خيوط العنكبوت فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

بعد..
لحظة الحيرة من اللحظات الصعبة والشاقة على قلب كل انسان وعلى عقله فهي عبارة عن تخبط بين البدائل المتاحة في الاختيارات التي أمامه .
ېخاف أن يأخذ قرار لم يكن في

مصلحته وأوقات تكون الحيرة أمام إختيار واحد ولكنه إختيار مخيف غير مأمون العواقب أو يحتاج إلى تضحية أو تغيير كبير في الحياة فيصاب الإنسان بنوع من التخبط وهو مؤلم جدا لذلك تعتبر الحيرة أسلحة ثقيلة على صدر الإنسان ولكنها لحظة تغيير لأن غالبا يعقبها قرار وهذا القرار يعقبه خطوات في حياة الإنسان .
فهي لحظة يحتاج فيها أن يفهم مشاعره جيدا ويعلو صوت المشاعر لأنه كثيرا ما يفكر في مصلحته ولكنه بالتأكيد عنده شهوات وأهواء وأوقات يفكر في نفسه و في مصلحة من حوله 
هكذا يتقلب سليم على جمرات من الحيرة و التخبط
عودة إلى القاهرة.. 
وعلم حمزة بمن المتسبب بمحاولة قتل سليمبعد الاطلاع على تقرير المعمل الجنائي وبدء في تفريغ الكاميرات الخاصة بالشركة الذي أعطاه إياها سراج. 
وعن التحركات الذي أخبره بها سليم قبل انفجار سيارته لم يذهب إلى أي مكان غير الشركة والفيلا المهجورة القديمة لعائلته.. 
لم يجد شيئا غريبا حدث داخل وخارج الشركة في ذلك اليوم فقرر التوجه إلى الفيلا ونزع كاميرات المراقبة التي فعلها سليم حديثا بعد محاولة قټله أثناء الحفل الذي أصاب به أسر بدلا عنه ومن يومها وهو يحاول تأمين كل شيء حوله وخاص به يذهب إليه ويختلي بنفسه وهناك. 
وبالفعل وجد حمزة بداية الخيط من فك شفرة اللغز من عند الفيلا المهجورة فرغ الكاميرات ورأ شابا في العشرينات من عمره يسير بسيارته خلف سليم يبدو بأنه كان مراقب من قبل هذا الشاب دون أرقام لوحة السيارة وفي فيديو أخر رأ سليم يصف السيارة يوم الحاډث أمام الفيلا ودلف هو لداخل ام الشاب فترجل من سيارته ودار حول نفسه في خوف وترقب ثم اقترب من السيارة وتسطح بج سده أرضا ودلف تحت السيارة غاب عدة دقائق ثم خرج وهو يجفف يده بمحرمة ورقية وألقاها أرضا ثم دس شيئا أخر صغير وحاد يبدو بأنها السکين الذي أستخدمه في قطع فرامل السيارة أذا هذا الشاب هو من فعلها غادر الرائد حمزة مسرعا يقود سيارته متوجها إلى إدارة المرور للكشف عن صاحب السيارة ومعرفته ليتم أخبار النيابة بالأدلة التي تم اكتشافها ويخرج أمر بضبط وأحضار هذا الشاب للتحقيق معه في محاولة قتل سليم ومعرفة من وراءه وهل يعمل تابعا للماڤيا أم لشخص أخر 
كل ذلك سيتم التحقيق فيه لاثبات الحقائق المخفية..
أما عن وضع خديجة بالمشفى أستجاب ج سدها للعلاج وبدءت حالتها في تحسن بعدما علمت بتكذيب خبر ۏفاة فلذة كبدها وهاتفها سليم ليطمئنها عليه وأنه بخير وسيعود إليها بأقرب وقت..
عادت البسمة لمحياها ثانية وأنار وجهها الصبوح وقررت العودة لمنزلها لا تريد أن تظل بالمشفى ورغم قلق أسر ألا أنه أستجاب لرغبتها وفضل أن يباشر عمله بالشركة فيكفي كل ما حدث سابقا يجب عليه الآن الاهتمام بزوجته وطفلة القادم ثم عمله الذي هو جزءا من حياته وأتفق هو وشقيقه أخبار والدتهم بحقيقة والدهم المخادع فضلوا أن تظل صورته في نظرها كما تعودت لم يقدرون على ايزاء مشاعرها وكسر خاطرها يكفي أنها لا زالت تتذكر ذكرياتها الجميلة معه ولا زالت ترأه أمام اعينها أنقى رجلا عرفته وأحبته وأخلصت له حتى بعد مماته فهو بعينيها رجلا لا مثل له سوف يظل هكذا سيخفون الماضي ويدفن للأبد ولن يعود الحديث عنه ثانيا ستبقى الحقيقة في داخلهم فقط وسوف يسعى سليم لتعويض الاناس اللذين تعرضوا لاذي على يد والده أذا كان في أستطاعته فعل أي شيء فلن يتأخر في تنفيذه وسيطوي صفحة الماضي بلا عودة ولن يرغم عقله على التفكير فيه سوء أن يطلب من الله أن يغفر له ويسامحه ويدعو له بالرحمة..
بعد التحريات التي أجراها الرائد حمزة ومعرفة من هو الشاب صاحب السيارة من أدارة المرور وعاد إلى وكيل النائب العام وطلب منه أمر ضبط وأحضار هذا الشاب وتفتيش منزله وبعد ذلك تحرك إلى وجهته ومعه قوة من الشرطة.
في ذلك الوقت داخل منزل رفعت والد ماهر 
جالسا على مقعد بالصالون دون حراك فاقدا الوعي واثر بكاء على وجنته. 
بينما ماهر نائم بغرفته متعب من أثر أحتساء المشروب الذي جعله يسكر ويبوح لوالده بكل شيء. 
نهض عن الفراش بارهاق وهو يضع أنامله أعلى جبينه يشعر بصداع يكاد أن يفتك برأسه وتذكر ومضات من ليلة أمس غادر غرفته ذاهبا لغرفة والده ولكن عندما فتح باب الغرفة لم يجد والده بالداخل هبط الدرج وهو قلق بسبب ردة فعله على ما دار بينهما أمس. 
ظل ينادي والده إلى أن وقعت عيناه على مكان وجوده داخل غرفة الصالون. 
اقترب منه ببطء ثم دنا منه ظن بأنه قد غفلا مكانه جلس على ركبتيه أمام مقعده ووضع كفه على أرجل والده يهزه بلين وهو يردد أسمه بصوت هادئ
بابا.... يا حج قوم معايا أطلع أرتاح في أوضتك 
لم يستجب له والده فعاود هزه ثانيا بقوة أكبر ونهض من مكانه بفزع يربت على

وجنته عده مرات برفق ويحرك رأسه يمنة ويسرة وېصرخ مناديا اياه 
بابا.. بابا
هز جسده بأكمله بين يديه وهو ېصرخ عاليا 
لا يا بابا فوق وكلمني متسبنيش كده قوم زعق اتعصب أضرب حتى أنا موافق مش هعترض قوم يا بابا عشان خاطري متسبنيش أنت كمان وتمشي أنا عملت كل ده عشانك وعشان نعيش حياة أفضل مش ده كان طريقك في الأول زعلان مني ليه بقى قوم يا بابا ارجوك 
ظل يهزه ولكن دون أستجابة فقد صعدت روحه إلى بارئها بعدما أتته نوبة قلبية أثر حزنه الشديد أدت إلى ۏفاته في الوقت والحال.. 
وعلي صوت صړاخ ماهر ولا زال يمسك بكتفي والده يهزها دون فائدة
ثم عاد يجلس بيأس أسفل قدمي والده ودموعه تنهمر على صفيحة وجهه يبكي وينتحب تارة وتارة أخرى ېصرخ مناديا والده لعله يجيبه وهو في حالة صدمة وعدم إستعاب لما يحدث الان كيف له أن يخسر والده أيضا مثلما خسر والدته واشقاءه داخل منزلهم المحترق لن يتحمل تلك الفجعة ثانيا 
أستقام واقفا وهرول مسرعا إلى غرفة مكتب بالطابق الأرضي وفتحه كالمزعور عيناه تدور حوله بكل مكان ثم فتح درج المكتب ليخرج من داخله سلاح صغير فتح خزينته ووضع داخلها رصاصة الرحمة ثم سار بخطوات تائهة عاد إلى حيث والده ثم جلس أسفل قدمه ونظر له قائلا دون تردد
أحنا كان قدرنا ننجى من حريق البيت ونكمل حياتنا مع بعض وأنا مااقدرش أعيش في الدنيا الغدارة دي لحظة واحدة من بعدك 
استمع لصوت سيارة الشرطة نهض ينظر من خلف النافذة ليجد قوة ټقتحم المنزل عاد إلى والده مهرولا وأخرج ورقة وقلم من داخل المكتبة الصغيرة بجانب والده وخطت اعترافا صريحا بخط يده عن كل ما فعله لصالح الماڤيا وأخر ما فعله هو مقټل سليم ثم جلس يحتضن ج سد والده وضغط الزناد لتخرج طلقة مدوية هزت أرجاء المنزل وجعل رأسه تميل على قدم والده
بالخارج كان حمزة يشهر ويركض مسرعا يدق جرس المنزل بعدما أستمع لصوت أطلاق الڼار وعندما لم يتم فتح الباب ركل الباب بقدمة عدة ركلات واتا بعض أفراد الشرطة ساعده في فتح الباب لينفتح على مصرعيه ودلف هو أولا لداخل يبحث بعينه ويجول داخل المنزل ولحقت به قوة الشرطة. 
وقف متسمرا مكانه وهو يرا المشهد الذي تقشعر له الأبدان ثم بعد لحظات تقدم بخطواته من مسرح الچريمة يتفقد ماذا حدث للأب وابنه. 
ووجد الورقة التي كتبها ماهر قبل أنتحاره باعتراف كامل بكل چرائمه. 
نظر حمزة لإحدى الضباط وقال
أتصلي بالمعمل الجنائي والنيابة تيجي تعاين مسرح الچريمة..
مرا أسبوعا وعاد سليم وزوجته إلى القاهرة بعدما تمت التحقيقات مع عمه وايداعه داخل الزنزانة إلى حين أن يتم محكمته وصدور الحكم النهائي على چرائمه..
انكشعت الغمة وعادت الحياة تبتسم لهم من جديد. 
واجتمعت العائلة من أجل تحديد موعد الزفاف الخاص ب سراج وفريدة.. 
وتمت أقامة حفل الزفاف في جو من الألفة والمحبة زفاف هادئ غير صاخب بسبب حالة الحداد التي بها شريف حزنا على زوجته الراحلة وبعد اقتناع فريدة بأن السعادة في الأشخاص لا في الأماكن التي يقام بها الحفل سعادتها الحقيقة بجانب عائلتها وزواجها من حبيبها الذي أختاره قلبها هذه هي السعادة التي تتمناها ولا تريد غيرها..
اقيم حفل زفاف بسيط خاص بافراد العائلة وحضر طارق الذي تقدم من سليم يصافحه بود بعدما تأكد من سعادة حياة مع هذا الرجل لا مع غيره وعلم بحجم المعاناة اللاتي مروا بها سويا تمنى لها دوام الفرح والسعادة وقرر أن يحاول محوها من قلبه وان يتطلع لمستقبله ولم يعد يربط وجوده في شخص عشقه وأنما هو من سيثبت وجوده بنفسه وبثقته وأكمال طريقه ما حدث له ليست نهاية العالم وأنما هي بدايات جديدة عليه أن يكتبها ويخطها بخط يده ويلونها كما يشاء وسينال ما يرضي قلبه وما يستحقه هذا القلب الأبيض الخالي من الضغناء..
وعلى جانب أخر تمت التقاط صورة تذكارية للعروسين برفقة الأصدقاء أسر وزوجته على جانب سراج بجانب فريدة تقف شقيقتها حياة وزوجها والابتسامة تعلو محياهم لتخلد تلك الذكرى السعيدة والفرحة العارمة التي تجمعهما. 
هكذا هي الحياة تأتي الصعاب وتنحل القيود وتختفي الأحزان ويحل مكانه الفرح الحياة يوم لك ويوم عليك ولكن عليك أن تغتم الفرص ولا تدع اليأس وخيبة الأمل يتملكون منكم.
عندئذ تلاشت قيود الماضي والاغلال التي كانت تكبل يدي سليم ويبقى في القلب سر خفي لن يتم البوح عنه.
تمت..الفصل الاول
ذات ليلة من ليالي ديسمبر كان الطقس بردا قارص والرياح شديدة تعصف بالأشجار والنوافذ والشرفات 
تركت فراشها وسارت على أطراف أصابعها تغادر غرفتها قبل أن يشعر بها زوجها ثم دلفت إلى غرفة 
بآخر الرواق سارت ببطئ 
وجدته مغمض العينين 
أنتي هنا بتعملي إيه أنا منبه عليكي ماتدخليش أوضتي مفهوم وإلا هتصرف تصرف مايعجبكيش
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
أصل أسر 
قاطعها بقلق
ماله أسر حصله أيه انطقي 
جتله الأذمة وهو دلوقتي نايم 
زفر بضيق ونظر لها پغضب 
أخد علاجه
أه انا بدهوله بنفسي في مواعيده
أشار بعيناه لباب غرفته وقال 
أتفضلي اطلعي بره واهتمي بصحة جوزك يا مدام
سليم توفيق السعدني شاب في الخامسة والثلاثون من عمره يجلس على كرسي متحرك يمتلك بشره قمحيه وعينان بنيه وجبين واسع معقود وحاجبين كثيفين ولديه لحيه خفيفه وشعر أسود قصير 
كان يعمل قبطان بحريه وتعرض لحاډث افقده وظيفته وظل سجين للمقعد المتحرك منذ خمسة أعوام فقد من خلالهم طعم الحياة 
عندما ټوفي والده باشر سليم عمله بشركة والده الخاصة بالاستيراد والتصدير هو وشقيقه الأصغر أسر الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاما ويمتلك ملامح تشبه ملامح شقيقه سليم 
تركت غرفته پغضب يتملكها من عدم تجاوبه معها وعادت إدراجها الي حيث غرفتها دون أن يشعر بها أحد نور هي الفتاه المدلله لعائله بدراوي قضت دراستها بأمريكا تتميز ببشرتها البيضاء وشعرها الكستنائي وعينان عسلية وجبين صغير ووجه بيضاوي ذات الخامسة والعشرون عاما تزوجت من أسر السعدني منذ عام ولم تنجب حتى الآن 
كانت السيده خديجه تغادر غرفتها وانتابها الشعور بالنفور من تصرفات تلك الفتاة حيث رأتها 
وهي تغادر غرفة ابنها الأكبر في ذلك الوقت المتأخر من الليل
انتظرت إلى أن دلفت لغرفتها ثانيا ثم توجهت السيدة خديجة إلى غرفة في سليم تغلق الشرفة أثر تلك العاصفة القوية 
اعمل ايه بس يا ربي لو اتكلمت هخسر ولادي الاتنين وحد فيهم هيرتكب جنايه ولو سكت أكتر من كده هروح فين من ربنا 
إن ساكتة على الغلط اللي بيحصل يا رب فوضت أمري إليك يا رب 
فتح سليم عيناه بعدما تأكد من مغادرة والدته لغرفته ثم القي الغطاء من على جسده پعنف وظل 
يلهث انفاسه إلى أن أقترب من مقعده المتحرك جذبه إليه وحاول أن يجلس عليه
ثم دفعه إلى 
الشرفة فتحها ودلف لداخلها 
قشعريرة بجسده أثر لفحة الهواء القوية جعلته يرتجف من برودة الطقس
ولكن لم يكترث لتلك البرودة وظل مكانه وكأنه يعاقب نفسه 
تنهد بضيق وشرد بيوم الحاډث الذي قلب حياته رأسا على عقب 
كان عاد من أحدى سفرياته وقبل أن يعود للمنزل قرر أن يذهب إلى والده في شركته الخاصة
بالاستراد والتصدير وهو عازم النية على أن يخبره بأنه يريد الزواج من فتاة أحبها 
عندما وصلا إلى وجهته بمقر الشركة علم من سكرتيرة والده أنه باجتماع فقرر أن ينتظره بمكتبه 
وطلب منها عدم إخبار والده بوجوده لانه يريد مفاجئته
ولكن كانت المفاجأة الأكبر له 
اغمض عيناه بقوة يريد أن يمحي تلك الذكرى من حياته بأكملها 
تململ أسرفي نومه عندما شعر بصداع شديد يحتاج رأسه فتح عيناه باتساع ثم ضغط على أنيابه من قوة الصداع الذي يهاجمه باستمرار 
اشفقت على حالته تلك ونهضت مسرعا لتجلب له الدواء حاولت جاهدة أن تفتح فمه لتدس الكبسولة الخاصة بعلاجه داخل فمه بعد صعوبة نجحت في إعطاءه الدواء 
اغمض أسر عيناه بقوة وثارت رجفة قوية تسري بجسده استمرت لدقيقتين ثم سكن جسده وعاد إلى نومه ثانيا
تنهدت نور بضيق ثم تركت الفراش والتقطت الروب ترتديه واحكمت غلقه على جسدها وتوجهت إلى الشرفة 
تطايرت خصلاتها أثر الهواء منما جعلها تغمض عينيها وعادت بذاكرتها قبل خمسة أعوام 
فلاش باك
كانت برحلة بحرية داخل السفينة وصعدت إلى الطابق الثاني وعندما نظرت لمياه البحر 
شعرت بالدوار وفقدت توازنها وكادت أن تسقط بالبحر
ولكن فجأة أغمضت عيناها بقوة وازدادت نبضات قلبها 
همس بالقرب من أذنها بصوت عذب
ماتخفيش اتنفسي بهدوء أنتي بخير 
وجدت نفسها يمنعها السقوط تطلعت لملامحه وظلت مقلتيها متعلقة بمقلتيه البنية التي أشعرتها بالأمان
عاد يهمس بصوته قائلا
أنتي عندك فوبيا من البحر
همست بصوت مضطرب
مااعرفش
أومأ رأسه بتفهم ثم قال
خلي بالك بعد كده واضح أن جالك دوار من البحر ممكن تنزلي تحت أفضل ليكي
ولو احتاجتي لحاجه أنا القبضان سليم السعدني وتحت أمرك رحلتنا لسه مستمرة مع بعض 
أبتسم لها ثم أبتعد عنها يكمل عمله 
فاقت نور
من شرودها وتذكرها بأول لقاء جمع بينهم شعرت ببرودة الطقس عادت تدلف لداخل وأغلقت الشرفة خلفها 
بمكان اخر في مدينه المنصوره 
حيث تقطن فتاه شابه في مقتبل العمر مع عائلتها البسيطه والديها وثلاث فتايات باعمار متقاربة حيث أن 
الفتاه البكريهحياة تبلغ من العمر اثنان و عشرون عاما

التي تخرجت من كليه حاسبات ومعلومات 
منذ عدة أشهر ولم تحظى بفرصه عمل حتي الآن تليها شقيقتها 
الوسطه فريده التي
تبلغ من العمر التاسع عشر عاما وتدرس بكليه التجاره 
أما الصغري أمل ذات السادسه عشر عاما وتدرس في المرحله الثانويه 
دلفت الام غرفة بناتها لتتاكد بأن شرفتهم موصده ثم دثرت كل منهم بالعطاء جيدا بسبب بروده الطقس 
وبعد ذلك غادرت الغرفه بهدوء وعادت الي غرفتها لتجد زوجها قد استيقظ 
هتف فاروق قائلا
ايه يا ام البنات اطمنتي عليهم 
دلفت واعتلت الفراش بجواره وقالت
اه الحمد لله الفرانده مقفوله الجو الليله قالب برد أوي
نهض من فراشه وقال
فاضل ربع ساعة علي صلاه الفجر هقوم اتوضى والحق الصلاه في المسجد 
هتفت معترضه
بلاش يا ابو حياه تخرج صلي هنا ممكن الدنيا تشتي
يا ام حياه الصلاه في المسجد جماعه ثوابها عظيم هقعد اصلي في البيت زي الحريم ولا ايه 
طيب خد البلطو الشتوي وكمان الشمسيه احسن شكله هيمطر 
حاضر 
رفعت حياة الغطاء ونهضت من الفراش حملت الحاسوب الخاص بها من اعلى المكتب وعادت الي فراشها ثم فتحته وبدأت تتصفح الإنترنت للبحث عن عمل
هتفت فريدة قائلة
يا بنتي نامي ماتتعبيش نفسك بابا لا يمكن يوافق تسيبي المنصورو
زفرت بضيق وارتدت النظارة الطبية ثم تطلعت لشاشة الحاسوب وقالت
مافيش فرصة عمل واحدة هنا لكن مصر أم الدنيا واقدر القي فرص كتير في مجال دراستي وحتي لو مش نفس مجالي بس باب العمل هناك مفتوح وافضل من هنا بكتير 
خلاص اقنعي بابا الاول وبعدين دوري على الفرص الكتير إللي بتقولي عليها 
هتفت بإصرار وحماس
لا الاول تكون الفرصة قدامي وأن شاء الله بابا يوافق 
طيب أنام أنا بقا عندي جامعة لصبح 
تصبحي على خير يا قلبي
ظلت تتفحص المواقع الخاصة بفرص عمل خاصة بالشباب الي أن وقعت عيناها على إعلان 
خاص بمجموعة شركات السعدني
السعدني جروب توفر فرص عمل للشباب خارجين الجامعات في كافة 
المجالات كما تساعد الدوله في إيجاد فرص عمل وكل عام تستقبل الشباب 
لوظائف شاغره لتقضي علي البطالة
بعدما قرأت الإعلان هتفت بفرحة قائلة
وجدتها 
قضي الليل بالشرفه ولم يشعر بشروق الشمس كان هائما بذكرياته المؤلمة
فاق من شروده على صوت شقيقه الذي طرق غرفته عدة مرات وعندما لم يأذن له بالدخول دلف هو بقلق يتفقد شقيقه الأكبر 
وجد الغرفة فارغة ولكن لمح باب الشرفه مفتوحا تقدم إليه بخطوات واسعه وتفاجئ بوجود شقيقه هتف أسر بقلق 
سليم انت عندك بتعمل ايه ثم أردف قائلا
اوعي تكون مكانك من امبارح الجو كان صعب جدا 
هز رأسه بنفي وسحب المقعد المتحرك يدلف لداخل الغرفه
لا انا صحيت بدري وحبيت اشم هوا بس 
طيب يا حبيبي اجهز عشان نروح الشركه سوا
لا انا ورايا مشوار مهم الاول هخلصه قبل ما اروح الشركه 
تمام براحتك هنتظرك علي الفطار ما تتأخرش
أومأ رأسه بخفه وهو يدلف لداخل المرحاض ثم غادر أسر الغرفه وهبط الدرج
الي حيث غرفه المائده
صباح الفل يا ست الكل
ابتسمت بحب وقالت
صباح الهنا علي حبيبي انا 
ثم نظرت له بتسأل
امال فين نور مش نزلت معاك ليه
قال بهدوء وهو يتناول شطيره الخبز
لا نور لسه نايمه قلقتها كتيره امبارح وهي نامت متأخر
هتفت بقلق وهي تضع كفها اعلي كفه 
مالك يا حبيبي انت بخير تحب نروح لدكتور 
ربت علي كفها وقال 
مافيش داعي يا حبيبتي أنا بخير نوبة وعدت زيها زي غيرها ومافيش جديد 
غادرت المصعد وعندما استمع لحديث شقيقه اليأس ثم تنهد بضيق وقال بصوت جاد
صباح الخير يا أمي 
صباح الخير والسعادة يا حبيبي يلا افطر قبل ما تنزل الشغل
وضع مقعده المتحرك بمكانه المخصص ونظر إلى شقيقه وقال
أسر لو مش مرتاح للدكتور عادي نغيره لكن مش عاوز أسمع نبرة صوتك اللي كلها يأس دي تاني 
هتف بحزن 
مش هتفرق كتير يا سليم 
نظر له بحدة وقال 
لو عاوز تسافر أمريكا تعرض نفسك على الدكاتره هناك أنا هخلي سراج يخلص 
كل الإجراءات المطلوبة ومش عاوز أشوفك بالشكل ده مفهوم
لم يتناول الإفطار سحب مقعده المتحرك وغادر الفيلا ليجد السائق الخاص 
به ينتظره تقدم منه بثبات ثم ساعده ودلف لداخل السيارة وسحب السائق 
المقعد وطواه ووضعه بحقيبة السيارة لخلفية ثم استقل مكانه خلف عجلة 
القيادة وانطلق في وجهته 
نظرت له والدته بحنان وقالت
أخوك عنده حق بلاش يأس يا حبيبي وربنا جعل الطب والدواء أيه 
رأيك في كلام أخوك تسافر أمريكا أنت ومراتك وتعرض نفسك على اكبر 
دكتور هناك وأن شاء الله الشفاء يكون علي يده
لوي ثغره بضيق وقال
يا ماما إللي عندي صعب الشفاء منه 
طيب يا حبيبي عشان خاطري أنا نحاول كمان ومنها تسافر تغير جو أنت 
ومراتك وتجدد شهر العسل يا سيدي 
تطلع لوالدته بحب ثم أبتسم لها وقال
والله هي فكرة حلوة خصوصا أن
عيد جوازنا باقي عليه أيام
هتفت خديجة بخجل
من غير ما ادخل في خصوصياتك بس أنت بقالك سنه متجوز ومافيش اي خبر يفرحنا كده 
اختفت أبتسامته وقال بصوت يملئو الأمل
والله يا ماما أنا نفسي جدا بس بصراحه نور مأجله الحكاية دي 
ليه يا حبيبي هو في احسن من أن ربنا يرزقكم بالأطفال اللي تنور حياتكم وتسعدكم وتزود
 

تم نسخ الرابط