الدهاشنه الجزء الثاني
المحتويات
فإتجه ليقرع باب الشقة مرات متتالية حتى فتح بدر الباب فقال باستغراب
_يحيى أنت لسه مسافرتش
هز رأسه نافيا ثم ولج للداخل ومن ثم قصد غرفة أحمد فكاد بفتح بابها حينما استوقفه بدر متسائلا بقلق
_في حاجة ولا أيه
منحه نظرة غاضبة من إيقافه له فأخفض يديه التي تعيق تحرر الباب ففتحه يحيى ثم ولج للداخل ففتح أحمد عينيه بنوم تخلى عنه حينما وجد من يقف أمامه فجلس باستقامة على فراشه وهو يتطلع له بهدوء قاټل بينما جذب يحيى المقعد القريب من الكومود ليضعه مقابله ومن ثم جلس عليه ليتطلع له باهتمام اتبعه قوله
ولعق شفتيه وهو يهم بقول جملته التالية
_أنت مش قادر تفهم إحساس العجز إنك فجأة تكون بتتكلم مع مراتك وفجأة تسمعها بتستغيث بيك وأنت في دولة غير الدولة مش قادر تستوعب الۏجع اللي كنت فيه وانا بحاول اوصل لحد فيكم وفي نفس الوقت خاېف اقفل المكالمة الوحيدة اللي بتجمعني ييها مش قادر تقدر ۏجعي وانا متلخبط ومش عارف احجز وأجهز ورقي ازاي وفي نفس اللحظة اسمع خبر ۏفاة ابني اللي كنا بنستناه أنا وماسة بفارغ الصبر وبنحضر لاستقباله بعد عشرين يوم مش قادر تحس بضعفي وانكساري وحالتي اللي كنت فيها...
_فكرك اني محاولتش انزل وأكون جنبها حاولت أكتر من مرة بس حسيت اني لو شوفتها بالحالة دي هضعف أكتر ومش هقدر أكون سند ليها ولا حتى لنفسي كنت محتاج وقت أقدر فيه استجمع نفسي عشان أقدر أكون جنبها بس للاسف مكنتش أعرف إن بتأخيري ده بعرضها لحالة اصعب من اللي هي فيهايمكن اكون السبب يا أحمد بس انا لسه بحاول أرجعها لطبيعتها ومش همل من ده...
_فأرجوك متكرهنيش بالطريقة دي...
وتركه وكاد بالمغادرة ولكنه توقف حينما استمع لصوته الذي حجر خطاه
_مفيش أخ بيكره أخوه ولا نسيت إنك قبل ما تكون جوز أختي فأنت أخويا..
استدار اليه بابتسامة مشرقة اتبعها قوله المؤكد
_لا منستش.
نهض احمد عن الفراش ثم اقترب منه وهو يطلع للأرض بخزي مما فعله طوال تلك الفترة الماضية فقال بحزن
احتضنهيحيى بسرور وترحاب لاعتذاره فابتسم احمد وهو يربت على ظهره بقوة بينما التمعت عين بدر بالدمع وهو يتأملهما بصمت واهتمام قطع صوت عبد الرحمن ما يحدث بالغرفة حينما قال ممازحا
_صباحكم أيه ده أنا جيت في وقت مش ولابد ولا أيه
_مش دول اللي كانوا مقطعين فروة بعض امبارح ولا أنا بيتهيلي ولا أيه!
لكزه بدر پغضب
_واتصالحوا يبقوا نلم نفسنا ولا أيه
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع
_واحنا نطول يا عم ربنا يهني سعيد بسعيدة..
كف عن الضحك حينما حاوطه يحيى وهو يشدد من غرس أصابعه بكتفيه
تنحنح بجدية وخوف مصطنع
_أنا بقول اتاخرنا أوي..
جذبه بقوة
_طب يلا يا خفيف..
غادروا سويا للأسفل فرفع عبد الرحمن صوته قائلا
_متتساش الاخبار اللي قولتلك عليها يا احمد..
أغلق يحيى الباب ومن ثم لكزه للاسفل فوقف بدرجوار أحمد وهو يتساءل بعدم فهم
_أخبار أيه دي!
ببسمة ساخرة أجاب
_بسلامته وقع لشوشته مع الأجانب وعايز يشغلني عصفورة نقل الغراميات..
انكمشت تعابير وجهه بضيق شديد
_أجانب مين دول!
علم أحمد ما يدور بخلده فقال بخبث
_وده يهمك في أيه يا بدر مش أنت خلاص نسيتها ولا أيه!
جز على أسنانه وهو يسأله بحدة
_متردش على سؤالي بسؤال يا أحمد هو يقصد مين بكلامه ده
أجابه بنظرة شك
_يقصد تالين يا بدر مش رؤى متقلقش..
سكنت معالمه بحرج فمرر يديه على شعره الأسود وهو يتهرب بلباقة
_أنا بقول أروح اجهز لقمة خفيفة للفطار كده وأهو نصحي أبوي يفطر معانا..
وكاد بالمغادرة من أمامه فجذبه أحمد من تلباب قميصه ليشاكسه بسخرية
_مش هتخلع بالسهولة دي قبل ما تجيب اللي في معدتك أر وقول مخبي أيه تاني عليا..
استدار برأسه للخارج ومن ثم تطلع إليه ليهمس بصوت منخفض
_يرضيك أبويا يطلع يلاقيك ماسكني ماسكة حرامي الغسيل دي
هز رأسه نافيا
_لا..
ثم استكمل قائلا
_بس يرضيك أنت تستغفلني وتخبي عني التقدمات المحدثة في علاقتك بالأجنبية اللي كانت شبه منتهية!
هز رأسه نافيا بتلك الطريقة
_لا...
ثم همس له مجددا وهو يراقب باب غرفة والده
_بليل هحكيلك..
أومأ برأسه ومن ثم حرره فاتجه سريعا للمطبخ أما أحمد فابتسم وهو يهمس بسخط
_الأجانب احتلت العيلة ولا أيه!
بغرفة حور..
نهضت عن الفراش أخيرا وهي تحارب ألم قدميها كلما تحركت ومن ثم خرجت للشرفة لتجد تسنيم تقف بالخارج وحينما اقتربت لتقف جوارها وجدتها تراقب ماسة التي تعبث بنافذة السيارة بنظرات مشفقة ابتسمت حور على قلب رفيقتها الحنون ثم قالت
_شكلك منمتيش طول الليل!
انتبهت لها تسنيم فأومأت برأسها وهي تجيبها
_مجاليش نوم..
ثم سألتها بلهفة
_هو مفيش تطورات في حالة ماسة!
انتقلت عينحور تجاه ما تشير اليه فاعتادت الحديث عن كل صغيرة وكبيرة لتسنيم حتى حالة ماسة قد قصتها على مسمعها من قبل
_لا للأسف لسه زي ما هي الحالة اللي عندها شكلها مطولة..
بشفقة وحزن قالت
_ربنا يشفيها ويعافيها يارب..
وعادت لتسألها مجددا بقلق
_طب ليه عربية الاسعاف اللي واقفة دي هي حالتها متستدعاش اسعاف ولا أيه
أجابتها بابتسامة مشرقة
_لا دي لنقل والدة عبد الرحمن عمي فهد قرر إنها ترجع الصعيد وتعيش معاهم..
صمتت قليلا تستوعب تصرفه النبيل ومن ثم قالت باعجاب
_الراجل ده عظيم بجد بالرغم كل اللي حكتهولي عنها وعن اللي عملته زمان في عيلته وسمحلها عادي كده انها ترجع تعيش وسطهم!
ابتسمت وهي تخبرها
_عمي فهد مفيش زي طيبة قلبه واللي شبهه بالظبط هو آسر ميتخيرش عنه في الطيبة..
لمجرد سماعها لإسمه ارتعشت خفقات قلبها خلسة وكأنها تخبرها بتصميم على ارتباطها به فحاولت قدر الإمكان السيطرة على مشاعرها التي تكاد تقفز لتترنح في الأفق استفاقت من غفلتها القصيرة حينما اقترحت حور قائلة
_مش صحيح أنتي نازلة البلد النهاردة ما تسافري معاهم أحسنلك من بهدالة القطر..
زمت شفتيها وهي تجيبها
_لا القطر معاده العصر اكون فكرت كويس.
سألتها باستغراب
_فكرتي في أيه
جلست على الأريكة القريبة من الازهار وهي تجيبها بتوتر
_بصراحة يا حور بفكر مسافرش أنا مش هقدر أرجع أشوفه تاني وأكيد العريس ده من مجيبه وأنتي عارفة كويس إن اللي هيجيبه اكيد زيه..
جلست جوارها وهي تجيبها بهدوء
_عارفة يا قلبي بس متنسيش إن مهما كان مين اللي متقدملك مينفعش متكونيش موجودة لإن اللي هيحصل هيكون في وش والدك..
وربتت على يدها وهي تستطرد
_لازم تسافري عشان شكل عمي فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة.
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق!
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
متابعة القراءة