امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
وحزين
_ من وقت ۏفاة بابا وماما اللي يرحمهم وأنا مدخلتش الأوضة دي .. كل ما آجي البيت مش بقدر ادخلها وبعد تفكير طويل دخلتها النهارده أخيرا بعد خمس سنين متخيلة
_ لشو كانت هاي الأوضة !
سألته بفضول واهتمام بعد أن رأت العبوس والحزم على محياه بينما هو فأخذ نفسا عميقا ورد عليها پألم
_ بابا كان أغلب الوقت مشغول ومش بيعرف يقعد معانا فماما اقترحت إننا نعمل الأوضة دي وكنا كل خميس بليل بنقعد كلنا هنا كعائلة نتفرج ونلعب ونهزر .. وكان في قوانين إن بابا بيقفل تلفونه تماما في الوقت ده عشان محدش يزعج جلستنا .. في الوقت ده كنت أنا لسا في الابتدائي ولغاية ما وصلت للثانوي واحنا كنا مواظبين على العادة دي .. وحتى لما بقينا مش بنعلمها كل اسبوع زي الأول كنا كل فترة والتانية بنيجي نقعد هنا كلنا مع بعض .. بس بعد الحاډث وبعد وفاتهم أنا سافرت تاني لأمريكا ومبقتش بنزل مصر إلا زيارات قليلة وكأني بهرب من ذكرياتهم في البيت والأوضة دي بذات
________________________________________
ولن تتركه .
أخفض نظره إلى كفها الناعم الذي يحتضن كفه ولاحت ابتسامة محبة على شفتيه وبكفه الآخر أمسك بكفها الذي فوق يده وحتضنه بين كفيه بقوة متطلعا في عيناها كأنه يجيب عليها بنظراته أيضا .. وباللحظة التالية رأته يقترب منها ويلف ذراعيه حول خصرها ويضمها إليها معانقا إياها في رقة هامسا بالقرب من أذنها في نبرة تنسدل كالحرير ناعما
بقدر ما صدمها بضمھ لها بقدر ما أسعدها وكان شعور رائع وهي تعانقه .. فلفت ذراعيها حول رقبته وهمست فى صوت رقيق ساحر
_ أنا دايما هكون موجودة معك وما راح اتركك أبدا
رد عليها بخفوت جميل
_ ربنا يخليكي ليا
لوهلة أحست بنفسها تحلق في السماء من فرط سعادتها وهي تسمع منه هذه الكلمات لأول مرة اتسعت ابتسامتها فوق ثغرها واغمضت عيناها بفرحة تستمتع بأول لحظة لطيفة بينهم .
بعد مرور ساعات قليلة .....
أجاب على الهاتف بهدوء وهو يقود سيارته
_ الو
_ أيوة يا عدنان بيه أنا قلبت الدنيا على نادر ملوش أثر بس عرفت إنه ليه بيت قديم هعرفلك عنوانه فيه وهقولك فورا
_ عايز عنوان البيت ده قبل طلوع الشمس مفهووم
_ حاضر باشا متقلقش كمان كام ساعة بالظبط ويكون العنوان بين ايديك
انهى الاتصال وألقى الهاتف بجانبه على المقعد المجاور وعاد يثبت نظره على الطريق وهو يقود بهدوء .. توقف الطوفان وهدأت العاصفة لكن الخړاب الذي خلفته لن يمحي سكونه غريب وكأنه تحول مائة وثمانون درجة عن الصباح .. الۏحش المخيف الذي كان منذ ساعات أصبح هادئا بشكل ربما يخيف أكثر .
توقف بسيارته أمام منزله ونزل منها ثم قاد خطواته في الحديقة متجها نحو الباب الرئيسي للمنزل أخرج المفتاح من جيبه
_ بتعمل إيه !
عدنان في صوت رخيم
_ ولا حاجة كنت بغطيكي
دققت النظر في وجهه ولا تعلم لما حدثها قلبها بأن هناك شيء حدث خصوصا بعدما سمعت نبرته الرخيمة التي نادرا ما يتحدث بها .. سحبت الغطاء على جسدها جيدا وهي تعتدل في نومتها وتهمس باقتضاب
_ شكرا
تحدث للمرة الثانية يسأل بنفس نبرته السابقة
_ اكلتي
تعجبت سؤاله وطريقته لكنها اماءت بإيجاب في نظرات تطلق علامات استفهام انتصب في وقفته أخيرا وتمتم بإيجاز وخفوت
_ كملي نوم .. تصبحي على خير
تابعته بعيناها في تدقيق وهو يستدير ويغادر الغرفة كانت شبه مدوهشة من هدوئه وأسلوبه المختلف في الحديث .. بعد ثواني معدودة سمعت صوت باب المنزل ينغلق فضيقت عيناها بذهول هل رحل مجددا بهذه السرعة !! وثبت من الفراش واقفة واسرعت نحو الشرفة تنظر منها فوجدته جلس على الأريكة المتوسطة في نصف الحديقة واطفأ جميع الأضواء ليبقى في الظلام الدامس لا ينير الحديقة سوى ضوء القمر الخاڤت .. سؤال وحيد طرحته على نفسها في هذه اللحظة وهي تهتف بحيرة
_ واضح إن في حاجة حصلت