حكايه ورد الفصل 1___2__3 بقلم نسمه مالك
المحتويات
بطريقه لمنزله بعد يوما شاق بين عمله و دراسته حين صدح رنين هاتفه برقم والدته وفاء أخذ نفس عميق زفره على مهل قبل أن يضغط زر الفتح ويرد عليها بهدوء قائلا..
أيوه يا أمي..
أتاه صوتها الباكي تقول بصړاخ..
جبل الحقنا يا ابنى مش لاقين ورد من طالعة الشمس..
سقط قلبه أرضا و انقطعت أنفاسه و هو يقول بعدم استيعاب.. يعني أيه مش لاقين ورد!!..
صحينا من النوم ملقنهاش في البيت فكرنا أنها خرجت تشتري حاجة بس غابت أوي لحد ما خرجنا ندور عليها في البلد..في ناس قالت لنا أنهم شافوها بتركب موقف مصر يعني جيالك يا ابنى وهي متعرفش طريقك ولا معاها تليفون ..
صدمة لجمته لثوان معدودة كيف تجرأت على فعلتها تلك المتهورة! هي لم تخرج بمفردها لأي مكان من قبل و لا تفقه أي شيء عن السفر و عواقبه و ساعاته الطويلة المتعبة!
جبل يا ابني.. ورد عرفت قيمتك و سافرت وراك عشان ترضيك و تستسمحك..
صمتت لبرهة و تابعت بنبرة متوسلة..
دور على بنتي و رجعهالي يا جبل و أنا هكسرلك رقبتها على عملتها دي.. دور على مراتك يا أبني..
متخفيش يا مرات عمي.. أنا في الشارع هدور عليها و بإذن الله مش هرجع من غيرها..
رباااه!!
سيجن و يفقد عقله منها لا محالة انطلق بدراجته البخارية بالشوارع دون هوادةيدور بعقله الكثير من الأسئلة
أين هي الآن
كيف سيجدها
ما الذي حدث لها أثناء سفرها
ظل يسير من شارع لأخر و من منطقة لأخرى يبحث عنها بقلبه قبل عينيه ذهب لكل موقف سيارات تأتي من بلدته إلى مصر لعلها كانت تجلس تنتظره هناك حتى محطات القطار ذهب إليها و لكنه لم يجدها أيضا لم يفقد الأمل و ظل يبحث عنها بلا كلل أو ملل و قلبه يملؤه يقين بالله بأنه سيجدها..
حتى توقفت دراجته البخارية معلنة عن نفاذ البنزين منها بعدما ظل يدور بها لساعات طويلة يبحث عن زوجته قام بغلقها و تركها بجانب الطريق و ركض كالخيل الجامح يتابع بحثه عنها بقلب ينتفض پذعر كاد أن يغادر ضلوعه من عڼف دقاته..
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع بيني و بين ضالتي.. اللهم رب الضالة هادي الضالة تهدي من الضلالة رد على ضالتي بقدرتك وسلطانك..
ظل يردد هذا الدعاء أثناء سيرة بالطرقات يسير بلا هوادة حتى وجد نفسه يخلع حذاءه قبل أن يدلف لداخل إحدي المساجد دخل تزامنا مع توقيت آذان الفجر فسار تجاه الميكروفون و أخذ نفس عميق و أغلق عينيه لتهبط منها دمعة على خديه قبل أن يأذن هو الآذان بخشوع تام بصوته العذب..
صړخت بها ورد التي كانت بالجهة الأخرى من المسجد الخاصة بالنساء ركضت مسرعة نحو الحائط الفاصل بينهما و صړخت بصوت متحشرج بالبكاء قائلة..
جبل أنا ورد مراتك .. كنت عارفة إنك هتلاقيني!! ..
ظل يردد الآذان دون إنقطاع حتى أنتهى و خر ساجدا يحمد ربه الذي رأف بحاله و أعاد زوجته إليه
متابعة القراءة