شيخ في محارب قلبي رحمه نبيل
اللحظة لا يتمنى ابدا أن تستيقظ وتراه بهذا الشكل
وبمجرد أن نزع رأسها من على صدرها ووضعها على الفراش حتى انتزع جسده من الفراش بسرعة وهو يغادره ببطء حذر يبتعد للخلف بظهره موجها نظره لها يود ارتداء ثيابه قبل أن تستفيق لكن ليست كل الاماني تتحق فبمجرد ابتعاده عنها حتى شعرت فاطمة وكأنها سحبت فجأة من ذلك الدفء والقيت ارضا پعنف لتفتح عينها بانزعاج تنظر حولها لترى الشيخ أمامها ينظر لها بشكل غريب متراجعا للخلف وكأنه لص وكان فقط يرتدي شورت ولا شيء آخر
توقف زكريا عن التحرك وهو ينظر لها پصدمة وهي تبادله نفس النظرات استمر الوضع لثوان دون أن يقدم أحد على التحرك انشا واحدا وكأنهما تجمدا
ماسة هي اللي قالتلي
تحدثت شيماء بخجل تكاد تبكي مما وضعت فيه نفسها بسبب الغباء مشيرة لماسة التي تدعي الإغماء بشكل مثير للضحك مخبرة إياهم أن ماسة هي صاحبة الفكرة
اقترب هادي وهو يلوي شفتيه لأعلى بتشنج ناظرا لشيماء ثم تحدث بسخرية كبيرة
هو انا بمشي زي ما بتعملي كده
نظرت له شيماء بخجل شديد لينظر لها هادي بحنق وهو يتحدث بغيظ
بعدين انا بمشي فاتح رجلي بالمنظر ده ليه عندي تسلخات
احمر وجه شيماء بشدة من حديثه تنظر له بحنق لكن ليس هادي من يصمت ليكمل حديثه بسخرية لاذعة
تأفف رشدي مما يحدث ليتحرك جهة زوجته التي تدعي المۏت تقريبا فهذا ليس مظهر مريضة نائمة ابدا وقف رشدي أمام الفراش وهو يهز ماسة بسخرية
ماسة يا حبيبتي أنت عندك حمى مش مېتة محروقة
استمرت ماسة في ادعاء الإغماء ليقترب منها رشدي مبتسما بسخرية وهو ينحني مقتربا منها بشكل كبير مستغلا انشغال شيماء بشجارها مع هادي الحانق
طب على الاقل دخلي لسانك بدل ما أنت شكلك زي المخڼوقة كدة
لم تتحرك ماسة سنتي واحد أو ترمش حتى ليبتسم رشدي وهو يقترب مقبلا وجنتها بحنان شديد لعدة ثوان قبل أن ينتبه أحد ليجد ماسة تستدير للجانب الآخر وهي تعطيه خدها الآخر ليقبله
زفت يا هادي خلاص خلصنا
رمقه هادي بحنق شديد وهو يهدر معترضا ملوحا بيده
يا عم اسكت شوية خلينا نشوف حكاية نفخة الصدر دي ايه ياختي شايفاني ماشي نافخ صدري ولا فاتح رجلي ولا كأن عندي
خجلت شيماء بشدة من حديثه ليرمقه رشدي بغيظ شديد صارخا في وجهه أن يكف عن حديثه الوقح
ثم نظر لماسة التي استفاقت واخيرا وهي تجلس معتدلة على الفراش ليقترب منها بحنان شديد يضع يده على وجهها مربتا عليه بحنان
حبيبي عامل ايه
ادعت ماسة الڠضب فهي لا تنسى صراخه
مش بكلمك
ضحك رشدي عليها ثم جذب وجهها مجددا له وهو يقترب منها بشدة هامسا بحب
واهون عليك
ما انا هونت عليك يا أباظة
اقترب رشدي منها أكثر وأكثر حتى كاد وجهه يلامس وجهها قائلا بحب شديد
قلب وروح أباظة
كان رشدي ينظر بعشق لماسة وهو يهمس لها بكلماته المعتذرة عما بدر منه أثناء غضبه وما كاد يضيف كلمة حتى وجد هادي يطل عليهم من الاعلى وهو يقول ببسمة غبية
بمناسبة اللحظات السعيدة دي والمود الرايق ده يا أباظة اروح اجيب امي والخلاط وتجوزني اختك
رفع كلا من رشدي وماسة وجههما لهادي الذي كان بسمته البلهاء تزين وجهه مضيفا
متجوزني اختك يا أباظة وخليك جدع
انتفض رشدي نافضا ذراع هادي عن كتفه وهو يتحدث بحنق شديد
يا بني ارحم امي يابني
دخل في ذلك الوقت ابراهيم وهو يحمل بعض الطعام ليفاجئ بحضور الجميع وينتبه لرشدي الذي ركض عليه سريعا وهو يقبل يده متوسلا إياه أن يخلصه من هادي الذي أضحى كالعلقة
ابوس ايدك ابوس ايدك خلصني منه يا حاج اقولك منك ليه يعني اعتبرني معرفش شيماء دي ولا اقربلها اصلا خلي كلامه كله معاك خليه يعتقني ابوس ايدك
صمت قليلا ثم قال ببسمة مچنونة
اقولك حاجة احسن خده وخد بنتك واطلع على اي مأذون وجوزهم واديها ليه يروح بيها
رشدي
تحدثت شيماء بخجل شديد لحديث أخيها ليتجاهلها رشدي وهو ينظر باستجداء لأبيه الذي نظر له بسخرية ثم تحدث بدرامية كبيرة
يا اما قولتلك يا بني وحذرتك إياك وصداقة الهبل بس انت عملت ايه روحت وصاحبت اعبط اتنين في الحي كله اشرب بقى
أنهى ابراهيم حديثه وهو يضع حقائب الطعام ارضا ثم خرج وهو ينظر لابنه بتأثر شديد
إياك والعبط يا بني إياك والعبط
نظر رشدي لاباه بغيظ وهو يتبعه صارخا بحنق
خد يا حاج هنا لسه مخلصناش كلام
نظر هادي لرحيل رشدي وابراهيم ثم تحرك خلفهم فاتحا قدمه كما كانت تفعل شيماء راكضا بنفس الطريقة التي كانت تركض بها وهو ينادي رشدي بصوت رخيم جدا وبنفس طريقة شيماء
رشدي رشدي
فزع زكريا من صړاخ فاطمة الذي صم اذان الجميع لينطلق دون شعور منه منقضا عليها يكتم فمها وهو ينظر للباب بړعب
اششش اسكتي استري عليا ابوس ايدك هيفتكروني بعمل حاجة غلط
نظرت له فاطمة بړعب وهي تراه الجذع لتدفعه پعنف شديد ثم انتفضت من الفراش وهي تصرخ متجه صوب الباب لكن وقبل أن تفتحه شعرت بزكريا يجذبها من الخلف مانعا إياها من الخروج وهو يتحدث لها
يرضيك يعني تفضحي جوزك ولؤي يشمت فيا ده لو شافني بالشورت هيصورني ومش بعيد يفرجها للناس بعد صلاة الجمعة ابويا وانا عارفة
توقفت فاطمة عن التحرك وهي تنظر له بتعجب شديد لما يقول متعجبة طريقة حديثه معها فهي اعتادت منه الجمود واللامبالاة هل يحدثها هي الان
انتبه زكريا لهدوء فاطمة بين ذراعيه لذا ابتعد عنها يتنحنح بخجل شديد من الوضع الذي كان عليه ليحمر وجهه دون شعور وهو يفرك عنقه بخجل
اسف مكنتش اقصد
كانت فاطمة تنظر له دون وعي ثم همست وكأنها انتبهت الان
مراتك
لم يفهم زكريا قصدها لتعيد هي حديثها بشكل اوضح
إنت قولت مراتك
ابتسم لها زكريا وهو يهز رأسه
اممم مراتي هما خدروك ولا ايه مش فاكرة أننا اتجوزنا
وانت بقى ما صدقت تتجوز عشان تقل ادبك و تقلع قدامي وانا اللي كنت مفكراك محترم طلعت زيك زي كل الرجالة بتحرككم رغباتكم
تشنج زكريا پصدمة من حديثها ليجدها تفتح الباب وتخرج تاركة إياه في صډمته
خرج زكريا من صډمته على فتحها للباب وخروجها منه ليهرع سريعا ويرتدي ثيابه ثم خرج خلفها ليجدها تقف مع والدته وهي تخبرها أنها راحلة لذا ركض سريعا ممسكا إياها من ثيابها من الخلف وكأنه امسك بلص صغير يسرق حذائه
نظرت فاطمة پصدمة لفعلته لتبدأ التحرك بين يديه بغيظ شديد هاتفه من بين أسنانها
اوعى كده سيبني خليني اطلع
تطلعي ايه طلعت روحك هتطعلي كده
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليشير هو بعينه جهة شعرها فزعت وهي تتحسس رأسها تهدر به أن يغمض عينه ليسخر بها زكريا وقد اكتشف جانبا به جديد لا يخرج سوى مع تلك الفتاة بين يديه
ايه يا ختي خاېفة اشوف شعرك وأنت مراتي ما أنت من شوية كنت هتوريه لأمة لا إله إلا الله ولا هو حرام على بلابه الدوح حلال على الطير من كل لون
فتحت فاطمة فمها ببلاهة لا تفهم ما قال للتو وما كادت تستفسر حتى صړخ بوجهها
ادخلي يابت غطي شعرك
فزعت منه فاطمة وهي تركض سريعا لغرفته باحثة عن حاجبها بړعب من صراخه
انتبه زكريا لنظرات والده و والدته المتعجبة لتصرفاته لكنه تجاهل الأمر الآن يراقب تلك التي خرجت من غرفته ثم تخطته جهة الباب مودعة والدته دون حتى أن توجه كلمة له وماكادت تغلق الباب خلفها حتى تحدثت بحزم
لو سمحت هما اسبوعين ونطلق
وليه اسبوعين طب ما انا ممكن البضاعة مثلا تعيش معايا لشهر لازم يعني أبدلها بعد الاسبوعين مينفعش اعمل طلب إمداد وقت
نظرت له بحنق ثم اردفت بعصبية
انا مش بهزر على فكرة بعد اسبوعين هتطلقني
دفع زكريا رأسها بعيدا عن الباب وهو يتحدث بغيظ شديد منها
اسرحي يا عسل يلا عند بيتك
ثم اغلق الباب في وجهها بحنق شديد واستدار ليجد نظرات والديه ازدادت تعجبا من تصرفاته ليتحدث وكأنه لم يفعل شيء
فيه ايه بتبصوا كده ليه
استيقظ زكريا في الصباح على صوت والدته وهي تنكزه في كتفه لينهض فتح زكريا عينه بانزعاج شديد لاستيقاظه مبكرا فاليوم هو الجمعة وليس أي جمعة بل الجمعة الأخيرة من الإجازة ثم سيعود للتدريس مجددا
نعم يا وداد ابوس ايدك سيبيني انام شوية قبل ما
لؤي يفتكرني ويقولي انزل المحل
لم تجبه والدته بل استمرت في نكز كتفه بغيظ شديد ليفتح عينه بانزعاج شديد وهو يزفر بضيق
نعم يا وداد اؤمري فيه ايه !
لم تجبه دلال بل أشارت على ثيابه أن ينهض ويعطيها لها ضيق زكريا عينيه بتفكير ثم همس بينه وبين نفسه
هدوم وصمت البداية دي انا عارفها كويس اتخانقتي مع لؤي
أدارت وداد وجهها للجهة الأخرى معبرة عن حقيقة ما قال لطم زكريا بحنق شديد
يا مرارك يا زكريا يا مرارك يعني انتم مش بيحلى ليكم تتخانقوا غير الجمعة مش فاهم عشان يعني البركة تحل في الخناقة ولا ايه
أشارت له وداد بحزم أن ينهض ويعطيها ثيابه ليتحدث بحنق شديد
فالحين بس تتخانقوا وكله يجي على دماغي انا
ولا يا وداد مش هديك حاجة عشان اكيد اخدتي دولابي كله
صمت وهو ينهض من فراشه بضيق شديد متجها صوب الحمام متمتما بضيق شديد
والله بعد كده لاخبي هدومي عند الواد هادي
نظرت وداد الحمام بحنق وهي تفتح عينها پصدمة
من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد
مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج
افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على
الدنيا معاكم