روايه سجينه جبل العامرى بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

 


جيت عملت كده وقربت منك
صمت للحظات وهو يتابع وجهها وملامحها المتغيرة كل لحظة والآخرى ضغط على يدها وهو ينظر إليها بعمق متسائلا
أنتي رفضتي
أومأت إليه برأسها قائلة بتأكيد
أيوه رفضت
سألها مستغربا محركا رأسه بغرابة وذهول ولم يكن يتوقع أن ما قالته سابقا ستفعله حتى وإن أتت إليها فرصة للهرب منه
ليه
جذبت يدها منه بإصرار قائلة بجدية وثقة ورأسها عاليا تنظر إليه بقوة وتأكيد
مش عايزة أخرج من الجزيرة.. أنا وعدتك إني هفضل ووعدت نفسي إني مش هامشي غير لما أعرف كل حاجه بتحصل ووقتها هقرر ايه اللي هعمله

تابعها للحظات ثم سار مبتعدا عنها متجها يفتح باب الغرفة قائلا بانفعال
هي اللي جابته لنفسها
علمت أنه سيتوجه إليها يحاسبها عما أرادت فعله ولم يروقها ذلك الأمر فبهذه الطريقة ستظهر أنها امرأة خبيثة حقودة
جبل رايح فين
لم يستمع إلى حديثها ولم يجيب عليها بل استمر في طريقه إلى الأسفل تخترق كلماتها المنفعلة أذنه
جبل ماينفعش كده أنت عايز تطلعني كدابة مش معقول اللي بتعمله
لحقته وهو يهبط الدرج متقدما للأسفل تمسكت بيده بقوة تحاول إقناعه قائلة بصوت جاد
أنا قولتلك اللي حصل وخلاص مش لازم تعمل مشكلة وتطلعني وحشه كده
أبعد يدها عنه مقررا عدم التنحي عما يريد فعله قائلا بقسۏة وعڼف وهو يدفعها عنه
اخرجي من الموضوع ده يا زينة
أتت والدته على صوتهم المرتفع خرجت تنظر إليه واقفة أسفل الدرج متسائلة باستفهام
في ايه يا جبل
خرجت تمارا وفرح من الغرفة خلف والدته لينظروا إلى جبل و زينة أعلى الدرج بغرابة ولا يفهم أحد منهم ما الذي يحدث..
نظر إلى تمارا عندما خرجت من الغرفة پعنف وقسۏة يبعث إليها من خلال عيناه كم يكرهها ويبغض النظر إليها أبتعد عن زوجته وهبط إليها ليقف أمامها مشټعلا بالڠضب يسألها
قوليلي ايه بقى اللي قولتيه لزينة
تقدمت زينة سريعا تجذبه من ذراعه قبل أن تجيب ابنة عمه قائلة بانفعال
منزعجة من طريقته وما فعله
جبل خلاص محصلش حاجه لكل ده
نفض ذراعه منها وأبصرها بحدة قائلا بغلظة
قولتلك اخرجي من الموضوع ده.. أنا هعرف اتصرف كويس مع اللي زيها
نظرت إليه تمارا بقوة وذهول وعينيها متسعة عليه من هول الصدمة إلى هذه الدرجة أصبحت لا تعنيه في شيء.. إلى هذه الدرجة!.. كررت كلمته پصدمة
اللي زيها
أقتحم مكانها واندفع يتمسك بذراعها قابضا عليه بقوة ألمتها وتحدث أمام وجهها پغضب وعڼف ونبرته لا تحمل إليها إلا القسۏة والبغض
آه اللي زيك.. عايزة زينة تهرب ليه مفكرة أنها زيك مش كده عايزة تسهلي ليها طريق الخروج من الجزيرة وتكرري اللي حصل قبل كده.. عايزة يبقى أنتي بس اللي قدامي
دفعها للخلف بقوة فتراجعت للوراء واستمعت إليه يقول باشمئزاز
تعرفي إن حتى لو زينة مشيت وسابت الجزيرة أنا مش هبصلك يا تمارا.. وجودك زي عدمه في حياة جبل العامري
اغتاظت مما فعلته وكوتها نيران الغيرة مرة أخرى وأخرى فصاحت قائلة ثم وجهت حديثها لها پعنف
هي لحقت تقولك.. أنا كنت عايزة أساعدك يا مدام زينة معرفش إنك عصفورة سريعة كده
بررت زينة موقفها محاولة تجميل مظهرها الذي شوهه هو بفعلته تلك
أنا مكنش قصدي أقوله
صدح صوته عاليا ېصرخ عليها مناديا باسمها لأنها تبرر لها ما حدث
زينة
ضيق عينيه عليها محى كل ما كان بينهم من حب وذكريات أنفاس لاهثة وغرام واشتياق تناسى كل شيء بمجرد تركها له.. إذا فالعودة لا تشكل فارقا..
أردف بصوت حاد غليظ مهددا إياها ټهديد واضح وصريح وهو كفيل به ويستطيع تنفيذه الآن
ده أول وآخر تحذير ليكي يا تمارا.. الغلط الجاي أنا بنفسي هرميكي بره الجزيرة
نظرات ڼارية خرجت من عيناه تجاهها غير مهتم بنظرات عينيها التي تبادلة پصدمة وخذلان تحاول أن تبعثه إليه ربما بعطف عليها ولكنه استمر على وضعه ثم استدار تاركا إياها يرحل عنهم.. لاعنا الساعة التي أتت بها هنا مرة أخرى..
تابعته زينة وهو يرحل فنظرت إليها لتجدها تبعث إليها جمرات من الڼار فقالت بجدية محاولة تبرير ما حدث
أنا مكنش قصدي أقوله.. وافهميها زي ما تفهمي بس بجد مقصدتش
لم تستمر طويلا هي الأخرى وتركتها وذهبت إلى الأعلى غير عابئة بنظراتها الڼارية نحوها المعبئة بالغيرة والحقد الواضحين للغاية.. على ملامحها وحديثها وتصرفاتها..
لم يتبقى سوى هي وشقيقته ووالدته التي تقدمت نحوها لتقف أمامها تنظر إليها بعيون قاسېة عڼيفه لن ترحمها أو تغفر لها..
خرجت الكلمات بقسۏة من بين شفتيها
أنا قولتلك ايه أول ما جيتي يا تمارا الظاهر أنك مفهمتيش كلامي كويس
أكملت بوضوح تستمر في ټهديدها كما فعل ولدها منذ لحظات
زي جبل ما قال.. أول وآخر غلطة والجايه بمۏته لو مش منه مني ولو مش مني منه.. حافظي على اللي باقيلك واكفي خيرك وشرك لنفسك..
استردت بجدية شديدة تؤكد مرة أخرى وملامح وجهها لا توحي بالخير أبدا
زينة ووعد مش هيطلعوا من الجزيرة.. بقت مرات جبل خلاص وهي قاعدة هنا برضاها مش ڠصب
ألقت عليها نظرة أخيرة ثم تركتها ورحلت ولكنها أقسمت بداخلها إن بدر منها شيء آخر ولو كان كالهفوة
 

 

تم نسخ الرابط