نسخه منى
المحتويات
حسن بيه المنفلوطى
قال حسن
اييوه آنى .. ميين بيتكلم
قال حامد وهو يرجع ظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق
أنا واحد هيقدملك خدمة عمرك
صاح حسن بعصبية
خدمة اييه .. وانت ميين
قال حامد وعيناه تلمعان خبثا
انا مين مش مهم .. أما خدمة ايه أقولك .. ايه رأيك أوصلك ل مراد خيري الهواري
انت بتعرفه
قال حامد
أيوة أعرفه .. أعرفه كويس أوى
قال حسن بشك
وانت ايه مصلحتك فى اكده
قال حامد وقد تبدلت تعبيرات وجهه لتشى پحقد دفين وهو يتلمس أسنانه الصناعية ويتذكر يوم تهجم مراد عليه فى المكتب
عشان عايز أنتقم منه .. وعشان عايز أشيله من طريقي تماما
جولى عايز كام وآنى أدفعهملك فورا و كاش
قال حامد بإبتسامه خبيثه
لا مش عايز فلوس .. زى ما قولت دى مجرد خدمه .. والباقى عليك
قال حسن بلهفه
جولى ألاجيه فين
قال حامد والشرر يتطاير من عينيه
هقولك
كانت مريم تجلس بمفردها فى الحديقة بعد رحيل سهى فإقترب منها مراد قائلا
مريم ممكن نتكلم شويه
أيوة اتفضل
جلس بجوارها وترك مسافة بينهما .. نظرت اليه وقالت بقلق
خير فى حاجة حصلت
نظر اليها مراد قائلا
انتى كنتى عارفه ان جمال ابن عمى اتجوز صباح عمتك
قالت مريم يهدوء
أيوة عارفه
قال مراد وهو يتفرس فيها
وعارفه اتجوزوا ليه
قالت مريم بحيرة
قال مراد مستفهما
انتى عرفتى ايه بالظبط
قالت بإستغراب
عرفت انهم اتجوزوا بس .. تيته اللى قالتلى واتصلت ب صباح باركتلها .. ليه بتسأل السؤال ده
تنهد مراد فى أسى ثم قص عليها أن صباح هى من أطلقت الڼار على جمال وأنها هى من أوقعت بها ليحقق جمال انتقامه .. شعرت مريم بالصدمة وقالت بعدم تصديق
ثم نظرت اليه قائله
مين قالك الكلام ده
قال مراد بحنق
عمى اللى قالى .. ومن ساعتها وأنا
قرفان أتصل ب جمال
غشت عينيها العبرات وهى تشعر بالألم لتلك الخېانة التى تعرضت لها من أقرب الناس اليها .. قال مراد بندم شديد
أنا آسف يا مريم .. ظلمتك أوى وقسيت عليكي أوى .. أنا آسف بجد
لو كان فى أى حاجة اقدر أعملها عشان أكفر بيها عن كلامى ليكي ومعاملتى ليكي قوليلى وأنا أعملها
قالت مريم وهى تحاول منع عبراتها من السقوط
أنا مش زعللنه منك .. انت معذور مكنتش تعرف .. كان مستحيل ييجي فى بالك اللى حصل ده .. زى ما هو مستحيل كان ييجى فى بالى
ثم قالت بدهشة ممزوجة بالألم
بس ليه ابن عمك يعمل فيا كده وهو ميعرفنيش
تنهد مراد قائلا
عمتى الله يرحمها قالتلى انه عمل كده عشان ينتقم .. وانه بيصفى حساب قديم
قالت مريم بدهشة
حساب ايه
قال مراد بحيره
معرفش .. صدقيني معرفش .. بس أكيد حاجه تخص المشاكل اللى كانت بين العيلتين زمان
صمتا وكل منهما غارق فى تفكيره .. رأت مريم حمامة حطت على غصن شجرة وهى تحرك جناحا واحدا أما الآخر فيبدو أن به خطبا ما .. حاولت الطيران فوقعت من على الغصن لتسقط على الأرض .. هبت مريم مسرعة اليها و مراد ينظر اليها .. رآها تمسك بالحمامة وټحتضنها بين يديها وتقربها منها .. وقف مراد وتوجه تجاهها ليجدها تمسح بأصابعها على رأس الحمامة فى حنان .. رفعت رأسها لتنظر الى مراد قائله بأسى
جناحها شكله في مشكلة .. مش عارفه تطير
أخذت مريم تمسح عليها بأصابعها و مراد ينظر اليها متأملا .. قالت مريم
أعمل ايه
قال مراد بحيرة
مش عارفه
قالت مريم وهى تشعر بالأسى لأجلها
هدخل أشوف أى حاجة عشان أأكلها ممكن تكون جعانه .. وبعدين نشوف دكتور بيطري أو نوديها محل عصافير أكيد اللى بيبيع هيكون فاهم
ابتسم مراد ونظر اليها بحنان قائلا
شكلك بتحبي الحمام أوى
قالت مريم وهى تتأمل جناح الحمامه بإهتمام
لا أنا أول مرة أمسك حمامه .. بس صعبت عليا عشان جناحها مكسور ومش قادره تطير
اختفت ابتسامه مراد ليحل محلها الوجوم .. ترى كيف سيكون رد فعلها ان أخبرها بإعاقته .. أستشفق عليه مثلما أشفقت على تلك الحمامة .. لا وألف لا .. لن يتقبل منها أى شفقه .. لن يسمح لها بالشعور بالشفقة من أجله .. آخر ما يريده منها هو شفقتها .. نظرت اليه مريم وقالت كمن تذكرت شيئا هاما
صحيح كنت عايزة أزور وحدة قريبتى فى دار المسنين
أفاق مراد من شروده وسألها
تقربلك ايه
شعرت مريم بالتوتر واحتارت أتخبره أم لا .. فقال مراد وهو يتفرس فيها
أنا سألتك لانك قولتيلى قبل كده انك ملكيش قرايب هنا
تلعثمت مريم وهى تقول
ليا قريبة واحدة بس
أعاد مراد سؤاله
تقربلك ايه
قاطعهما صوت نرمين التى أقبلت نحوهما تقول
يلا يا جماعة الأكل جاهز ومستنيينكوا على السفرة
حمدت مريم ربها على قدوم نرمين الذى أنقذها من سؤال مراد .. فلم تكن تتوقع أن يسألها هذا السؤال .. وهى ليست مستعدة لإخباره الحقيقة بعد .. لانها لا تستطيع النبؤ
متابعة القراءة