روايه بقلم علا السعدنى

موقع أيام نيوز

قالت
انت ناسى انت قلت ايه !
أمسك عزت ذقنها وجعلها تنظر له عنوة وقال وهو ينظر بعينيها
بتتهربى منى ليه !
عندما وقعت عينيها على عينيه شعرت بأرتباك كبير ثم حاولت أن تبعد يده تلك الممسكة بذقنها وقالت بتوتر
ا انا مبتهربش
ابتسم عزت بسعادة ثم قال
لسه بتحبى لون عينى زى زمان لسه بتحبينى مش كده !
ضمت آسيا يدها بقوة فهى لا تريده أن يعلم ذلك لا تريده أن يعرف إنها مازالت تكن له بعض المشاعر لذا نظرت له بحدة وقالت محذرة إياه بسبابتها
إياك ٠ إياك يا عزت تمد ايديك عليا تانى وإلا هنسى بجد إنك صاحب اخويا
٠ واوعى تتغر وتفتكر انى لسه بضعف قدامك لااا انا بس مش عاوزة ابصلك لان كل ما ابص لشكلك افتكر اللى سمعته زمان ولا انت ناسى ٠ اوعى تنسى انك شفت حياتك وخطبت من تانى وعايش حياتك بالطول والعرض انت بس اضايقت لما شفتنى تانى وشفتنى وانا لابسة كويس زى باقى البنات كرامتك نئحت عليك مش اكتر لو بتحبنى بجد
كان فينك من سنين فاتت
انتى ٠
لم تسمع كلامه وترجلت من السيارة لتبتعد عنه بينما ضړب هو كف يده فى عجلة القيادة بعصبية شديدة على تلك البلهاء التى لم تعطيه فرصة للحديث بينما استقلت هى سيارتها وظلت تبكى بها لبضع الوقت لا تعلم ما يصيبها كلما رأت ذلك الوغد هى مازالت واقعة فى غرامه وتكابر ٠
فى المساء ٠
طرق أنس باب الغرفة الخاصة ب هايا التى كانت منتظرة حديثه معاها منذ بداية اليوم شعرت بخجل شديد وقالت بعد تردد كبير
ا ادخل
لاحظ أنس خجلها الزائد فأستشف انها تعلم من هو منصف جيدا فأقترب منها وجلس بجوارها
فى واحد اتقدم ليكى
تحشرجت الكلمات فى حلقاها وقالت بصوت متقطع
م مين !
ايه بتقولى ايه 
ا اقصد مين ده يعنى !
بيقول انه طيار واخو فاطمة اللى بتروحى تقعدى معاها
وضعت هايا شعرها خلف اذنها ثم قالت
ا اه ٠ وانت ايه رأيك يا ابيه !
اللى تشوفيه تحبينى ارد بايه !
ابتلعت ريقها ثم قالت
م مفيش مانع اعرفه كويس
ابتسم أنس ثم كرر بمرح
مفيش مانع
ثم وضع يده على كتفيها وقربها منه وقبل رأسها
انتى عندى يا هايا بالدنيا كلها ومقدرش ارفض ليكى طلب
ابتسمت هايا ثم قالت
بحبك اوووووى يا ابيه ٠
فى تمام الساعة الرابعة عصرا من اليوم التالى دلفت آسيا إلى المطعم الذى اخبرها يونس أنه سينتظرها به كانت ترتدى فستان اسود ضيق قليلا يصل لبعد الركبة بشئ بسيط وتضع على كتفاها شال لونه أبيض واطلقت شعرها البنى الطويل على ظهرها ووضعت فى
مقدمة رأسها رابطة للشعر بنفس لون الفستان ثم جلست على طاولة ما وهى تنتظر قدومه بل تود أن تعلم ماذا سيقول لها حتى وجدته يدلف من باب المطعم وهو يرتدى قميص لونه اسود يشمر عن ساعديه وبنطال لونه اسود ولكن يبدو وسيما لدرجة لم تكن تصدقها شعرت وأن قلبها يخفق ولا تعرف السبب حتى تقدم نحوها بعطره الذى اشتمته منذ أن دلف من باب المطعم فرائحته مميزة للغاية كانت مصادفة حقا أنهم يرتدون نفس اللون ابتسم يونس وجلس أمامها فتصنعت آسيا المفاجئة ثم قالت
ا انت !! ولا دى صدفة !
نظر لها هائما ثم قال
انا ايه !
شعرت هى بأرتباك شديد وصمتت فأبتسم يونس ثم تابع
انا ٠ ايوة انا الشخص اللى بيراسلك
صمتت آسيا ورفعت رأسها له وقالت بعناد
ودى تمثيليلة جديدة ولا طريقة جديدة اتعلمتها
مش فاهم !
انك تمثل عليا الحب مثلا ٠ انا وانت عارفين كويس انك مش بتاع الكلام ده
آسيا ٠ ا انا عارف انه مش سهل تصدقى بس اول مرة قلبى يدق كان ليكى اول مرة احس بالخۏف على حد كان عليكى اول مرة احس بالغيرة وانى مش عاوز راجل تانى يقرب من بنت كان انتى البنت دى ٠ انا عارف انك تعرفينى كويس بس نفسى تعرفينى اكتر وتعرفى ان ليا قلب بيحس وبينبض ودلوقتي ميهموش إلا وجودك جنبى انا عمرى ما كنت كده إلا لما قلبى دق ليكى وعارف انى ٠
صمت لبعض الوقت لا يستطيع أن يكمل حديثه فنظرت له آسيا كى تحسه على الحديث
انك ايه !
انى اقل منك فى حاجات كتير وعشان كده اترددت فى انى اكلمك بس مش قادر اخفى مشاعرى اكتر من كده ولا انى استنى لما الفرصة تروح والاقيكى فى بيت راجل غيرى ساعتها انا ممكن اموت فانتى رأيك فيا ايه !
أخذت آسيا نفس عميق ثم ابتسمت قليلا ولكن ابتسمتها تلك كانت تحمل الكثير والكثير ٠
الحلقة التاسعة عشر
انتظر يونس أن يسمع حديثها بشغف فهو يريد أن يعلم رأيها به ولكنه وجدها تكرر بسخرية
بتحبنى !! انا !! ٠ اللى شبه الرجالة !
أبتلع يونس ريقه ثم قال
آسيا ٠ د ده كان قبل ما اعرفك كويس انا رأيى دلوقتى مش كده خالص ولو عاوزة تفضلى
ع استايلك اللى بتحبى تمشى بيه انا معنديش مانع انا محبتكيش عشان شكلك ولا ٠
بتر حديثه ذلك عندما وجدها تبتسم غير مبالية لحديثه ذاك ابدا فقالت
نعم !! محبتنيش عشان شكلى !! انت من ساعة ما شفت صورتى فى العربية وانت بتبصلى يعنى بطريقة مختلفة ابتدت الطريقة تختلف شوية بشوية لحد ما قررت انى ابقى من البنات بتوعك تتسلى يومين تلاتة شهر شهريين وبعدين فى الأخر نهايتى زى نهاية أى بنت فى حياتك ٠ انا ٠ انا عمرى ما هكون كده فااهم ! ٠ عمرى ما هبص لراجل زيك ابدا
ثم ضمت اصبعها الشبابة فوق الابهام ليشكل فارق بينهم صغير وتابعت
شكله فى عينى يدوب اد كده ٠ ميملاش عينى من اصله ٠ ولمعلوماتك انا كنت عارفة من الاول انك انت اللى بتبعت الهدايا والجوابات وشجعتك شجعتك تقولى عشان اشوف المنظر اللى شايفاه دلوقتى فى عينك ٠ من اول يوم قابلتك وانا مش طايقاك ولا طايقة وشك مضطرة اتعامل معاك وبس لكن دى مش رغبتى انت
اصلا متعرفش الحب وانا قررت
انساه بس حبيت ارد كرامتى اللى انت كنت بتتسلى بيها من يوم ما عرفتك هنتنى قدام اختى وصاحبك بينى وبينك ومع موظفات الشركة وكنت بتقول انى راجل ومش ست اصلا ٠ طب يرضيك ترتبط براجل !! ٠ يرضيك انا ارتبط براجل انا ارجل منه
اتسعت اعين يونس من حديثها ذاك فلم يكن يتخيل انها حتى سترفضه بتلك الطريقة المهينة كان قلبه ېنزف حقا يبكى دما بأستهزئها به لم يكن عليه سوي أن يضع النقود للنادل على المنضدة ويترك لها المطعم بما فيه ثم خرج خارج المطعم واتجه نحو سيارته ليقودها بسرعة چنونية ٠
إما عن آسيا ظلت صامتة بعد أن رآت ذلك الانكسار الذى رأته فى عينه ثم اخذت حقيبتها هى الآخرى لتذهب إلى المنزل ٠
قادت سيارتها وبعد نصف ساعة وصلت للمنزل ركضت نحو غرفتها حتى لا يراها أحد بالمنزل ودخلت حيث غرفة القط الخاص بها بهبورى أغلقت باب الغرفة عليهم جيدا ثم اطلقت العنان لدموهها الحبيسة تلك وجدت القط نائم على فراشه الصغير فأتجهت

نحو المرآة التى بالغرفة وظلت واقفة وهى تنظر لدموعها التى تسيل دون أن تعرف لما تبكى بالأصل !
هو من بدء هو من افتعل ذلك هى فقط اخذت حقها منه لقد اهانها آلاف المرات وحين سنحت لها الفرصة أخذت حقها منه ثم حدثت نفسها أمام المرآة كأنها تتحدث إلى شخص آخر
انتى ايه اللى هببتيه ده
معملتش حاجة ٠ معملتش غير المفروض كان لازم اعرفه أن بنات الناس مش لعبة ومش كل واحدة هيعرف يضحك عليها هو ميعرفش الحب اصلا وانا انا محبتش إلا عزت اصلا مستحيل أحب يونس و ولا عزت يستاهل ولا يونس كمان يستاهل كلهم زفت وكلهم قرف كلهم بيطلعوا عقدهم عليا كلهم لما بيشوفوا بنت حلوة مش بيحبوها تقع من تحت أيديهم من غير ما يحطوا ايديهم عليها بالذات اللى اسمه يونس ده
مررت يدها فى خصلات شعرها ثم جلست على أقرب مقعد وقالت
بس انا جرحته ٠ كلامى كان جارح اووى ٠ انا عمرى ما جرحت حد كده
وجدت نفسها تمسح دموعها ثم تقول وهى تهز رأسها نافية
يستاهل ماهو ياما چرحنى ولا هو حلال ليه وحرام عليا ٠
انتهت برنسيس من المحاضرة الوحيدة فى اليوم لديها التى كانت من الرابعة عصرا حتى السادسة مساءا وتوجهت حيث السائق المسئول عن إيصالها للمنزل ولكنها وجدت أحدهم يمسك يدها مانعا إياها من الذهاب لم تشعر بالخۏف فقد شعرت بأنه هو فاروق إلتفت لكى تنظر له ثم قالت
عاوز ايه !
ابتسم ثم قال
مبقتيش تخافى منى !
هزت رأسها نافية ثم قالت
السواق مستنينى هناك يلا عشان اروح
والسواق ده عنده اد ايه !
ابتسمت دون أن تشعر ثم قالت
ده راجل كبير فى السن ٠ عاوز ايه يا فاروق !
نظر لها هائما فى عينيها الخضراء ثم قال
لسه زعلانة من امبارح !
زمت شفتاها وهى تتذكر تلك التى تدعى ياسمين ثم قالت
هى واخدة عليك كده ليه ! 
هى باردة وجريئة وانا مبحبهاش
مش عاوزاك تقعد معاها تانى
هى صاحبة صحابى ٠ اعمل ايه طيب !
معرفش اتصرف ٠ وصحيح
خير 
امسحها
عندك من ع الفيس
ابتسم فاروق قليلا ثم قال
ينفع اقابل ابوكى طيب !
رفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
ليه !
عاوز علاقتنا تبقى رسمى ولا انتى ايه رأيك !
احمرت وجنتى برنسيس ونظرت لأسفل ثم قالت
بس مرات اخويا لسه مېتة وصعب يبقى ٠
قاطعها قائلا
مش عاوز غير دبلتين عشان اتكلم معاكى بحرية لا فرح ولا خطوبة دبلتين بس
ابتسمت قليلا ثم هزت رأسها بالإيجاب وقالت
هبعتلك رقم بابى لما اروح ع الماسنچر ٠ باى بقى
ثم سارت باتجاه السيارة بسعادة بينما كان فاروق يشعر بأنه فى سعادة لم يشعر بها أحدهم من قبل ابتسم قليلا وقرر أن يتصل ب يونس حتى يزف له ذلك الخبر السعيد أمسك الهاتف وأتصل به العديد من المرات ولكن دون جدوى فخمن إنه ربما فى منزلهم مع محمد فقرر العودة إلى المنزل ٠
كان قد وصل يونس بسيارته إلى القاهرة ووقف بالسيارة أمام نهر النيل ينظر إليه وهو يتذكر حديث آسيا عنه عاد برأسه للخلف وهو مغمض العينان ونزلت من أحدى عيناه دمعة حبيسة وهو يتذكر كل كلمة قالتها له فالفتاة الوحيدة الذى أحبها من قلبه لا تراه رجلا بالأساس شعر بمشاعر كثيرة ولكنه ډفن حزنه داخله فهو يستحق يستحق كل ما قالته فمنذ أن قابلها وهو كان يهنيها كان يظن أن افعاله الاخيرة ستجعلها تسامحه وتتقبله لتعيش معه ولكن كل ذلك كان وهم فى رأسه ليس له أى اساس من الصحة فهى لم تنسى حتى هى لن تتقبله ابدا فأى فتاة تحلم بشاب لا يكون لديه علاقات نسائية متعددة ابتسم بسخرية على حالته المزرية تلك فكل ما كان يتباهى به اصبح يمقته بشدة صحيح إنه لم يفعل الژنا مع أى فتاة ولكن لم تكن علاقاته تلك بريئة أيضا مسح وجهه
بكف يده وهو يحاول أن يكظم غضبه ذلك استمع لصوت هاتفه وسط كل تلك الافكار التى برأسه فقرر أن يغلقه فهو ليس بحاجة أن يجيب على شخص ما الآن ٠
بعد أن وصل فاروق إلى المنزل ولم يجد يونس أتصل به فلم يجده يجيب أيضا شعر بالغرابة فأتصل بشقيقه الذى كان فى طريقه عائد من العمل فأجابه وأخبره إنه لم يرى يونس منذ الصباح ولا يعلم عنه شئ فشعر فاروق بالقلق فأتصل به مرة آخرى وجد هاتفه مغلق لم يكن يعلم ماذا حدث ولكنه شعر بالقلق عليه ٠
وصل يونس إلى المنزل ولم يكن يريد أن يتكلم مع أحدهم فوجد هايا تجلس بالحديقة نظر لها قليلا وشعر بإنه لم يراعى مشاعرها ابدا ولقد فعلت آسيا معه نفس الشئ فهو الآن يشعر بما شعرت به هايا ولكنه لم يقف كثيرا ودلف للداخل فقررت هايا أن تدخل خلفه كى تحدثه حتى لا يتضايق منها منصف فيجب أن تخبر يونس انها لم تعد صغيرة بعد الآن ٠
دلفت خلفه وجدته قد صعد غرفته وأغلق باب الغرفة فوقفت أمام باب غرفته متوترة قليلا ثم طرقت باب الغرفة ففتح يونس باب الغرفة وجدها أمامه ويبدو عليها الإرتباك فقال
عاوزة ايه !
ممكن اتكلم معاك شوية
بقولك انا مش فايق دلوقتي لأى كلام ولا عايز اتكلم
نظرت له بأندهاش من اسلوبه ذاك وقررت أن تذهب بعيدا فشعر هو بتأنيب الضمير لما دوما يصب غضبه عليها وهى لم تفعل له أى شئ فقال وهو يراها تتجه إلى غرفتها
تعالى يا هايا ٠ عاوزة ايه !
إلتفت له ثم تقدمت نحوه وقالت
5 دقايق مش هاخد من وقتك كتير
ادخلى
دلفت هايا للداخل ثم فركت يدها بتوتر بالغ فحثها هو على الحديث
اتكلمى
ف فى واحد اتقدم ليا وانت مسافر
جلس يونس بجوارها على الأريكة ثم قال
وبعدين !
ممفيش ٠ انا وافقت عليه هو كويس ومحترم
ابتسم يونس قليلا ثم قالت
طب كويس مبروووك يا هايا
اه ٠

تم نسخ الرابط