ندوب الهوي ندا حسن
المحتويات
هذه العائلة يتحرك هو ظهور ذلك المچرم الطامع في جمالها ورقتها وما دفعه ناحيتها هو شعوره بضياعها من بين يديه ورؤية كم هي صعبة المنال..
ألم تكن كل هذه أسباب تعيسة تحزن الجميع في وجودها!.. ولكن الآن كم هي أسباب جابرة رائعة مقدمة من الله عز وجل لأجل اخلاصهم وصبرهم وقلوبهم النقية الطاهرة ليست هي وشقيقتها فقط بل و جاد ومعه ابن عمه وشقيقه سمير..
تأكدت كل منهن أنها تحمل داخل أحشائها طفل صغير مشترك بينها وبين زوجها الحبيب تأكدت كل منهن أنهن داخلهن نتيجة حب طاهر نقي اجتمعوا به في حلال الله
ورضاه عليهم..
كم هي فرحة كبيرة ورائعة كم هو إحساس لا مثيل له وشعور لا يوصف لا استطيع ببضع كلمات أعبر عنه..
والقلب لا يهوى سوى قليل من الكلام المعسول وأفعال مرضية تقول أن ليس هناك غير الحبيبة الأولى والزوجة الأخيرة وما بين هذه وتلك أنت فقط حبيبتي الموجودة على حبال أفكاري وشرايين قلبي..
وعدت مريم هدير أنها لن تقول لأي شخص ما الذي حدث معها ولن تتحدث لأي شخص وتبوح بحملها إلا عندما يعلم زوجها جاد أولا وتبادلت الوعد معها أنها لن تخبر أي أحد إلا عندما سمير يعود من سفره ويعلم ولكن ستخبر جاد من المؤكد لتجعل فرحته أكثر وأكثر ولترى السعادة بعينيه وكامل جسده بسببها وبسبب نطق هذه الكلمات من فمها وبين شفتيها..
تناست كل شيء تعيس وحزين مرت به معه وإن أتت لتتحدث عن الحب فالحزن معه كان قليل تذكرت الفرح والسعادة تذكرت كل لحظة رضا وحنان أتت
منه وتركت
كل ما مضى والآن هي تبدأ بداية جديدة لهم هم الاثنين وثالثهم..
ارتدت قميص وردي من القطن يصل إلى
بعد ركبتيها بقليل يلتصق على جسدها وعليه رسمة كرتونية شهيرة فتحة صدره دائرية متسعة وحمالاته عريضة للغاية تغطي أكتافها..
حضرت طعام العشاء الذي كانت أنهت تحضيره قبل رحيلها إلى الخارج مع شقيقتها ووضعت كل شيء على السفرة في غرفة الطعام وكان جاد يقوم بغسل يديه بعد أن استقبلته بأروع ابتسامة لديها والحماس داخلها وكأنه بركان يثور أمامه..
الكشري ده شكله يفتح النفس يا وحش
ابتسمت وهي تقدم الطبق إليه ليأكل كما يحب وترفرف داخلها لأجل عودة لقب الۏحش الذي أطلقه عليها قائلة برقة وحنان
بالهنا والشفا يا حبيب الۏحش
نظر إليها بعمق وداخله يدعو الله ألا يحدث بينهم مشاكل بعد الآن فهي أطيب قلب قد رآه وبعد كل ما حدث سامحته وتؤدي واجبها أمامه بكل حب
ايه الرضا ده كله يا ست هدير.. هتعود على كده
رفعت عينيها عليه ومحت ابتسامتها ثم قالت بجدية وعمق صادق داخلها
من امتى وأنا مش معوداك على كده يا جاد! إلا لما تكون أنت اللي مش عايز وواخد جنب لوحدك
ترك الشوكة من يده وأقترب بوجهه منها يحاول محو هذه اللحظة الجدية التي وضعتها بينهم لتتذكر اشياء يعملون على محوها وقال بوضوح ومرح
طب تعرفي بأمانة أنا مش بفهم.. آه والله بأمانة مهو اللي ياخد جنب بعيد عن القمر ده يبقى مش بيفهم
ابتسمت وهي تعاود وضع الشوكة بيده ليأكل وقالت بتهكم ليفهم حديثها جديا وقد أوصلت له ما تريد بالفعل
طب يا سيدي أفهم من يوم ورايح بقى
حاضر يا وحش
أكل طبقه بالكامل بشراهة وظهر جوعه أثناء تناوله الطعام لأنه لم يصعد لتناول الغداء بل من الصباح إلى الآن لم يأكل شيء سوى وجبة الإفطار وضعت له هدير مزيد من أصناف المعكرونة في طبقة وأضافت له كثير من الأشياء ليبدأ يتناول مرة أخرى فهتف هو قائلا
لأ بجد الكشري ده مفيش منه.. شكلي طول عمري باكل اونطه
ضړبته في يده بخفة قائلة بحدة
متقولش كده على أكل ماما فهيمة أحسن والله أقولها
لمعت عينيه الرمادية بطريقة درامية للغاية وهو يبتلع ما بحلقه قائلا بعتاب زائف
تبيعي جوزك لحماتك!.. أهون عليكي
تعلم أنه يمزح ليس إلا ولكن نظرته وعتابه لها بهذه الطريقة جعلها ك الأم
عندما يعاتبها طفلها بطريقة لطيفة لتركها له كرمشت ملامحها بلطف وقالت بنبرة خاڤتة
لأ طبعا متهونش
ابتسم باتساع وهو ينظر إليها بحب خالص وبادلته الابتسامة والحب كمثل وداخلها تتوق لتجعله يعلم أن هناك زائر يود أن يأتي ليكون معهم إلى الأبد.. فقط ينتهي من طعامه ثم ستخبره كل شيء..
أخرج جاد هاتفه أثناء تناول طعامه ووضعه أمامه على السفرة جوارها لأنه ضايقه في جلسته وجعلها غير مريحة.. أكمل طعامه بهدوء معها بين مرح وضحك وسعادة كبيرة احتلت الجلسة مرة واحدة وقد راقه هذا وبشدة..
دق جرس الباب فجأة فنظرت إليه تتسائل بعينيها من قد يأتي إليهم الآن وقف على قدميه وقال بجدية
خليكي هنا وأنا هشوف مين
أبتعد عن مقعدة واتجه ليفتح باب الشقة ولكنه استدار عندما وقف على أعتاب باب الغرفة قائلا مرة أخرى بنبرة رجولية جادة
متطلعيش برا الاوضه علشان لو حد جاي من الجماعة
أومأت إليه برأسها مؤكدة أنها ستفعل هكذا وخرج هو ليرى من الطارق
أكملت تناول طعامها بهدوء وداخل رأسها أمور كثيرة وعدة تحاول أن تبعدها عنها سواء كانت سعيدة أو حزينة فهي فقط تود أن تعيش هذه اللحظة وتخبره أنه سيكون والد عن قريب..
رنة بسيطة وإضاءة خاڤتة يخرجون من هاتف جاد امامها لم
تكن تريد أن تعرف ما هذا ولكن عينيها هي من وقعت على الشاشة عندما أضاءت ليس أكثر من هذا فظهرت أمامها رسالة عبر الواتساب تأتي باسم كاميليا!!..
مرة أخرى كاميليا بحياتهم!. هل مازالت كما هي هل هو يتحدث معها بعد كل هذا هل هي أهم من زوجته وعائلته ليبقى على تواصل معها!..
نظرت إلى الهاتف بعمق وحزن شديد احتل مجلسها وكيانها بالكامل!.. تركت الشوكة من يدها وعادت بظهرها إلى الخلف وملامحها قد تحولت إلى شخص آخر من الأساس انطفئ واسودت شاشته وبقى على وضعه
ولكنها لن
تكون كذلك بالمرة..
امتدت يدها إلى الهاتف وأخذته بين يديها لتفتحه بسهولة حيث أنه لا يضع له كلمة مرور مما أدى إلى ظهور اسم كاميليا على الشاشة..
فتحت الواتساب الخاص به لترى أخر رسالة أتت له من تلك المراة نظرت إلى الرسالة بدقة من الخارج ولم تفتحها حتى لا يظهر له أن هناك من رآها قبله وستكون هي من المؤكد..
ده اللوكيشن يا جاد
هذه كانت رسالتها له أو هذا ما ظهر منها ترى ما الذي يوجد خلف هذه الرسالة وهذه المحادثة ما بها من الداخل!.. لم يأتي بخلدها بيوم من الأيام أن تبحث خلفه أو تشكك به لم تفكر بأنه قد يفعل هذا بها وقالت أنه رجل صالح آمين لا يفعل بها هذا ويغضب الله عليه!.
رسالة أخرى قد بعثت والهاتف بيدها تهتف باسمه وبجانبه علامة استفهام تدل على أنها تريده أن يجيب عليها. أو لما لا يجيب عليها!..
خرجت من هذا التطبيق ثم ذهبت إلى سجل المكالمات لتراه متحدث معها بالأمس!.. بعدما هبط من عندها من هنا!.. بعدما قام بمصالحتها والحديث معها بكامل اللين ووعدها أنه لن يزعجها بهذه المرأة وسيضع لها حد لأن علاقتهم ووجودها معه أهم شيء..
خرجت من كل هذا ثم محت آثار دلوفها إليهم وتركت الهاتف كما هو في مكانه وداخلها دوامة تكاد تبتلعها والأفكار تداهمها بشراسة وعقلها لا يرحمها وحزن قلبها ازداد أضعاف أي موقف حزن قد عليهم فهو يخفي عنها شيء كبير يفضل عنها إمرأة أخرى ېكذب عليها ويتحدث معها ېخونها!...
خرجت دمعة من عينيها في لحظة وهي غير منتبه لتفكيرها ودموعها الذي خرجت خلف واحدة فقط وأعلنت الحداد على كل شيء مسحت دمعاتها سريعا لأنه سيدلف في أي لحظة لن تبكي.. مستحيل أن تبكي ولن تعطيه فرصة في فعل ذلك فيكفي بكاء بسببه إلى الآن فهي ستتبع مبدأ البادي اظلم يا جاد الله
عاد جاد مرة أخرى وجلس على السفرة بهدوء كما كان وأبعد طبق الطعام من أمامه لأنه بالفعل قد امتلأت معدته بالطعام أبصرها بهدوء وقال دون أن تسأله
دي أمي بعتالنا فاكهة مع الواد ياسر ابن عبد الله دخلتهم المطبخ
لم يستمع منها ردا بل بقيت تنظر إليه نظرة غريبة لم يفهمها وكانت أقرب للحزن لو فسرها جيدا ابتسم بغرابة وهو يقول
مالك
أجابته بصوت خاڤت ساخر
بذات الوقت ساخر من نفسها وذلك الموقف الذي وضعت به معه
ماليش
شعر أن هناك خطب ما بالأخص بعد إجابتها بتلك النبرة وهذه النظرة ما الذي حدث في لحظات ليجعلها هكذا استمع إلى سؤالها الواضح تقول
هي الست اللي اسمها كاميليا لسه على تواصل معاك ولا بعدت
لا يدري ما الذي جعل هذا الأمر يعود على خلدها من جديد لقد كانت لحظات سعيدة الآن يا زوجتي الحبيبة لما تودين ضياعها!. ابتسم بسخرية كاذبة يود أن يوضحها لها ولكن ليته لم يفعل
تواصل!.. بعد اللي عملتيه ماظنش
ابتسمت هي الأخرى تبادلة بنفس السخرية وودت وبشدة لو تبكي الآن وتفرغ عينيها من الدموع الذي داخلها بالكامل ولكن لن تفعل يا جاد
أحسن بردو
عاد جاد بظهره إلى ظهر المقعد وأردف بعد أن تذكر بجدية يتسائل عن حال شقيقتها
صحيح مريم طلع مالها
حامل
دون سابق إنذار ودون أي مقدمات ودون رسم أي تعابير على وجهها ألقت هذه الكلمة البسيطة المكونة من أربع أحرف أمام وجهه وعلى مسامعه بقوة ووضوح تام والحدة ظاهرة في نبرتها ولكنه تغاضى عنها..
تغاضى عنها عندما استغرب إجابتها السريعة ولكن سريعا هو الآخر فهم ما الذي القته عليه فتقدم إلى الأمام مرة أخرى بلهفة وحماس كبير ظهر على عينيه الرمادية الذي ظهر بريقها
بتتكلمي
جد!.. مريم حامل!
أومأت إليه بقوة وهي تنظر إلى فرحته وحماسه الظاهر لأجل ابن عمه من المؤكد أبصرت جسده بالكامل وهو يتحرك پعنف غير متزن من فرط السعادة
متابعة القراءة