رواية جوري وشاهين بقلم مريم محمد
المحتويات
المجلة ده
نظر الشاب الى المجلة في يد عاليا ثم قال أيوة .. بس الوظيفة لبنت واحده مش اتنين
عاليا ايوه ما صاحبتي هاله هي اللي عايزه الوظيفة
نقل الشاب عيناه من عاليا الى هاله ثم قال ساخرا هي صاحبتك مش بتعرف تتكلم
شعرت هاله بأنه يسخر منها فأجابت پحده دون ان تقصد أنا بعرف أتكلم على فكرة
الشاب و هو ينظر اليها بطريقة غامضة طيب اتفضلوا ادخلوا
الشاب أتفضلوا استريحوا هنا
و أشار الى صالونا فخما مطلي بالذهب و جلس و أشار لهما بالجلوس ثم قال
هاله ممكن اعرف ايه الشروط المطلوبة عشان الوظيفة
باسل و هو يتفحصها بعينيه اهم حاجه تكون هاديه و متعلمة و تكون صبورة
هاله حضرتك انا اسمي هاله ابراهيم بدرس في آخر سنة كلية آداب English
هاله ظروف خاصة
اكتفت هاله بتلك الإجابة المبهمة و ظلت تدعو الله أن يوافق هذا الشاب على توظيفها
هاله ممكن اعرف مواعيد الشغل ايه
باسل أنا محتاج واحدة تكون مع والدتي طول اليوم و الأفضل أنها تقيم معاها هنا
شعرت هاله أن اقامتها هنا ستوفر المال الذي تدفعه شهريا في بيت الطالبات فأجابت على الفور
عاليا پخوف هاله و الكلية
هاله مش مهم دلوقتي
عاليا فكري كويس
هاله باصرار فكرت خلاص
لمعت عينا باسل و لم يفهم سر اصرار هاله على قبول هذا الشرط فقال لها
باسل انتي ممكن تحضري محاضراتك عادي
هاله غير مصدقة
بجد
باسل أصل والدتي بتصحى متأخر و هنا موجود مديرة للبيت و كذا شغالة
هاله تسمح تقولي المرتب كام
نظرت هاله الى صديقتها و كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم
غادرت هاله القصر بصحبة صديقتها عاليا و هي تكاد تطير من شدة سعادتها لقبولها لهذه الوظيفة وهذا الراتب المرتفع و اتجهتا الى بيت الطالبات حتى تجمع هاله أغراضها البسيطة وكتبها الدراسية و قبل أن تغادر نظرت الى عاليا قائلة
هاله أشوف وشك بخير يا عاليا
هاله ادعيلي يا عاليا
عاليا باحساس صادق ربنا يوفقك و يكرمك
هاله السلام عليكم
عاليا وهي ټحتضنها مودعة و عليكم السلام لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها و كانت تشعر پخوف و قلق و لكنها دعت الله أن يحميها و ييسر أمورها وصلت هاله الى بوابة القصر و هي تحمل حقيبتها الصغيرة و قرعت الجرس و فتح الباب لتجد أمرأة متوسطة القامة و شعرها به خصلات بيضاء
هاله السلام عليكم انا هاله الموظفة الجديدة
السيدة اهلا بيكي يا هاله اتفضلي انا مدام سامية مديرة البيت
هاله اهلا بحضرتك
سامية اتفضلي عشان أوصلك أوضتك
تبعت هااله السيدة سامية وهي تصعد السلالم الدائرية و التي تمتلأ جدرانها بالصور الشخصية لعائلة باسل العايدي و قد لفت نظر هاله صورة لسيدة باهرة الجمال بشعرها الأشقر و بياض بشرتها الشديد وعيونها الزرقاء و وظلت هاله تنظر لتلك الصورة و كأنها لا تستطيع ابعاد عينيها فأفاقها صوت سامية من شرودها
سامية وقفت ليه يا هاله
نظرت سامية الى الصورة ثم قالت
سامية عجبتك الصورة
هاله بصوت مبهور بذلك الجمال اوي هي ده صورة مرسومة ولا صورة حقيقة
سامية وهي تبتسم لهاله ده صورة رسمها سالم بيه والد باسل لكاريمان هانم
هاله ده ملكة جمال!!!
سامية فعلا هي كانت ملكة جمال مصر في السبعينات
هاله هي ازاي بقت عميا
سامية مفيش داعي تسألي عن أي حاجة تخص العيلة عشان تحافظي على شغلك هنا
هاله بخجل انا آسفة
سامية يلا عشان أوريكي أوضتك
دخلت سامية غرفة تقع في نهاية الممر الطويل و تبعتها هاله التي أحست أنها في حلم و ليس حقيقة
سامية انا هسيبك ترتاحي والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على كاريمان هانم
أومأت هاله برأسها و تابعت سامية بعينيها و هي تغلق الباب خلفها نظرت هاله الى غرفتها الأنيقة و سريرها الكبير المحاط بالستائر البيضاء و طاولة الزينة بمرآتها الكبيرة و اتجهت هاله الى دولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة ثم توجهت الى باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتجد حمام خاص بها به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولابا أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام ابتسمت هاله و قامت بخلع ملابسها و ملأت حوض الاستحمام بالرغوة المنعشه و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و
متابعة القراءة