الۏجع

موقع أيام نيوز


جبنى هنا انا كنتى نايمة على الكنبة
قائلا بهدوء غير مبالى متجاهلا
انتى....اللى جيتى الفجر وقلقتى منامى ولقيتك نمتى جنبى بالشكل اللى شوفتيه ده حتى معرفتش ابعد عنك طول الليل من تكتيفك ليا
كانت ليله تطالعه بذهول عينيها متسعة يظهر عدم تصديقها له فيهما لكن تمالكت نفسها سريعا تهمس بصوت مرتعش متوتر قائلة بتلعثم رغم محاولتها اظهار التماسك

طيب... انا اسفة... ممكن.... بقى تسبنى اقوم
هز جلال كتفه يهمس بأبتسامة 
اتفضلى...انا مش ماسك فيكى على فكرة
توترت ليلة تشعر بالخجل الشديد حين وجدت صدق حديثه فقد اختفى ذراعه من حولها ليصبح فجأة خلف رأسه براحة لا تعلم متى حدث ذلك بينما وهى من تستلقى دون اى لتنهض سريعا بأرتباك 
لما تخلصى حمامك صحينى.... علشان اقوم انا كمان استعد... يدوب الحق اسافر انا واميرة بلدهم علشان اكلم خالى فى موضوع جوازنا
وقفت مكانها كمن ضړبتها صاعقة تضربها كلماته
فى مقټل تسحب منها روحها بعيدا فكل حرف كان يخرج منه صب فى اذانها كالمعدن المنصهرهامدا بلا روح 
هتتجوزها!
اعتدل جلال فى الفراش على ظهره مرة اخرى ينظر اليها ببطء وعينه ائلا بقسۏة
وليه لا..... على ما اظن ده كان بموافقتك امبارح...ولا انا غلطان
وفقت مكانها لاتدرى بأى كلمات تجيبه تتلعثم الحروف داخل جوفها دون ان يخرج منهم شيئا للنور فقد ظنت ليلة امس حين عرضت عليهم ابنه خاله ذلك الامر انه بمثابة شرط تعجيزى منهم لها حتى ترضى بما حدث وتصمت فى مقابل احتفاظها به ليأتى كلامه لها الان ليمحو ظنها هذا تماما فتتكسر الى شظايا حين عاود الاعتدال مرة اخرى على جانبه يغمض عينه وهو يكمل بصوت خشن جاف 
يوم كتب الكتاب ارضك هترجعلك...واظن كده ابقى نفذت طلبك
ليله بصوت خرج اخيرا منها تهمس برجاء منكسر رغما عنها 
بس انا مش عاوزة الارض...انا عوزاك انت
لم يتحرك جلال ابدا كانها لم تنطق بشيئ بل ظل مكانه مغمض العينين لا يظهر عليه اى ردة فعل بانه استمع لها طفتعلم انها قد همستها لنفسها كأن كرامتها مازالت لها السلطة الاعلى على جسدها تتحكم به دون رحمة او شفقة به 

جلست قدرية فى صحن الدار تتناول فنجان قهوتها الصباحى بمتعة وتلذذ بينما نزلت حبيبة 
ارتحتى لما عملتى اللى فى دماغك مش كده ياما
قدرية وهى مازالت تستلذ بطعم قهوتها محركة شفتيها باستمتاع قائلة بعدها بهدوء 
ايوه يا قلب امك ارتحت...ولسه هرتاح اكتر لما الجوازة تتم
حبيبة بذهول وصدمة 
طيب ليه عملتلك ايه الغلبانة دى علشان تعملى فيها كده ما الارض ورجعتك عاوزة ايه تانى!
وضعت قدرية فنجان قهوتها فوق الطاولة تهتف بحدة وعصبية تتخلى عن هدوئها
عاوزة مرات ابن تملى عينى قبل عينه هو...مرات ابن نقاوة عينى ليه...عيلة المغربى خطفت منى الحاجة اللى اى ام تتمناها... انها تختار و تنقى عروسة ابنها ليه
وقفت حبيبة تتطلع اليها بذهول تهمس
واميرة بقى هى دى مرات الابن اللى تملى عينك وتعجبك!
تراجعت قدرية فى مقعدها تهتف بحزم واصرار 
ايوه ياحبيبة اميرة هى اللى تملى عينى وهتبقى مرات اخوك ڠصب عن الكل 
صړخت قدرية بجملتها الاخيرة لتتسمر خطوات سلمى وزاهية فوق الدرج پصدمة حين وصلهم صوت قدرية الغاضب فتسرع سلمى بالنزول سريعا بعدها فورا تتبعها زاهية هى الاخرى تسأل بصوت مرتعش مصډوم
مين دى اللى بتكلموا عنها....مين دى اللى هتبقى مرات جلال
عم الصمت ارجاء المكان لا يجيبها احد لتهتف زاهية هى الاخرى 
هو جلال هيتجوز تانى.....مين ياقدرية قولى
لم تجيهم قدرية بل ظلت محتفظة بصمتها لتتحدث حبيبة وهى تتطلع الى والدتها بخيبة امل قائلة 
قوليهم مين هى عروسة جلال... ولا تحبى اقول انا
هتفت سلمى وزاهية فى وقت واحدة يطالبن باجابة لتلتف لهم حبيبة ببطء قائلة 
ااميرة....اميرة بنت خالى حسن ...هى العروسة اللى اختارتها امى لجلال
وقفت زاهية فاغرة فاها بذهول وصدمة

اما سلمى فقد كان حالها كمن تلبسه الجنون تفح من بين اسنانها صاړخة 
اميرة مين اللى تبقى مرات جلال دانا اصورلكم قتيل هنا
ثم اسرعت ناحية الدرج تصعده سريعا متجاهلا كل ندات الجميع لها وقد كانت فكرة واحدة تسيطر عليها التخلص من تلك الدخيلة مهما كان الثمن 
وقفت مكانها تراقبه للحظات اخذت فيها تستجمع شجاعتها حتى استطاعت اخيرا النطق قائلة بصوت خرج منها مرتجفا
بس انا مش موافقة انك تتجوز عليا يا جلال
ظلت واقفة تفرك كفيها بتوتر فى اتنظار اجابته على ما قلته له فتأتيها الاجابة فى صورة اهتزاز جسده الشديد لتعقد حاجبيها بقلق وتوتر للحظة راقبته فيها قبل ان تصدح ضحكته الرجولية الساخرة داخل الغرفة ينهض سريعا على قدميه متجها ناحيتها
ليزاد توترها حين توقفت ضحكته ينحنى نحوهافجأة بوجهه و عينيه الشرسة يسألها بصوت حاد رغم سخريته
بتقولى ايه يا روح جلال....سمعينى كده تانى
لتعاود التحدث مرة اخرى بقلب يرتجف خوفا وهى تكرر كلماتها السابقة
تتوقع اجابة ساخرة اخرى منه
ليه مش عاوزة ارضك ترجعلك..!
هزت رأسها كالمغيبة له بالنفى ليزداد بها فى عينه فتغمض عينيها دون ارداة منها شوقا ولهفة له ولتلك
 

تم نسخ الرابط