روايه بقلم ميرا كريم
المحتويات
وتدلدلي
شهقت الخادمة بينما هي نكست رأسها ولم تجرأ على الرد عليها احتراما لزا الذي كانت غافلة كونه استمع لحديث والدته بالصدفة حين اشتاق لها و اتي يبحث عنها لتستأنف ونيسة وهي تلوي قها
واه كنك ماهترديش ليه حديتي مش لادد عليك ولا ايه!
بكفياك يا أما
قالها وهو يقف على أعتاب المطبخ لتلتفت ونيسة له قائلة
وانا جولت ايه اتشطر على مرتك اللي سيجاك كيف البهيمة
عن اذنكم
تنهد هو بضيق لرؤيتها بتلك الحالة ثم قال لوالدته معاتبا
ولدك راچل يا أما وانت خابرة إكده زين ومحدش يجدر يس وهي مجالتش حاچة
هنا تدخلت الخادمة قائلة
ايوة صوح يا سي حامد هي مجالتش حاچة دي كانت هتطلب مني اطلعلها حتة چبنة من البلاص واني كنت هتحايل عليها عشان تاكل وكل زين للي في بطنها واخر ما زهجت مني جالتلي اسمعي الحديت من سكات على داخلة ست ونيسة
اهه سمعتي بودنك يا أما
هتدافع عنيها ولا
كأنها سحرالك ده بدل ما تطلجها وترميها لأهلها عشان طلعت جليلة الأصل وخانت عيشنا وملحنا وخبصت على ابوك
مرتي مش جليلة الاصل مرتي ست البنات وشهدت بالحج وعاملة بأصلها بدليل انها مفتحتش خشمها وياك بنص كلمة ولا ردت على حديتك الواعر ليها ونجرزتك جبل سابج
لع يا أما مفيش جوة تجدر تجسيني عليكم وهفضل طول ما ربنا عطيني عمر ابركم واتجي الله فيكم وهجبل أيتها حاچة منيكم لكن مش هجبل على مرتي ويكون في معلومك لو تنيتك بتعامليها إكده أني هخدها ون الدار وهروح اعيش مع أهلها في أسيوط
لطمت ونيسة و ولولت قائلة
عاوز تهملني لحالي يا حامد إكده دي اخرتها يا ولدي
ليتنهد بعمق ولم يطاوعه قلبه حين رأى الحزن والكسرة تحتل تقاسيم ها
يا أما الله يرضى عليك افهميني وريحيني
انا هها ومعوزش حاجة تنغص عيشتى وياها وخصوصا أن ربنا عوض صبرنا خير بلها بلاش يا أما تكون سبب في تنغيص عيشتي ولو عندي خاطر عندك حني عليها دي مفيش اطيب من جلبها وبكفاية أن ولدك هيعشجها وروحه فيها
ربنا يخليك فوج روسنا يا أما
اخذت حمام دافئ كي تريح ها وفور انتهائها جلست بروب الاستحمام على ذلك المقعد الصغير أمام مرآتها تمشط شعرها.
فكانت شاردة تتذكر حفل زفاف ميرال وكم كان رغم بساطته إلا أن سعادتهم طغت على كل شيء وكانت دليل قاطع كون السعادة لم تكن يوما بالمال فكم كانت تأمل من بحفل زفاف مثل حفلها ولكن الآن اختلفت قناعاتها ورغم أنه ألح كي يستأنف تحضيراته إلا أنها رفضت رفض قاطع وعارضته فيكفي ان الله عوضها به وأعاده لها لتنعم به وبتلك القطعة التي تأمل أن تشبهه و تنمو بين أحشائها.
قالها وهو يستند على إطار الباب ويكتف ه لتلتفت له وتقول ببسمة هادئة
فيك يا يبي
اتسعت بسمته الدافئة ثم ا منها ان اقفل الباب ثم جلس على طرف الفراش القريب من جلستها
ثم ادارها من جلسته على ذلك المقعد الدائري
بطلي أونطة يا مغلباني وقوليلي كنت سرحانة فأيه
أجابته وهي تنظر لانعكاسهم بالمرآة
ابدا الفرح امبارح كان يجنن وميرال ومحمد كانوا
مبسوطين اوي
هز رأسه يؤها ثم تناول المشط من على التسريحة أمامها وتحدث وهو يمشط به شعرها بحركات حريصة متباطئة
ربنا يسعدهم محمد جدع ويستاهل كل خير
تأهبت قائلة بدفاع قوي
وميرال كمان تستاهل كل خير مش محمد لوحده
اجابها ببسمة مشاكسة وهو منشغل في تمشيط خصلاتها
خلاص متتحمقيش بصراحة مكنتش برتحلها الأول بس وقفتها معاك ودفاعها عنك غيرت رأي فيها
هزت رأسها بتفهم ثم التفتت من جد له ولكن بكامل ها قائلة
انا مبسوطة اوي علشانها ونفسي كمان افرح ل نغم تخيل أن فايز اتقدملها
فايز مين
تلعثمت وهي تنكس رأسها
فايز صا ط
قاطعها أن تنطق مه
متكمليش عرفته بس ده عيل فاقد ومش شبهها
انا كمان كنت فاكرة كده بس هي بتقول أن ربنا هداه وبقى حاجة تانية خالص
أومأ لها ودون ارادة منه تغير مزاجه على ذكر ذلك الشخص الذي عنفه من كي يخبره بمخطط صديقه اللعېن بذلك اليوم المشؤم لاحظت هي وجوم ه وتسائلت
يامن مالك
نفى برأسه ببسمة باهتة وأجابها
واضح كده ان لو حصل نصيب مش هجتمع معاهم ابدا
كلنا كنا ضاي زمان وربنا هدانا واتغيرنا علشان خاطري بلاش تقرر من غير ما تشوفه مش يمكن تبقو اصحاب وين ربنا غفور رحيم إحنا يا بشړ مش هنسامح
تنهد بقوة وهمس
هحاول علشان خاطرك
اتسعت بسمتها ورفعت رأسها له متمتمة بسعادة متناهية
يامن هو انا قولتلك كده إني بك
هز رأسه بنعم لتستأنف هي
بك يا يامن وال كلمة ملهاش قيمة من كتر اللي جوايا ليك
قلب وروح يامن أنت يا مغلباني ربنا ما يحرمني من ك ابدا
ابتسمت باتساع وهامت به قائلة وهي تكوب ه
متقلقش انا هفضل لازقة فيك العمر كله ومش هتخلص مني ابدا
ادار ها ليشرف عليها هامسا بنبرة لعوب تعرف ماذا سيحدث ها
ا ما على قلبي ك انا اصلا مش بعرف اتنفس وانا بع عنك
بك
شاكسها بنبرة لعوب
لأ اثبتي معلش انا مش عايز كلام انا عايز أفعال
ب ح ب ك
اعترض بمكر
اثباتاتك ضعيفة اوي معجبتنيش تسمحيلي بقى اوريك ازاي
دخلت هي الشركة التي تعمل بها و تملكها صديقتها بخطوات اعتيادية رتيبة في طها لمكتبها وما إن وصلت وكادت تضغط على م الباب حين استمعت لصوته الرخيم وجمدت بأرضها فقد رأته يقف مع سارة أمام غرفة مكتبها
متشكر جدا يا بشمهندسة سارة انا كده سددت قيمة التكاليف كلها وبجد سع إني اتعاملت مع حضرتك
الشكر كله ل رهف هي اللي خلصت العيادة في وقت قياسي وطلبت مني اسلمهالك
هز رأسه بحركة بسيطة وا غصة قلبه قائلا
اشكريها بالنيابة عني
عن اذنك
لتسمح له سارة ببسمة عملية ويلتفت كي يغادر ولم يلحظ وجودها ولكن حين أن قلبه علم انها قريبة منه فقد تناول نفس عميق كي عم قلبه الذي يختنق من ة الألم واكمل طه بنظرات ثابتة على باب الخروج دون أن يعيرها أي اهتمام اوحتى يمنحها نظرة خاطفة
مما جعلها تتبع ظهره بنظراتها وتشعر بشيء يثقل قلبها فتلك ليست أول مرة تراه بها ماحدث فقد تعددت الصدف بحكم جيرتهم ولكن هو يتعمد في كل مرة أن يفي بوعده ويتجاهل وجودها حتى انه يتصرف وكأنه لم يصادفها قط بحياته وبطة ما يحزنها الأمر ويثقل قلبها ولا تعرف تفسير لذلك إلا أن وضوحه معها وتحليله لنفورها اخجلها من ذاتها ودون قصد قامت بإيذائه كما تأذت هي.
أخذها للطبيبة كي يباشر حملها ويطمئن على صحة الجنين وهاهم ثلاثتهم يجلسون داخل العيادة ينتظرون دورهم فكانت تتأمل كل النساء من حولها بأنتباه حين مال عليها هامسا
نادين مالك بطلي بحلقة في الناس
تنهدت ونكست نظراتها وقالت متوجسة
يامن هو انا هبقى شبهم كده الشهور الجاية
رفع منكبيه وكأنه شيء بديهي لتشهق هي وتقول بړعب
معقول هبقى شبه البالون كده لأ انا مش عايزة اتخن انا ب ي كده
استمعت ثريا لأعتراضها وطمئنتها قائلة
متقلقيش يا بنتي ك بيرجع زي الأول الولادة كلنا كنا كده
ايوة يا امي طمنيها وين متقلقيش شوية رياضة هيرجعوك احلى من الأول
ليضيف بهمس ماكر امام اذنها
لو إني يت ك وهو كده اكتر
شهقت بخجل ونكزته برفق به موبخة بنظرات زائغة تخشى أن يكون استمع إليهم احد
بطل يا معډوم الادب هتفضحنا ضحك تمتاع على خجلها ثم همس من جد متوعدا
هبطل دلوقت بس لما نروح هعرفك معډوم الادب هيعمل فيك ايه
هزت رأسها بلا فائدة وثبتت نظراتها على لها و تحاول ان تتغلب على توترها وتستمد القوة منه كعادتها ليد هو اكثر على كف ها وكأنه يطمئنها انه معها ويؤازرها بكل اوقاتها وحين رفعت نظراتها إليه غمز لها بتلك البسمة البشوشة الدافئة التي لطالما اشعرتها بالطمئنينة والأمان
دقائق عدة كانت الطبيبة تقوم بفحصها واتمت الأمر بتمدها على تلك الاريكة المكتنزة خاصة الكشف وتمرير الاداة الخاصة بجهاز الماټ
فوق الصوتية على بطنها ساد الصمت لدقائق لحين ابتسمت الطبيبة وهي تتمعن بشاشة الجهاز لتتسائل ثريا مترقبة
خير يا دكتورة طمنينا ربنا يكرمك
هزت
الطبيبة رأسها وقالت مطمئنة
خير يا حجة نادي ابنك علشان يشوف ولاده
توقفت ثريا عند أخر كلمة وتسائلت غير مصدقة
ولاده ازاي يعني
المدام حامل في توأم يا حجة الظاهر قدامي كيسين حمل مبروك
تهللت اسارير ثريا وقالت بفرحة عارمة وهي تربت على كتف نادين التي كانت مصډومة وغير مصدقة
يا ألف نهار ابيض يألف نهار مبروك الحمد والشكر لله ربنا يقومك بالسلامة يا بنتي ويجعلهم بارين بيك وبأبوهم
انا هروح اندهله ده هيطير من الفرحة وبالفعل ما إن فعلت كاد يجن جنونه وهرول إليها بخطوات متلهفة تزف سعادته
ليبتسم بأتساع حتى كادت البسمة تشق ه وهو يرى انعاكسهم المموه على شاشة لتقول الطبيبة وهي تجفف الچل الداعم عن بطنها بأحد المناديل الورقية
مبروك يا استاذ يتربوا في عزك
مش مصدق يا نادين مش مصدق
بجد مبسوط يا يامن
مبسوط ايه انا طاير من فرحتي بيك وبيهم
ربنا يخليك لينا يا يبي
ويخليك ليا يا قلب وروح يامن
تحمحمت الطبيبة كي تقاطعهم
طيب يا مدام نادين هكتبلك على ڤيتامينات وشوية تحاليل تعمليها واسبو وهشوفك تاني علشان اقولك على جنسم
هزت رأسها ببسمة واسعة ليتناول هو من ها الروشتة التي خطتها وتضيف ثريا قائلة أن يغادروا عيادتها
ربنا يكرمك ويريح قلبك يا دكتورة زي ما فرحتينا
كانت تود أن تأخذ وقتها ولذلك جعلته ينتظر قليلا فقد أدلت بموافقتها بالفعل من وتم عقد قرانهم اخيرا شهرين من زفاف اخيها و احتفال بسيط ضم الأصدقاء والاون اصطها هي وبناتهم إلى أحد القرى الساحلية كي يقضوا بها شهر العسل و أن اطمأنوا على بناتهم برفقة دادة مة التي أصر هو أن يصطها كي تقوم برعايتهم خصيصا فقد سار برفقتها إلى ذلك الجناح الفخم الذي قام بحجزه مخصوص لها بأحد الفنادق السياحية الفاخرة.
طالعت شهد الجناح الخاص بهم بنظرات منبهرة للغاية وببسمة هادئة لحين باغتها هو من خلفها مطمئنا
مټخافيش مني يا شهد
تلعثمت وتوترت وهي تحاول تنظيم انفاسها
مش خاېفة بس يعني متوترة شوية
التوتر هيضيع متقلقيش وبكرة تاخدي عليا
هزت رأسها تؤه ليستأنف وهو ير ها كي تواجهه
طيب ممكن تقلعي
اوعي تي عني وتغربيني تاني أنا معاك بحس أني كنت في غربة ولقيت الأمان والراحة والدفى اللي مبتتحسش غير الوطن وأنت وطني اللي كنت متغرب عنه يا شهد
تعالت وتيرة انفاسها
متابعة القراءة