روايه ندي محمود توفيق.. ج3

موقع أيام نيوز


تعرف أنه لا يحب ابنة عمه مطلقا من أين جاء بعرض الزواج المفاجئ هذا دون أن يفاتحها هي أو من أشقائه في الأمر أما طاهر فاستجمع نفسه وعاد لطبيعته هاتفا بجدية وريبة 
_ وإنت فجأة كدا طلبت في دماغك الجواز !
أجابه نافيا غي نبرة خشنة وصلبة 
_ لا طبعا أنا ليا فترة بفكر في الموضوع ومخدتش خطوة غير لما اتأكدت إني هكون قدها وأنا عارف إني مش هلاقي أفضل من يسر زوجة ليا بعد إذن حضرتك أكيد

لازالت يسر على وضعها نظرها معلق عليه لا تستوعب ما يدخل من أذنها لعقلها الذي يرفض تصديق كل هذا الهراء ولا ترفع نظرها عنه فقط تحملق به كالصنم حين يضعوه أمام الشخص فتكون عيناه مباشرة على ما أمامه حتى أنها لم تسمع اسمها الذي نطق به أبيها إلا حين هزها بخفة في ذراعها لتنتفض وتنظر له هاتفة في تلعثم وتوتر غير واعية لما تقوله 
_ موافقة .. أقصد أي..وة حس..ن فاتحني من يومين في الموضوع وأنا قولتله يكلمك إنت وعلاء الأول ومدتهوش رد
نقل نظره بينهم ثم سألها في جدية 
_ يعني هو ده الموضوع اللي كنتي عاوزة تقوليلي عليه
قالت وقد زاد تلعثمها وارتباكها فقد كانت الكلمات تأتي لشفتيها وتخرج مبعثرة 
_ آااه .. قصدي لا حاجة تاني بس خلاص هبقى اقولك بعدين
حاول منع ابتسامته الماكرة من الانطلاق حيث اخفي وجهه وهو يحك ذقنه شبه النامية بينما هي فطلبت منهم الأذن واستقامت مسرعة نحو المطبخ لتشرب بعض الماء قبل أن تسقط مغشية عليها فيهتف طاهر مبتسما بحب وحنو 
_ وهو أنا هلاقي لبنتي مين احسن منك ده إنت ابن الغالي ياحسن .. بس اصبر كام يوم وهديك الرد النهائي بإذن الله
_ براحتك ياعمي أنا مش مستعجل
ثم انزل هاتفه تحت الطاولة وقام بتشغيل نغمة رنينه وهب واقفا وهو يستأذن بعد أن وضع الهاتف على أذنه متصنعا أنه يحادث أحد وانتظر حتى اندمج هو وأمه في الحديث وتسلل دون أن يشعروا به إلى المطبخ حيث هي وتحرك على اطراف أصابعه من حتى وقف خلفها مباشرة فالټفت هي بعفوية غير متوقعة وجوده فانتفضت واقفة وفتحت فمها على وشك إصدار صړخة من أثر فزعها ولكنه اسرع وكتم على فمها مشيرا بسبابته على فمه بمعنى لا تصدري أي صوت فهدأت ضربات قلبها سريعا وارتخى جسدها المنتصب بسبب الخضة لتجده يهمس مبتسما بلؤم ونظرة تحمل في طياتها الوعيد والاڼتقام 
_ مش كنتي بتعملي ده كله عشان رفضتك وعشان ھتموتي وتتجوزيني واديني هتجوزك أهو ويوسفني إني أقولك إن إنتي اللي هتطلبي الطلاق مني بعد الجواز وهوريكي العڈاب الوان وأشكال
تكره اقترابه منها الذي يضعف قوتها ويجعلها مسلوبة الإرادة هذا الحمق يعتقد بأنه انتصر عليها وهو لا يعلم أن الاڼتقام لكرامتها التي بعثرها لما يبدأ بعد ! يعتقد أن الزواج ستكون نتيجته في صالحه وسيخرج من حربه معها بانتصاره مفتخرا ولكنه للأسف لا يدري أنه سيخرج بهزيمة نكراء وستسلبه هي كل شيء ففي كل مرة يسهين بها يندم .. والآن هي في أقصى درجات سعادتها فلقد اعطاها فرصة على طبق من ذهب ولن ترفضها و ستحقق كل أهدافها بفضل غبائه !! .
كانت تتحدث إليه في عڼف وعصبية شديدة نتيجة لنقضه لاتفاقهم 
_ يعني إيه لغاية دلوقتي معملتش اللي متفقين عليه !! امال أنا مدياك فلوس ليه !
أجابها ضاحكا بسخرية وهو يشاطرها انفعالها 
_ عشان تاخدي الواد اللي عينك عليه ياقطة واهو معاكي .. ثم إن إنتي اللي ضحكتي عليا ومقولتيش إن البت دي تبع كرم العمايري ومكان ما تروح بيكون معاها ولولا إني شوفته في المستشفى ولحقت نفسي قبل ما يشوفني كان زماني دلوقتي مع الأموات
_ وإيه يعني كرم إنت مالك بيه وتعرفه منين !
غمغم في شراسة 
_ اعرفه عز المعرفة وهو لو عتر فيا هو واخواته مش هيخلوني عايش يوم زيادة
قطبت حاجبيها وهتفت بحيرة من أمره وسرعان ما تحولت لصدمة 
_ ليه إنت عملتلهم إيه لتكون إنت اللي ... يانهار ابوك أسود !!
_ بقولك إيه يابت إنتي اطلعي من نفوخي أنا عملتلك اللي إنتي عاوزه والبت دي تبعي أنا وأنا اللي افكر هعمل فيها إيه وامتى وإزاي ولو كلمتيني تاني مش هيحصلك طيب وعارفة لو جبتي سيرة لكرم عليا مش هتردد لحظة في إني اخلي نهايتك زي نهايتها وإنتي فهماني أنا قصدي على مين !
اغلقت الخط فورا في وجهه وهي تنتفض من الخۏف وقد فضلت الابتعاد عن هذا الرجل المريب تماما فهو الآن ليس في حاجة لتوصية فيبدو أنه ينوي بتلك الشفق الحمقاء الشړ وستشفي هي غليلها منها بلا ادني تعب وسيقوم هو بكل شيء !! ...
..شهر !! .. تركض الأيام كسيارات سباق وتمر حتى دون أن يشعروا بها والمواعيد تقترب ومنهم من
 

تم نسخ الرابط