تراتيل الهوى بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز


حتى يحضر لها بعض الطعام.
رن جرس الباب بعد أن طلب تاج طعام من الخارج لأنه لم يجد شيئا يمكن أن يعد وقد نبهه هذا لضرورة التسوق لأغراض المنزل فتح تاج ليجد الطبيب أمامه.
ابتسم له أهلا بحضرتك يا دكتور.
ابتسم الطبيب وقال بوقار أهلا بيك مراتك عاملة إيه دلوقتي
اختفت ابتسامة تاج وتنهد المفروض بقت أحسن وفاقت بس مش عارف يا دكتور.

أومأ الطبيب برأسه أنا جيت على أشوفها وأشوف وضعها دلوقتي عامل

إزاي.
انتبه تاج أنه لم يدعو الطبيب للدخول وكان يتكلمان عند الباب فقال باعتذار صحيح اتفضل أنا آسف سيبت حضرتك تقف عند الباب.
دلف الطبيب وهو يضحك بخفة يا رجل مفيش داعي تعتذر يعني مسيبتش رئيس الوزراء على الباب.
ضحك تاج ثم أشار له باتجاه غرفة سروة فتقدم يتبعه الطبيب فتح الباب ووجد سروة مازالت بحالتها تنظر أمامها بشرود.
نظر تاج للطبيب الذي طمأنه وهو وتقدم حتى جلس على كرسي أمام سرير سروة.
قال الطبيب بهدوء ازيك يا مدام سروة عاملة إيه
التفتت له سروة ببطء وحدقت إليه بوجه خالي من المشاعر.
استدار الطبيب لتاج وقال بجدية ممكن تسيبنا خمس دقائق لو سمحت
تردد تاج في البداية ولكن تحت نظرات الطبيب هز رأسه وخرج من الغرفة كان في الخارج يفكر في سروة وكيف يمكن أن تتخطى وضعها الصعب يأمل بأن ينجح في
الطبيب في أن يخرجها من حالتها الغريبة تلك حتى تتمكن من التفاعل مع العالم مجددا وتبدأ في تخطي أزمتها الصعبة.
زفر بضيق من الانتظار وهو يرغب في أن يعلم ما يحدث في الداخل ولكن عليه الانتظار بسبب أمر الطبيب حين خرج الطبيب من الغرفة أسرع تاج إليه بلهفة ها يا دكتور وضعها إيه
تنهد الطبيب مفكرا وهو ينظر للأرض لثانية حتى رفع بصره مرة أخرى لتاج وقال بجدية مخبيش عليك الوضع مش مطمئن واضح أنها حاليا بتعاني من تبعات الصدمة اللي حصلت لها.
قال تاج بقلق طب إيه الحل يا دكتور علشان نقدر نخرجها من الصدمة دي
رد الطبيب بنبرة عملية لازم أول وأهم حاجة دعم نفسي ومعنوي واضح لسبب ما أنها حاسة بعكس كدة تماما اه العلاج النفسي هيبقى له دور مهم ولكن بدون داعم ليها هيبقى مجهود طاير في الهوا الإنسان في الأوضاع اللي زي دي بيبقى محتاج جنبه الأشخاص اللي بيحبوه يكونوا جنبه ويعرف أنهم هيبقوا دايما معاه.
ثم تابع بتحذير وبأكد عليك تاني ممكن تصرفاتها تبقى غير متوقعة علشان كدة لازم تكون حذر وكمان تتغاضى عن بعض الأمور زي مثلا لو صوتت في وشك فجأة ياسيدي.
قال الجملة بنبرة مرح مفاجئة حتى يخفف من توتر الموقف فنظر له تاج بدهشة قبل أن يضحك وهو يشكره بامتنان فأجابه الطبيب بتواضع وأخبره أنه سيعود لفحصها مجددا في الغد وسيتم الأمر بشكل دوري حتى يتابع حالتها قبل أن يغادر وكان الطعام الذي طلبه تاج قد وصل في نفس اللحظة فأخذه تاج حتى يأكل مع سروة.
جلس أمامها وهو يقول بابتسامة حاولت أعملك حاجة نأكلها ملقتش فطلبت أكل من برة جيبت لك الأكل اللي أنت بتحبيه يارب أكون فاكر صح ومش غلطان مش أنت بتحبي الكباب
لم ترد سروة وهى تحدق أمامه فتنهد وكشف الغطاء عن الطعام أخذ تاج قطعة من الطعام من فم سروة التي لم تستجب ولم تفتح فمها لتناول الطعام.
قال تاج برقة علشان خاطري يا سروة كلي حاجة طب بلاش خاطري أنا علشان شكلك لسة زعلانة مني
بالله عليك كلي يلا بقى إيدي وجعتني.
فتحت سروة فمها المرتعش ببطء وهى تتناول ما في يد تاج والدموع تتجمع في عينيها أسرع في مناولتها لقمة تلو الأخرى وسروة تأكل الطعام الممتزج بدموعها المنهمرة على وجهها وتاج يطعمها بيد ويمسح دموعها باليد الأخرى حتى لم تعد تحتمل سروة أجهشت بالبكاء وهى التي يمدها لها بالطعام أبعد تاج الطعام حتى تهدأ.
صار ذلك الوضع طبيعيا في المنزل اليومين المتتاليين تبقى سروة صامتة وتاج يحاول إخراجها من صمتها بدون فائدة حتى تبدأ في البكاء فجأة فيسرع تاج لتهدئتها حتى تنام احتار تاج ماذا يمكن أن يفعل معها لتتحسن حالتها قليلا كانت والدته تتصل به ولكنه لم يخبرها شيء عن وضع سروة وقرر إخبارها الحقيقة كاملة حين يتقابلان وجه لوجه فعلى الجميع الآن معرفة الحقيقة.
فكر تاج بأن يذهب بسروة حتى ترى والدها يمكن أن يكون ذلك عاملا مهما في سبيل شفاؤها يعلم أن ذلك أكثر ما يجرح سروة ظن والدها بها وحين يعلم والدها الحقيقة وتتبدل الصورة السيئة من ذهنه مرة أخرى ويصبح شفاء سروة أمرا أسهل.
ولج للغرفة ووجدها كما الحال دائما فقال برفق سروة عايزك تقومي تلبسي علشان نروح مشوار

مهم.
لم تتحرك فقال بمرح وهو يخرج من الغرفة خمس دقائق لو لقيتك ملبستيش حرة.
عاد بعد مرور ربع ساعة طرق الباب قبل أن يستأذن بالدخول ثم دخل ووجدها قد ارتدت ملابسها ابتسم
 

تم نسخ الرابط