روايه ندي محمود توفيق ج 7

موقع أيام نيوز


أعماله على الحاسوب النقال وأمامه اوراق خاصة بالعمل على المكتب وبيده قلم ينظر إلى الحاسوب ثم يعود للورق ويسجل أشياء ولكن كل هذه تفاصيل لا تهمها فقد ثبتت تركيزها على نظارته الذي يرتديها ولأول مرة تراه يرتديها ليس هذه المشكلة بل يكمن عمق المشكلة أنها زادت من وسامته أضعافا فجذبها من هيامها به صوته الغليظ وهو يهتف دون أن يرفع نظره لها 

_ ادخلي ياشفق !
هزت رأسها بحركة منفرة لتخرج أفكارها الحمقاء من ذهنها وفرت الكلمات من عقلها وتوترت وانعقد لسانها فلم تعرف ماذا تقول ولكنها استدعت شجاعتها وتحلت بالجراءة المزيفة لتقول في صوتها الطبيعي الذي به بحة انوثية رقيقة وهي تبتسم ويداها تلفها خلف ظهرها 
_ أنا كنت قاعدة برا ومش جايلي نوم من الملل فحبيت اقعد معاك لو مش هعملك إزعاج يعني
رفع نظره لها وطالعها بابتسامة طاحت بها إلى أعمق نقطة وجعلت الأمر يزداد سوءا بالنسبة لها وأشار لها بعيناه أن تدخل وتجلس على الأريكة المتوسطة فسيطرت هي على عواطفها وابدت عن سعادتها ثم اغلقت الباب وتوجهت لتجلس على الأريكة المقابلة لمكتبه وتتابعه بعيناها الذي تبتسم قبل شفتيها .. كانت تشاهد الأفلام والمسلسلات وترى الأبطال ولا تصدق بوجود هذا النوع من الرجال في الحقيقة والآن هي مع أحد الرجال الذي لا يختلف عن شخصيات الأبطال المذهلة في كل شيء .. وأحيانا كثيرة تشعر أنها داخل حلم جميل وستستيقظ منه قريبا وأن كل هذا ماهو إلا حلم رائع ! 
خرج صوتها الناعم وهي تسأله في لطف 
_ تحب اساعدك في حاجة !
_ ياريت بس للأسف مش هتعرفي
هدرت في ثقة وابتسامة واسعة 
_ جربني الأول وبعدين احكم
تمتم في ضحك خفيف بإيجاب 
_ طيب تعالي
استقامت وجذبت مقعد لتجلس بجواره فيمسك هو بدفتر كبير نسبيا وورقة ووضعهم أمامها هاتفا في خفوت ساحر 
_ بصي انقلي اللي في الورقة دي في الدفتر بنفس الطريقة وافرزيهم بشكل منظم هاا هتعرفي 
أماءت له بالإيجاب ثم التقطت قلم وبدأت بإنجاز المهمة التي كلفها بها وهو بجانبها يحاول إنهاء شيء آخر ليأتيه سؤالها المتعجب 
هو حسن أو زين مش موجودين ولا إيه أصل إنت من الصبح في الأوضة وبتشتغل
أجابها بهدوء تام 
موجودين بس أنا اللي مسكت المشروع ده لإني أفضل من زين وحسن في الحسابات والهندسة والحجات دي يعني احنا بنقسم الشغل بينا وكل واحد فينا متميز في حاجة ولما بيكون في مشروع أو صفقة زي كدا بيمسكها المتمكن فينا في الموضوع ده
اكتفت بهز رأسها بتفهم ثم عادت تكمل ما بيدها وبعد مرور دقائق بسيطة رفعت نظرها عن الدفتر ونظرت له خلسة تتأمله عن قرب فهذه هي المرة الأولى التي سنحت لها الفرصة بالنظر له عن قرب ولن تكون الأخيرة تأملت تفاصيل وجهه بنظرات عاشقة .. ذقنه الخفيفة وشعره الناعم والجميل الذي يعطي لمسة كستنائية بسيطة بشرته التي تنضج بالشباب والساحرية وعيناه الرمادية التي بمثابة مغناطيس تجذبها إليها كلما أبت الخنوع لعشقه اجمل ابتسامة رأتها من قبل وبينما هي منشغلة بتأمل تفاصليه الجذابة وذائبة بين بحور عشقه ووسامته نسيت نفسها هي واستندت بمرفقها على سطح المكتب واضعة كف يدها أسفل خدها وتحدق به في ابتسامة شبه خفية وقد فقدت حاسة السمع من شدة تركزيها به ولم تسمعه وهو يحدثها إلا أنها انتفضت جالسة فورا حين انتبهت لصوته وهو ينظر لها بحيرة هاتفا 
_شفق أنا بكلمك !!
اعتدلت في جلستها متمتمة في تلعثم وحياء 
اسفة سرحت شوية بس .. كنت بتقول إيه 
قطب حاجبيه وغمغم في نظرات دقيقة لاضطرابها العجيب 
ولا حاجة .. إنتي كويسة يعني !
كانت تحاول تجنب النظر إليه وبداخلها ټلعن نفسها الساذجة على فعلتها وتود أن تنشق الأرض وتبتلعها وتهتف في ارتباك ملحوظ 
آهاا كويسة مفيش حاجة
ثم ابتعدت بمقعدها قليلا عنه وركزت كامل انتباهها على الورق وهي تقسم بأنها لن ترفع نظرها له مجددا فهو يجذبها إليه كالسحر ليغرقها في الأعماق ولا تستطيع الخروج أما هو فتابعها وهي تبتعد وتضع مسافة شبه كبيرة بينهم وتثبت نظرها على الورق كأنها تتهرب منه فزاد استغرابه من أمرها وارتباكها المفرط ولكنه لم يعلق وفضل أن يتركها على راحتها !! 
خرجت من المطبخ وهي تحمل على يديها صينية فوقها كاسات الشاي ثم لفت عليهم وانحنت على زوجة عمها وابنة عمها ليلتقطوا كأسهم فتهتف هدى بحنو 
_ يعني أنا عزماكم عشان تحضري إنتي يايسر
ابتسمت لها وتمتمت في احترام ورقة 
_ وفيها إيه يامرات عمي هو أنا غريبة يعني ده بيتي
ثم انتقلت ناحية حسن الجالس على الأريكة وانحنت نحوه تمد له كأس الشاي فيبتسم لها ويهتف في لطف 
_ شكرا
بادلته الابتسامة ثم جلست بجواره لتهتف رفيف في خنق عند تذكرها لشيء _ الأسبوع الجاي هيبقى أسبوع الحوادث
نظر لها
 

تم نسخ الرابط