على وضعه... كأنه صنم... من تلك التي كانت تقف تناظره بقوه وتحدى.
اغمض عينيه.... يعلم... لقد اغضبها.. اغضبها كثيرا.
بعد دقائق اجتمع الكل على طاولة الطعام.
ناهد كارما... اطلعى نادى مليكه عشان تيجى تتغدى.
كارما حاضر.
فى نفس اللحظه... دلف محمد للداخل پغضب عامر... فى مشكله.
محمد ال فدان بتوع مشروع العالمين الجديدة.. الف عين اتفتحت علينا فيه... وبيشككوا ان الارض مش من حقنا واننا خدناها برخص التراب رشوة ومحسوبيه.
عامر نعم... ده أنا دافع فيها ملايين ماتتعدش.
محمد بعد الصفقه الاخيره والمكاسب الى حققناها والعيون بقت علينا... عامر.. انا قتيل المشروع ده... انت سامع.. دول نفس الناس اللي مشاركينهم فى مشروع ارض السويس... وعندهم المشروعين مرتبطين ببعض... ده هينقلنا للعالميه... مش هينفع نوقفه.
اغمض عينيه يقول قدامك حلول ايه.
تقدم منه بجشع يقول الحصانه... كرسى في مجلس النواب... والانتخابات قربت... لو نجحت ماحدش هيقدر يفتح بؤو معانا... واسم الخطيب هيبقى مش فى مصر والشرق الأوسط بس.. هنوصل للعالميه بقولك.
عامرلأ لا.. لا يامحمد... انا ماليش فى الجو ده.. ولا عمرى فكرت فيه.. السلطه مش حاجة مفيدة دايما... ساعات بتحطك تحت الميكرسكوب.. خلينا بعيد.. نشتغل ونكسب.. من غير مانبقى تحت العيون.
تدخلت خالته هدى وعيونها تلتمع.
ترى به زوج ابنتها... ستكن هديل زوجة لعامر خطيب... رجل الأعمال والبرلمانى الكبير.
هدىوفيها ايه يا عامر... زيادة الخير خيرين.. وبدل ماتدفع عشان تمشى مصالحك... تبقى انت نفسك حصانه... بيتك ده.. هيبقي حصانه.. محدش يعرف يكلمك.
عامر لأ.. لا بردو.. انا مش موافق.
لكزت هديل بمرفقها فتدخلتعامر...دى هتبقى حاجة كويسة اوى ليك.. وافق دى ميزه واضافه ليك.
قالت الاخيره بنعومه.. تعلم أنها مراقبه من قبل امها.
تزامنا مع هبوط ملكيه الدرج خلف كارما.. تراها مقتربه منه بعض الشئ تتحدث بنعومه.
رفع نظره وجدها تنظر تجاه هديل.. الأكثر انه لم يزجرها... لم يوقفها عند حدها.. أبعدت عينها عنه... تحاول تدربة حالها على اعتياد كل تلك الأفعال.
مجرد أبعاد عيونها عنهم جعله بحالة ضيق... منذ متى لا تهتم بانتمائه لغيرها.
جلست على طاولة الطعام مثلها مثل المقعد الذى تجلس عليه... تستمع لحديث هديل المبالغ فيه معه... ترحاب الكل على وجود علاقة بينهم... تحتسى فقط الشوربه الساخنه... معدتها من كثرة الحزن تؤلمها... والفت تنظر لها وله... تشعر بتغير كبير.. سعيدة لتغير وقوة مليكه لكنها ليست مرحبه بكل ما يحدث.
ولجوار الفت... يجلس نادر يستمع لحديث محمد غير راضى عن كل هذا القدر من الجشع... لا يرى أمامه غير ذلك المشروع الذي سيصل بهم للعالميه.
ابتلعت بعض من الشوربة الساخنه على مضض.. ثم وضعت معلقتها وجففت فمها ووقفت تعتذر منهم.
ناهد بس انتى ما كلتيش حاجة.. طبقك زى ما هو.
نادر مليكه مالك... فيكى حاجة.
احتدت أعين عامر امام هذا الإهتمام الموجه منه لمليكته.
والاكثر هو جوابها الرقيق لهلا مافيش حاجة.. انا هطلع انام شوية بس.
جوابها عادى... لكن بالنسبة لعامر هو أكثر من رقيق.
ذهبت لغرفتها... تشعر بالوحده... حتى ندى ومنذ خطبتها لمازن أصبحت منشغلة به فقط... فتحت هاتفها...ثم تطبيق الفيس بوك.
أخذت ترى المنشورات عليه.. تعلق على أحدهم... دخلت فى الحديث بالتعليقات مع إحدى الفتيات بمرح.
مره وأخرى... ثم بعثت لها طلب صداقة.. قبلته الأخرى.
تناست قليلا جرحها وهى تتعرف على تلك الفتاهالحمدلله تمام... انتى اسمك ايه
الفتاهجودى.. وانتى اسمك مليكه.. صح.
مليكه ايوه صح.
جودى شفته مكتوب كده بس بتاكد يكون اسم بنتك او اسم مستعار.
مليكه لا بنتى ايه.. انا لسه صغيره... 18ونص.
جودى وانا كمان.. 17ونص.
ثم بدأو بحديث طويل مع بعضهم... لم تشعر هى بمرور الوقت وهى تتحدث مع تلك الفتاه العفويه الجميله.
لكن تفاجئت بمن يفتح الباب فجأة ويقتحم غرفتها.
أغلقت الهاتق تقول پغضب ايه ده.. إزاى تدخل كده من غير ما تخبط.
لم يهتم أو يبالى بحديثها إنما قالأظن كده كفاية اوى.. سبتك فتره اهو عشان تهدى.. ياريت نقعد ونتكلم بعقل.
مليكه وحد قالك اني مجنونه مثلا.
عامر مليكه بلاش طريقه الكلام دى عايزين نتكلم مع بعض.
مليكه پغضبهو حضرتك عايز ايه دلوقتي مخليك جاى لحد اوضتى وداخل بالطريقة دى.
عامرعايزك ترجعيلى... عايز نرجع لبعض.
نظرت له تضحك باستنكارنرجع لبعض! مش تعرف انت بتقول ايه الأول.. نرجع لبعض دى تتقال لما يبقي كان فى بنا حاجة... نكون مع بعض في علاقه من اى نوع.. انا وانت عمرنا ما كنا حاجة لبعض... انا لا مراتك.. ولا خطيبتك ولا حبيبتك ولا حتى بنتك
او اختك.. انا بالنسبه لك مش اى حاجة.. انا فرد.. فرد عايش معاك في الاوتيل الكبير ده.. جاى ازاى تقولى نرجع لبعض عايزه افهم.
كل هذا وهو يقف لا يملك اجابه على كل حديثها هذا.......