روايه بقلم ندي ج1
المحتويات
انسب وقت عشان اثبتلك إني مش عايزة أي راجل غيرك يشوفني !!
هيمن عليه الصمت للحظات بعد ما قالته فقد دفنت أي شيء كان من الممكن أن يقوله بعد أخر جملة تفوهت بها ولم يجد شيء ليقوله سوى تهنئتها حيث غمغم بابتسامة
_ مبروك ياملاذ ربنا يثبتك
ثم هم بالاستدارة ليذهب فقبضت هي على ذراعه واردفت بتعجب
_ بس !!
_ بس إيه !
_ اقصد مبروك بس ! .. يعني مش هتقول حاجة تاني !
عاد يستدير بكامل جسده لها ويضيق عيناه متشدقا ببرود وجفاء
_ المفروض أقول إيه مثلا أكتر من كدا !
زمت شفتيها بيأس وقالت في قسمات وجه واضح عليها العبوس
_ أنا توقعت إنك هتفرح لأنك كنت متحمس جدا ومبسوط جدا بالفكرة لما قولتلك عليها بعد كتب الكتاب
_ وانتي قولتي اهو بعد كتب الكتاب يعني قبل ماتحصل أي حاجة بينا .. دلوقتي إنتي متعنيش ليا بحاجة ياملاذ
شعرت بأن غدتها القنوية ستبدأ في افراز دموعها فقد اوشكت على فقدان الأمل في أن تعود العلاقة بينهم كما كانت ويعود هو لطبيعته الحانية والجميلة التي لم تشهدها سوى لمرات قليلة ولوهلة شعرت الآن أنها تشتاق لرؤية حبه لها ومعاملته التي شبه بمعاملة الملوك لزوجاتهم خرج صوتها مبحوحا بنظرات منكسرة
اصدر تنهيدة حارة وقال متهربا من الأجابة على هذا السؤال الذي لا يستطيع الأجابة عليه ب لا فبرغم كل ما حدث بينهم مازالت تستحوذ على جزء كبير منه
_ أنا بقول إن يلا بينا عشان اتأخرت على الشركة انا هسبقك على تحت وهستناكي في العربية وإنتي تعالي ورايا
ظلت مكانها تتابعه وهو يغادر المنزل ثم انزلت النقاب على وجهها مجددا واخذت حقيبة يدها ولحقت به لتستقل بجواره في السيارة دون أن تنظر له مستغلة فرصة تغطيه وجهها لتترك العنان لدموعها من أسفله أما هو فكان ېختلس نظرات سريعة لها من آن لآن فلا ينكر سعادته حين رآها ترتديه وبالأخص حين سمع جملتها بأنها لا تريد رجل سواه يراها والآن هو يواجه صراع بين رغبة قلبه وحكمة عقله التي ترفض
داخل منزل محمد العمايري ....
ينظر لصحن الطعام الذي أمامه بصمت ويحرك المعلقة يمينا ويسارا فيه دون أن يرفعها لفمه مطلقا يفكر فيما قالته أمه له فقد كان جزء من كلامها صحيح والجزء الآخر يستحيل حدوثه هي لديها الحق عندما قالت إلى متى سيظل يحاول حمايتها ويرعاها هكذا وإلى متى ستبقى معهم في المنزل ولكن حلها للمشكلة بزواجه منها لا يمكن بل مستحيل .. ولا يستطيع أن يوهب قلبه لامرأة سوى زوجته التي تمثل مانع وحاجز بينه وبين أي امرأة أخرى فلقد نجحت في أن تعميه عن النساء اجمعهم في حضورها وحتى بعد مماتها ! .
_ صباح الخير !
ردت عليه في اقتضاب متصنع حتى توهمه بأنها بالفعل غاضبة منه ولن ترضى عنه إلا حين ينفذ ما تريد
_ صباح النور
نهض من مقعده واقترب ليجلس على المقعد المجاور لها ثم امسك بكفها وقبل ظاهره بحنو متمتما في اعتذار صادق
سحبت يدها من بين يديه وهتفت في إصرار وقسۏة وهي تكمل تناول طعامها
_ وأنا قولتلك الحل ياكرم ومعنديش غيره وهنفذ اللي قولتهولك فعلا لو متجوزتهاش
استغفر ربه وهو يزفر بنفاذ صبر ويتمتم متوسلا إياه برقة
_ يا ماما ابوس إيدك بلاش اللي بتعمليه ده إنتي عارفة إني مقدرش ازعلك مني وفي نفس الوقت مقدرش أعمل اللي بتقوليه ده متجبرنيش اختار بين حاجتين أنا مقدرش أعمل ولا واحدة فيهم
نظرت له واغلقت على قلبها بالمفتاح حتى لا يدخله بنظراته وكلامه ويضعف من موقفها وليخرج صوتها قاسېا لا يحمل رحمة
_ لازم تضحي بحاجة وشوف بقى إنت هتضحي بإيه
قال شبه غاضبا دون أن يرفع صوته
_
دي مفيهاش اختيار ولا تضحية إنتي كأنك بتطلبي مني ادمر حياة البنت أنا لو عملت اللي بتقوليه هبقى بظلمها وأنا مش هقبل بكدا لإني عارف إني مش هقدر انسى اروى ولا أحبها
_ هتحبها وابقى افتكر اللحظة دي لما تتجوزها ويحصل اللي بقولك عليه
هو رأسه نافيا بعدم حيلة عندما أدرك استحالة الحديث معها ومحاولة اقناعها بأن تتوقف عن ما تفعله فهتف محاولا تغيير مجري الحديث حتى لا يفقد زمام نفسه
_ فين رفيف
_ معاها محاضرة مهمة طلعت من الصبح بدري وبعد ما تخلص
متابعة القراءة