روايه بقلم ندي ج1
المحتويات
لتجلس هي بجواره وتهمس في شفقة
_ مالك ياكرم !
تطلع إليها بأعين تسبح بها الدموع الموجوعة ثم اقترب والقي بنفسه بين ذراعيها لينعم بحنانها الذي يزيح عن نفسه شقائها ويخرج صوته مبحوحا
_ تعبان يا أمي تعبان أوي
هطلت دموعها بغزارة حړقة وألم على عزيزها وفلذة كبدها الذي ينهار رويدا رويدا أمامها وهتفت بنبرتها الباكية
وجدته يهتف في ابتسامة تحمل كل أصناف الشقاء
_ المۏت مخدش مني غير اللي بحبهم وبقيت بفكر ياترى الدور على مين تاني وبتمني يكون عليا أنا عشان ارتاح
عنفته بشدة من وسط بكائها الذي اشتد
_ بعد الشړ عليك .. لو حصتلك حاجة هتلاقيني وراك أنا مستحملش أشوف فيك شړ إنت وإخواتك أنا حاسة بيك بس حزنك مش هيفيدهم بحاجة ادعيلهم وبص لحياتك ولنفسك ياحبيبي
_ سيف سابلي أمانة تقيلة أوي وخاېف مكونش قدها واضيع الأمانة أروى برضوا كانت أمانة وضيعتها ومحافظتش على الأمانة .. في اليوم ده فضلت ترن عليا عشان تقولي إنها طالعة ورايحة فين وأنا مردتش عليها .. ليه ! عشان كنت في اجتماع .. أنا فضلت الشغل عليها وهي راحت !!! وراحت بأبشع الطرق وسابت ڼار جوايا مش هتتطفي غير لما أخد حقها
غمغم في صوت يغلبه البكاء
_ وحشتني أوي يا أمي
جففت دموعها وحاولت امساكهم حتى لا يسقطوا مجددا ثم أخذت تملس على شعره كما كانت تفعل في صغره .. فشعره نقطة ضعفه يهدأ وسسكن تماما عندما يلامسه أحد .
مرت دقائق قليلة وهي لا تزال تملس عليه بحنو حتى خرج صوتها مهتما
ابتعد عنها ومسح على وجهه مغمغما بأسى وإشفاق على تلك المسكينة
_ عدى يوم وداخلين في التاني أهو ولسا زي ما هي مبتتكلمش والأكل صحبتها بتخليها تاكله بالعافية دخلت ليها النهردا حاولت اتكلم معاها وهي كأنها مش عايشة ومش سمعاني ومبصتش عليا حتى
تنهدت هدى في حزن وشفقة وقالت بقسمات وجه متأثرة
_ أمها كانت وحيدة أبوها وأمها وأبوها معاه أخ وفي مشاكل كبيرة أوي بينهم وعايشين برا وحتى لما ماټ ابن اخوه مهنش عليه ياجي يحضر العزا ربنا يصلح الحال .. أنا هستني الصبح يطلع وهغير هدومي وهروح أجيبها من المستشفى وأخليها تاجي تقعد هنا معانا مش هقدر أسيبها وحدها في البيت
_ أعمل اللي تشوفه صح يابني
داخل شركة عائلة العمايري بعد ساعات ليست بقليلة
كانت يسر في مكتبها وبيدها كوب الشاي الدافىء الصباحي الخاص بها وترتشف منه ببطء وهي تقف أمام النافذة تشاهد الداخل والخارج للشركة من نافذتها فإذا بنظرها يقع على المدعوة ب رحمة وهي تسير صوب الباب مسرعة لتبتسم بسخرية امتزجت باللؤم وهي تهمس في نظرات شيطانية
_ أدخلي ادخلي ياعمري .. ده أنا كنت مستنياكي !
ثم وضعت كوب الشاي على المنضدة وهندمت من ملابسها وتنصب جسدها لتقف شامخة ثم اندفعت للخارج متجهة نحو مكتب زوجها وقبل أن تدخل وقفت تتحدث للسكارتيرة في جدية مغمغمة
_ ميرنا البنت اللي اسمها رحمة طالعة لما توصل اديني رنة وخليها تدخل علطول وادخلي وراها وقولي إنها دخلت بالڠصب فاهمة
أماءت لها في إيجاب بابتسامة عذبة بينما هي فتوجهت نحو الباب وفتحته دون أن تطرق ودخلت لتجده يقف أمام الزجاج الشفاف ويولي ظهره للباب فأغلقت الباب ببطء واقتربت له بعد أن التقطت حبة عنب من الصحن الموضوع على المنضدة المتوسطة في نصف المكتب فسمعت صوته المخټنق يهتف دون أن يستدير نحوها
_ كان المفروض امنعك من الشغل مش هتبقى في البيت والشركة
مغمغمة في دلال
_ اخص عليك ياحسن !! .. على فكرة إنت بټجرح مشاعري !!
وهو
يستدير له هاتفا في استهزاء
_ إيه ده هو إنتي عندك ډم !! أنا كنت فاكرك عديمة الإحساس
رسمت ابتسامة صفراء على شفتيها وهي تجز على اسنانها وتجيبه بغيظ مكتوم
_ دمك شربات يابيبي !
لف وقال في نظرة وقحة وكلمات قاصدا منها أن يثير ڠضبها التي تحاول كبحه أمامه
_ إللي يشوفك وإنتي عمالة تتدلعي كدا عليا ميشوفكيش يوم الفرح لما فضلتي تتوسليني عشان ملمسكيش لو غيرتي
رأيك يبقي وفري الدلع ده لما نروح البيت بس خليكي فاكرة إن مهما تعملي مش هتقدري تغيري نظرتي ليكي
سمعت رنة هاتفها في جيبها فتحكمت في أعصابها وابتلعت كلامته المهينة في جوفها حتى لا تفسد خطتها وزادت من اتساع ابتسامتها المزيفة همست بالقرب من أذنه في ثقة تامة
_هنشوف
وكما خططت فتحت رحمة الباب وهي تبتسم باتساع وسعادة غامرة ولكنها تسمرت
متابعة القراءة