ۏجع الهوي

موقع أيام نيوز

جلال بها تتشابك اعينهم وهو يقول بصوت مرتعش لا يستطيع السيطرة على نبراته
بجد يا ليله... بجد بتحبينى...بجد سامحتينى على كل اللى عملته معاكى وقسوتى عليكى
بجد يا اجمل واحلى حاجة حصلت فى حياة ليله كلها 
طيب ممكن تسبينى اكمل عقابك لمرة واحدة بس زاى مانا عاوز ومن غير ما حد يقاطعنى
ضحكت ضحكة منخفضة خجلة 
لم يغمض لها جفن طوال الليل وظلت جالسة فى بهو المنزل كتمثال حجرى لا يتحرك بها سوى عينيها والتى اخذت دموعها بتساقط منها ندما وحړقة وقد انهار كل شيئ بعد تعريتها امام جميع من بالمنزل وخسړت ولدها وابنتها
تتصارع بداخها الالاف والالاف الاسئلة 
هل كانت حقا بهذا السوءوالتى اظرتها به اميرة امامهم 
هل فعلا اصابها هوس التحكم فى حياة ابنائها الى هذا الحد الذى اظهروها به
لكنها لم تكن تقصد سوى الخير لهم... لم تتعمد جرحهم
او احزانهم 
فهى ام برغم كل شيئ هى ام وتريد ان ترى ابنائها فى سعادة وهناء... لم يكن خطأ انها ارادت لهم الخير...
هل كانت حساباتها منذ البداية خاطئة تتحكم بها انانيتها وغيرتها العمياء على ولدها..
تنهدت بحړقة تتساقط دموع الندم من عينيها لكن بعد فات الاوان تدرك ان لا شيئ يمكن ان يمحو فدح اخطائها لديه فهى اعلم الناس به وبقسوته وعناده ان اغلق قلبه امام احد لا شيئ يستطيع ان يعيد فتحه مرة اخرى حتى ولو اظهرت ندم العالم كله امامه 
ظلت جالسة مكانها حتى بدئت الحياة تدب فى ارجاء المنزل تتعالى الاصوات دليل على استيقاظ من به لكنها لم تتحرك من مكانها ابدا وظلت كما هى حتى سمعت خطوات تنزل الدرج فلټفت بلهفة ظنا منها انه هو ولكن خاب ظنها حين وجدت اميرة تنزل الدرج بصعوبة حاملة حقيبتها وقد تلون وجهها بمختلف الالوان من اثر الكدمات والتى ملئته تتقدم منها بخطوات بطيئة مټألمة حتى وقفت امامها تضع حقيبتها ارضا ثم تمد يدها ناحيتها بورقة دون كلام لتنظر اليها قدرية بتساؤل اجابتها عنه قائلة ببطءوصعوبة اثر تورم شفتيها
ده تنازل عن كل حاجة ابنك ادهانى ومن بكرة هرجع انا واهلى لدارنا القديم تانى
نظرت قدرية الى الورقة دون اكتراث قائلة 
خليهم مبقاش ليهم لزوم عندى
وضعت اميرة الورقة فوق الطاولة امامها قائلة بهدوء
ولا عندى... كفاية اووى اللى اخدته منكم....
اتبعت كلماتها فى اشارة الى ماحدث امس تكمل
اهو درس وتعلمت منه كتير اولهم انى مابصش للى فى ايد غيرى... ولا عينى تزوغ على اللى اعلى منى..الحمد لله انى هخرج من هنا على رجليا
حملت حقيبتها مرة اخرى قائلة لقدرية الصامتة بوجوم
ياريت ياعمتى انت كمان تكونى اتعلمتى من اللى حصل....وانك من هنا ورايح تسيبى كل واحد فى حاله يعيش حالته من غير ما تتدخلى ولا تخربيها عليه
انهت حديثها تتحرك مغادرة بخطوات متمهلة بينما جلست قدرية تدق كلماتها كالناقوس داخل عقلها لفترة طويلة بعد ذهاب اميرة عينيها تنظر الى الورقة التى تركتها اميرة تتسأل بندم
اكانت تستحق منها كل ما فعلته...قد تكون استطاع اخذ ما ارادته من اميرة ولكنها خسړت فى مقابلها ابنتها والتى ترفض الحديث معها او محاولاتها شرح الامر لها تغلق باب غرفتها عليها منذ ليله امس بينما جلس فواز ارضا امام بابها محاولا الاعتذار يبدى ندمه على كل ما فعله لكن دون استجابة منها
ظلت كما هى عينيها تتطلع بلهفة كلما صدر صوت من ناحية الدرج حتى اتى المحتوم وهى تراه بعيون مټألمة حزينةينزل الدرج ومعه ليله فنهضت سريعا اليهم تهتف به برجاء وتوسل 
علشان خاطرى يا جلال....بلاش تعمل اللى فى دماغك ده...انا اسفة على كل اللى عملته...صدقنى

مش هدخل فى اى حاجة تخصكم بعد كده
لم تجد منه استجابة وجهه متجهم قاسى تراه منه لاول مرة فى حياتها لتلتفت الى ليله تتوسلها
قوليله يا ليله...كلميه انتى..والله يا بنتى ما هدخل بينكم تانى..بس بلاش يسيب البيت ويمشى....انا ممكن اروح فيها
ضغطت ليله ف بقوة تحاول منع دموعها من التساقط وهى ترى والدة زوجها بهذا الضعف والتذلل امامها تشعر بالشفقة عليها مما هى فيه لتلتفت الى جلال تهمس بأسمه برجاء لكنها هبت فزعا حين قال بصوت قاسى عڼيف 
ليله....متدخليش
ثم الټفت الى قدرية قائلا بحدة وقسۏة 
دلوقتى بتترجى ليله علشان عارفة انها الوحيدة اللى ممكن تقنعنى...لسه برضه بتستغلى الناس لصالحك ولمصلحتك وبس...بجد انا مش عارف اقول ايه...لاول مرة فى حياتى ابقى واقف عاجز مش عارف اعمل ايه والبركة فيكى يا...امى..يلا يا ليله
الدرج سريعا بينما وقفت قدرية عاجزة عن فعل شيئ تتابعهم بعيون مټألمة منكسرة تشعر بانسحاب الروح منها مع كل خطوة ناحية الباب تبعده عنه حتى توقف يلتفت الى الخلف مرة اخرى تنفرج ملامحها بأمل ظنا منها بانه تراجع لكنها وجدت ينظر الى اعلى يتخطاها بنظراتها قائلا بهدوء
جاهزة يا حبيية
الټفت قدرية الى الخلف بړعب لترى حبيبة تنزل الدرج قائلة ببرود 
ايوه يا جلال....جاهزة من بدرى
اتبعها صوت فواز يلحق بها صارخا بتوسل وصوت باكى نادم 
علشان خاطرى يا حبيبة...علشان
تم نسخ الرابط